-
-
لِأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ (مزمور 63 : 7).
يجبُ أن يُدركَ أولئِك الذينَ يُحقّقونَ انتصاراتٍ وتًفوُّق طوالِ حَياتِهم أنّ الله هُو من يُساعدُهم، الشّيطان يُحاول دَائماً الوصُولَ إلينا، ليَسلُبنا سَلامَنا والفُرصة بحياةٍ كريمة، وفي الحَقيقةِ، لولا المُساعدة الإلهية لمَا كنّا هُنا، والخَبر السّار أنّ الله ليْسَ ظَالمٌ أو مُتحيّزٌ.
لا يُمكننَا إلقاء الّلومِ على الرَّبِّ لأنّهُ يعامل أشخاصاً آخرين مُعاملةً مُختلفة، لأنّه بِغضِّ النَظرِ عن كَوننَا مَسيحيينَ أم لا، فَهو يُساعدُ الجَميعَ، وعلى الرُّغمِ من إصرارِ البَشرِ على إنكارِ الحَقيقةِ، إلاّ أنّ أَبَانَا السَّماوي استطاعَ الإبقاَء على الجِنس البَشري على قيدِ الحَياةِ، وسَوفَ يَبقى الأمرُ على هَذا النَّحوِ حَتى يَأتي اليَومُ الذي سَوف يُقدِّمُ كلُّ شَخصٍ فيهِ حِساباً عنْ أعَمالهِ، إنّ الذينَ يُنصتونَ إلى كلمةِ الرَّبِّ بِثقة سَيحصلونَ على المَزيدِ مِن المَعوناتِ السَّماوية، لأنهُم يُؤمنونَ بالرَّبِّ يَسوع، ولأن عَبيد الله العلّي بإمكانِهم التَغلُبَ على قوى الجَحيمِ و فِخاخِ الشَّيْطانِ، دَعني أُذكّرُك مرةً أُخرى بالحَقيقةِ التَالية : يتعاملُ اللُه مع الجَميعِ على قَدمِ المُساواةِ.
يُساعدُ الله النَاسَ بِطريقةٍ مُباشرةٍ أو غَيرِ مُباشرةٍ وذَلك من خِلالِ الوُّحي والاعلانُ عن قَوانينهِ، وحَتى إرسالُ أولئِك الذينَ يُمكن أن يَقوموا بِعملهِ عن طِيبِ خَاطر وفَرح. بالإضافة إلى ذلك، فَهو يُوبّخُ أولئك الذينَ يُسلمونَ أنفسهُم للشَّيْطان، حَتى يَستَخدمهُم العدوُّ في التَسبّبِ بالمُعاناةِ لأولئِك الذينَ يَرفُضونهُ، والرَّبُّ يُساعدُ أيضاً المُؤمنين بهِ وذَلك من خِلالِ إعطائِهم الفَهم والإدراكَ المَطلوبَين، حَتى يَتمكّنوا من الاستفادةِ بكُلِّ وعُودهِ وإعلاناتِهِ.
إنّ مُساعدةَ الله لنَا غيرَ كَافيةٍ، ولذلك، يَجبُ عَلينا أن نَحصلَ عَلى مَا وهبهُ الله لنَا ونَفعل مَايجبُ عَلينا القيامُ بهِ. أنّ الشَخصَ الذي يَقضى وقَتهُ سَاجداً على رُكبتهِ مُتوسلاً لطَلبِ المَعونةِ الإلهيةِ، لابُدَّ وأنّهُ يُعاني كثيراً. فالله هُو منْ مَدحَ مُوسى عِندمَا قَضى وقتاً طَويلاً يُصلّي، وأعَطاهُ بَعد ذَلك الإرشَادات والتَوجِيهاتِ المُناسبة حَتى يَضربَ الماء، ويَقدر الشَّعبُ أن يَعبُر وسَطِ البَحرِ الأحَمرِ ( خروج 14 : 16 - 15 ). والمساعدات الإلهية لمْ تُعطَ إلا عِندما آمنَ شَعبُ إسْرائيل بِما آمَرهُم بِه الرّب.
يُحدِّدُ الله مَدى إيمانِنَا وثِقتُنا بِكلامِهِ، فَإذا أصَغينا لوعُودِهِ وقُمنا بِتنفيذِهَا، نُدركُ أنهُ لنْ يُوقِف المُساعدات عنْ أبنائِهِ. بل إنهُ يَفي بكُلّ كَلمةٍ نَطقَ بِها، وبعد ذلك تَجدُ أشخاصاً يَميلونَ إلى الإيمانِ والثِقةِ بكلام أيّ فَيلسُوف حَياً كَان أو مَيّت. وعِندمَا نَفتحُ أذَهانِنَا، نَستطيعُ أن نَؤمنَ بِما كُشفهُ لنَا ونَمتَلِكَهُ، مِمَا يَجعلنَا نَحصُلُ على العَملِ الإلهي بسرعة وعلى الفَور (مرقس 11 : 23).
أولئِك الذينَ يَهتمّونَ بَالوعودِ التي في الكِتابِ المُقدّسِ، يَجدونَ مَلجأً لهُم في الرَّبِّ بِكلِّ فرحٍ وسُرورٍ، وسَوف يَجعلُك هَذا قَادراً عَلى التَرنيم والتَسبيحِ تَحتَ أجنحةِ العلّي، لأنّ هَذا هُو مَكانُ فَرَحِكَ ورَاحتِك لأنّ الشَّيْطانَ لنْ يَتمكنَ من أن يَصلَ إليك فيهِ.
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز