-
-
قَالَ لَهَا يَسُوع : "سَيَقُومُ أَخُوك ". (يوحنا 11 : 23 ).
يَحتاجُ عَالمُنا إلى أشَخاصٍ يَعرفونَ الرَّبَّ، لأنّ الَّذينَ يُطيعونَ الله مُختلفونَ تَماماً عنْ الآخَرين، فَهُم لا يُنسَاقونَ وَراءَ إغراءاتِ العَدوِّ، لكِنهُم يَسعونَ لمُشاركةِ كُلِّ مَا يَحصلونَ عَليهِ مِنَ الرَّب مَع الآخَرين، ويَعيشونَ في هَذهِ الحَياةِ فَقط مِن أجلِ فِعلِ الخَير، وتَقديمُ المُساعدةِ لكُل الأشَخاصِ المَظلومين، وتَبشيرهُم بِرسالةِ الإنْجيلِ. فَهم يُساعدونَ أولئِكَ الَّذينَ سَقطوا في فِخاخِ الشَّيْطانِ، ولا تَسمع مِنهُم إلا كَلام الوِدّ والمَحبةِ، ويُكرمونَ الرَّبَّ في جَميعِ أوقاتِهم، وبَالرُّغم مِن كُل الاضطِهادِ الذي يُلقونهُ إلا أنَهُم لا يَلعنوا منْ يُسيئوا إليهم.
أولئِكَ الَّذينَ يَتصرّفونَ بِهذهِ الطَريقةِ يَثقونَ بأنَ الرَّبَّ كَلامهُ حَقّ، ولهذا فَهُم مُستعدونَ لإخبارِ كُلِّ الَّذينَ يُعانونَ في هَذهِ الحَياة أن هُناكَ شَخصاً واحداً قَادر أن يُغيرَ حَياتهُم من السَيئ إلى الأفضل و هو الرَّبُّ يَسُوع ، وأنهُم يَستطيعونَ أن يَنتصروا على الشرّ، لأنهُ وحدهُ القَاضي الحَقيقي والعَادل الذي لا يُخطئ أبداً ( رومية 8 : 28 ). إنّ أولئِك الَّذينَ يُطيعونَ الله ليْسوا ثَرثارين، مِثلَ الذين يَمدحُون أنفُسهُم، فَسلوكهُم يُشبهُ أنبياءَ الله، وتَجدهُم دَائماً في شَركةٍ مَعهُ، وهَذا يَجعلهُم قَادرينَ على نَقلِ الرِّسالةِ السَّماويةِ إلى العَالمِ، وهَذا النَوع من الخُدام هُم أصدقاءٌ للجَميع، وبَالرُّغم مِن ذَلك فَمِنهُم من سَمحَ للشَّيْطانِ بالاستيلاءِ عَليه) رومية12 : 18(.
أنَّ خُدامَ الله الحَقيقيين لا يُمكنُ أن تَكونَ هُناكَ شُكوك حَولَ خِدمتِهم، لأنَهُم مُدركونَ مَا يُريدهُ الرَّب منهم، ولأنَهُم دَائماً في مَحضرهِ، فكلّ كَلمةٍ تَخرجُ من أفوهِهم هي مِن عندهِ، ومنْ يَتواصلُ مع خُدامِ الرَّبِّ يُدركُ جَيداً أنهُم مَصدرُ ثِقة، فَهُم يَعرفونَ الطَريق الذي يسْلكونهُ في الحَياةِ، ويَعرفونَ كَيف يَتكلمونَ وأينَ يُوجّهونَ أنظارهُم. لأنّ الله هو منْ يُعلنُ لهُم كُل تِلكَ الأمُور.
من المُهم جِداً أن نَفهمَ شيئاً وَاحداً: وهو أنّ المَشاكل التي تحدثُ هي مِن الشَّيْطان، ولكنِها لنْ تَقوى على الإيمانِ، وعلى عَملِ الله. فَالرَّبُّ يَعرفُ مَا يَحدثُ مِن حَولنا و مَا مِن شَأنهِ أن يُعطينَا القُوَّة لمُواجهةِ العَدوُّ، ومُحاربتهِ حَتى نَنْتصر عَليهِ. لأن الكِتاب المُقدّس أهَميتهُ أن يُقوينَا ويُغذينَا رُّوحياً حَتى نَستطيعَ التَغلُبَ على فِخاخِ الشَّيْطانِ.
يَبعثُ الله عادةً لنَا شَخصاً مَا لنُساعدهُ في حلِّ مُشكلةٍ ما، فَيجبُ عَلينَا أن نَقومَ بِهذا العَملِ بِإخلاصٍ ونَتكلمُ مِن خِلالِ كلامِ الرَّبِّ لقُلوبِنَا، فقدْ تَصرّفَ الرَّبّ يَسُوع بِهذهِ الطريقةِ، عِندمَا أخبرَ أُختي أليعَازر بِمَا وضَعهُ الآبُ في قَلبهِ: أي سَيَقُومُ أَخُوكِ، وعَلينَا أيضاً أن نَكونَ مُخلصينَ في ما يُعلنهُ لنَا الرَّبُّ. آمنَ يَسُوع بِما قَالهُ لهُ الآب. وقَامَ أليعازر، ولهَذا فَكُلّ من يَثقُ ويُؤمنُ بالوعودِ الإلهيةِ يَستطيعُ أن يُساعِدَ العَديدَ من النَاسِ الَّذينَ يَحتاجونَ المُساعدةِ، لأنّ كَلامَ الرَّبِّ فيهِ القُوّةَ اللازمةَ لتَحقيقِ هَذهِ الوعودِ، فبالإيمانِ فَقط ودُون أيّ خَوفٍ، نُواجهُ الشرَّ ونَنتصرُ عَليهِ ونُعلنُ الحقَّ، ولا نَنْسى أنّ الإنْجيلَ يَقول : مَنْ يَتَفَوَّهُ بِالْحَقِّ يُظْهِرُ الْعَدْلَ (الأمثال 12 : 17)
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز