-
-
وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ، إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ. (أعمال 15 : 9).
لقدْ قامَ الله باستخدامِ الرّسُول بُطرس ليِكشفَ عنْ حَقيقة عَظيمة، لأنّ بُطرس كانَ يَعتقد أنّهُ كانَ أفضل من الآخَرين لكونِهِ مُوحِّداً لله أي يَهودياً، وبِسببِ أنهُ خدم الرَّب كانَ يَنظُر إلى الآخرينَ الذينَ يَخدمُونَ الآلهة الكَاذبة على أنهُ أفضل مِنهُم وأعلى شأناً مِنهُم، ولكنْ الله يُظهر لنَا أنهُ يُريدنا أن نَكونَ شَعباً واحداً من أحفادِ إبراهيم مهما كان عِرقُنا أو جُدورنَا. لأنّ الشَّرط الوحِيد لنُصبحَ من شَعبِ الله هُو الإيمانُ بالمَسيح، فبتحقيقِ هَذا الشَرط لنْ يَتمكنَ أحد من سَلبنَا أو مَنعنَا من الحُصول والتَمتعِ بِبركات الله.
نَحنُ صُورة اللهِ، عِندمَا وُلدنا من جَديد في المَسيح، أصَبحنَا مُماثلين أو مُشَابهين للرَّبِّ يَسُوع، لأنَّ أبانَا السَّماوي حُوّلنا إلى الهَيئة والصُّورة التي يُسرُّ بِها وذَلك من خِلالِ ابنهِ يَسُوع، فَعندمَا يُقرّر شَخص مَا أن يَقومَ بمشيئةِ الرَّبِّ، يَقومُ بِطاعةِ كَلماتِ الآب بِقوةِ الرُّوحِ القُدس مِمَا يَجعلهُ خَليقةً جَديدةً في المَسيحِ. وتَبدو هَذه النظريةِ أكبرُ من إدرَاكِنا نَحنُ البَشر، ولكِنْ من دُونِ القِيامِ بِها لنْ نَدخُل مَلكوتَ السَّموات، فهي أمرٌ مُهمٌ حَتى نَحصُل على الخَلاص . (يوحنا 3 : 3 – 8).
لا يَهُم من أينَ أتيتَ ولا من أي أصلٍ أنت ، فقد يَكونُ أجدادُك من أفريقيا أو أوروبَا أو آسيا أو قد يكونون من السُّكان الأصَليين ،فكُلّ هَذا لا يَهُم، لأنهُ إذا كَانت عَائِلتُك أو أنتَ مُستعبدينَ من قِيل الشَّيْطان والظُلمة مِن خِلالِ اِستعمالِ السِّحرِ والشَّعوذةِ عليكَ، أو اِستغلالك في أعمالٍ غَيرِ شَريفةٍ، مِثلُ الدَّعارةِ أو أيِّ شيءٍ آخر، فلا تَرفُض أن تَكون مُختلفاً، اختر هَذا القرار، لأنكَ مُنذُ الآن خَليقةً جَديدةً في المَسيحِ وأنتَ عُضوٌ في عَائلةِ الله.
أصَبحنَا أنقياء بِسببِ هَذا الإيمانِ، الذي أعَطانَا القُدرةَ عَلى الوقُوفِ أمام الله دُون الإحساسِ بالذُلِّ أو الضَعفِ، لقدْ أصَبحنا خَليقةً جَديدةً في يَسوعَ وذَلك مِن خِلالِ بِرّ اللهِ، وهَذا مَا يَجعلُنا قَادرينَ على مُواجهةِ كُلِّ فِخاخِ العَدوِّ مَرفُوعي الرّأس، دُون الإحَساسِ بِالدّونيةِ على الاطلاقِ، لأنّ عَدلَ وبرَّ الله يَظهرُ فِينا مِن خِلالِ عَملِ المَسيح (2 كورنثوس 5 : 21).
بالإضافة إلى كُلِّ هَذا، لقد أصَبحنا أعَضاءً في جَسدِ المَسيحِ، الذي يَسوعَ هُو رأسٌ لهُ ونَحنُ الجَسد. لذا، يَجبُ أن نُدركَ مَا يَستطيعُ يَسُوعُ أن يفعلهُ، ولدَينا نَفس هذه القُدرةِ والسُّلطانِ، وإنَنا قَادرونَ على أن نَقومَ بِنفسِ الأشياءِ التي قَام بِها يَسوع في المَاضي ولا يَزالُ يَقومُ بِها في الوَقتِ الحَاضرِ، لأنّ خُدام الله في المَاضي لا يَملكونَ أيّ أفَضلية عَلينا، لأنهُ لا يوجدُ أي فَرقٍ بَيننا وبَينهُم.
نَملُك الفَداءَ بِكاملهِ اليَوم، والرُّوحُ القُدس الذي جَاء على يَسُوع ونَزلَ على الرُّسُل هو نَفسهُ الذي نتملكهُ اليَوم، حَتى نُصبحَ شَعبَ الله. لقدْ أمرنَا بِتحقيقِ إرادتهِ وذَلك بِالوعظِ والكِرازةِ للخليقةِ كُلها، حَتى يَتركوا عنهُم كُلَّ غُرورٍ، ويَعودوا إلى المَسيح حَتى يَستطيعونَ الاستمتاعَ بِوقتهِم بِفرحٍ مع الرَّبِّ، لأنّ الله لا يُريدُ أن يَفقدَ أو يَخسرَ أحد لِفائدةِ الشرَّيرّ ( يوحنا 6 : 39 ). فَهو يُريدُ أن يعرفَ الجَميعُ الحقَّ ( 1 تيموثاوس 2 : 4).
محبتي لكم في المسيح
د. سواريز