-
-
"يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَبِرّاً مِنْ إِلَهِ خَلاَصِهِ" (سفر المزامير 24: 5).
مَنْ الذي سَوفَ تُضاعفُ لهُ بَركتهُ؟ الذي لديهِ الشُروطُ التي في الآيةِ السَابقةِ، والتي هي:
1- أن تَكونَ يَديهِ طَاهِرة
2- أن يَكونَ نَقيَّ القَلب
3- أن لا يُسلمَ رُّوحهُ للغُرورِ
4- أن لا يَحلفَ بالكذِبِ
الأيدي الطَاهرة لمنْ لا يَعصونَ كلمةَ الرَّبِّ - وبَركتهُ مَحفوظةٌ لهَذا الشَخصِ. أمَّا الذي يُمارسُ الخَطأ ويَعيشُ في الخَطيةِ - ولا يَندمُ عَليهَا – فَيجبُ أن يَنسى، أنهُ سيحصُلُ أبداً عَلى البَركةِ، فَهذا بَالنسبةِ لأمثالهِ حُلم. ولِذلكَ، فَهناكَ العَديدُ من المَسيحيينَ الذينَ فَقدوا البَركة والنِّعمة التي في حَياتِهم.
لنْ يُضيعَ الرَّبُّ مَا قَام بهِ يَسوعَ من أجلِنا، بِتحمُّلهِ كُلِّ تِلك الآلام، وعَلي أيدي الأشرَّار. لِذلكَ، فَقط من يُطهرُ رُّوحهُ يُمكنهُ أن يَنالَ البَركاتِ الإلهِيةِ في حَياتِهِ. لكِنْ، يَجبُ أن يكونَ الإنسانُ حُرّاً من قَبضةِ العَدوُّ، لكي لا تَحيدُ عَنهُ البَركة. فَعلى سَبيلِ المِثالِ، الطَمعُ والرَغبةُ في مُمتلكاتِ جَاركَ يَفتحُ المَجال للشَّيْطان ليَسكُنَ في قَلبكَ، لأنّ هَذهِ التَصرُفات والأفعَال تَحولُ دوّن الحُصولِ على النِعمةِ و عَملها في حَياتك. يَجبُ أن تَكونَ حَياةُ النَاس خَاليةً من أعَمالِ الشَّيْطانِ حتى لا تُضيعَ البَركات الإلهيةِ من حَياتِهم، وذَلك رُغم اعتقادهم بَأنهُم يَنتمونَ إلى مَملكة الله، فَانتبه لذَلك جَيداً، فَهُم يَفقدونَ النِّعمة الإلهيةَ وهَذا يُسبِّبُ لهُم العَيش بِمشاعرٍ سيئةٍ وحَزينةٍ وهذا كلّهً من عَمل الشَّيْطان، وأخيراً، فالذينَ يَعيشونَ في الظلامَ صُراخهُم لنْ يُسمعَ ابداً (متى 15: 18- 20).
فَليس مِن الجَيدِ أن نُسلمَ الرُّوحَ للعُبوديةِ؛ إنما يَنبغي أن نُسلمه لرُّوحِ الله، لكي يَتحقّقُ عَملهُ في حَياتِنا. أما إذا تَركتَ الغُرورَ يَغزو قَلبكَ وأيضاً سَمحتَ للشَّيْطانِ بِتنفيذِ إرادتهِ، فأنت بِذلِك سَتحرمُ نَفسكَ ممّا هُو لكَ، وتَمنعُ العَدالةَ الإلهيةَ من العَملِ في حَياتِكَ.
لِيَكُنْ كَلاَمُناْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فهو من الشّيطان (متى 5: 37). أمَّا الذي يَتكلمُ بِكلامٍ طَيبٍ لمُجرّدِ الخِداعِ، أو لا يَفي بِوعودهِ، فهو لنْ يكونَّ إطلاقاً مِثلَ الشَّخصِ المَذكورِ في (مزمور 24: 5)
إذن فمن يَستحقُ حَقاً أن يَنتمي إلى الله! لدَيكَ الشُروطُ الأربَعة المَذكورةُ سَابِقاً في الأعَلى لكي تَعملَ قوّةُ الرَّبِّ في حَياتك. لأنّ الله عَادلٌ ومن عَدلهِ في خطةِ خَلاصنا أنهُ يَستجيبُ لصَلواتِنَا، ويَفي لنا بِجميعِ وعُودِهِ.
يَسُوع هو الرَّبُّ إلهُ خَلاصِنا. تَحمل خَطايانا وذُنوبنَا لكي نَعيشَ أحراراً من هجَماتِ الشرِّيرِّ. ولا يُوجدُ شيءٌ آخرٌ يُؤلمهُ حقاً أكثرَ من أن يَرى أبَناءهُ المُخلّصين يَعيشونَ كَالضَائعينَ وكُل مَا لهُم أُخِذَ مِنهُم.
كَذبُ المَسيحي يَجعلهُ يُخطئ في حقِّ نَفسهِ، فَهو يُخطئُ ضدّ الحقِّ؛ وعِندما يَغشُ، فَهو يَغشُ الحقَّ - والحقُّ هُو الرَّبُّ يسُوع نَفسهُ. وفي هَذه الحالةِ، تُعطلُ عَمل إلهنَا بِسببِ غَباء أولئِك الذينَ من المَفروضِ أن يَملكوا مَعه.ُ
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز