-
-
كَانُوا سُورًا لَنَا لَيْلاً وَنَهَارًا كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيهَا مَعَهُمْ نَرْعَى الْغَنَمَ (1صموئيل 25 : 16).
لقدْ كانَ دَاود مَعروفاً لكُلِّ أتباعه على أنهُ لا يَملُك سُمعةً حَسنة تُخوِّلهُ لأن يَكونَ خَادماً حَقيقياً لله، لكِنهُ كَانَ قَادراً عَلى جَعلِ أتباعهِ يَفعلونَ أعمالَ الخَيرِ، لِهذا يَتطلبُ مِن القَادةِ التفاني في تَعليمِ أتَباعِهم كَيفيةَ العَيشِ حَسبَ مَشيئةِ اللهِ، واِحترامِ النَاس مِن حَولهِم، لقدْ كَانَ اَتباعُ دَاود يَعلمونَ أنَهُم مَدعُومونَ بِقوّةٍ إلهيةٍ، لأنَهُم يَتبعونَ رَجُل حَسبَ قَلبِ الرَّبِّ، ولهِذا كَانَ واجَبٌ عَليهم مُساعدةُ كُلُّ منْ يَحتاجُ إليهم، ليْس فَقط الفُقراء بل حَتى العُمَّال، ولِهذا يَجبُ على خُدامِ الله التَأهُب والاستعدادِ الدائم لتنفيذِ عَملِ الرَّبِّ متى طلب منهم.
إنّ الذينَ يَعيشونَ حَياتهُم خَوفاً من الله تَحتَ قِيادةِ خَادمٍ للرَّبِّ، والذي مَنحهُ هَذهِ المُهمّةِ هو الرَّبّ، فيجبُ على هَؤلاءِ أن يَبذلوا كُلَّ مَا في وسعِهم حَتى تَستمرَّ مُهمةُ هَذا الرّجُل مِن السَّماء. لقدْ اِختارهُم الله مَع كُلِّ المَشاكلِ والصُّعوباتِ التي مَرّوا بِها ليُنفذوا إرادتهِ ويَصنعوا البرّ حَسبَ اِسمهِ، ليَنالوا البَركات السَّماوية لهَذا كَانوا جَنباً إلى جَنْب مَعَ دَاود، لأنَّهم يَعلمونَ أنهُ خَادمَ الله البَار، لهَذا فَالعالم في حَاجة مَاسّة لأن يرى إيمَاننا مِن خِلال مَواقِفنا وأفَعالنا وليْس فَقط مُجرّد كَلمات.
لمْ يَستعن دَاود بَهؤلاءِ الرِّجال في الخِدمةِ فَقط، بل بَاركهُم أيضاً، لأنّ هَذا هُو العملُ الذي يَجبُ أن يَقومَ بهِ كُلُّ خُدامِ الرَّبِّ وذَلِكَ مِن خِلالِ الاهتمامِ بِرعيةِ الله والقِيامِ بِعملهِم بِحُبٍّ و فَرحٍ، لأنَّهُم يَعلمونَ أنّ اللهَ سَوفَ يُكافئهُم على عَملهِم أضَعافاً ليْس كَما يَفعلُ أسيادُ هذا العَالمِ، لانّ المَحبةَ تُعطي ثِماراً كَثيرةً، ولأنّ هَؤلاءِ الرَّعيةِ قَادرونَ على كَسبِ حَياةٍ غَنيةٍ بِالبركاتِ إذ كَانت مَعَ خَادمِ الرَّبِّ ( أفسس 3 : 20). لقدْ كانوا يُعانونَ من مَشاكلِ الحَياةِ وغَارقينَ في الدِّيونِ، لكِنهُم تَحوّلوا إلى مُقرضينَ بدلَ مَدينينَ (تثنية 15: 6) لأنّ أرُّواحَهم كَانتَ مُستعبدةً للخطيةِ واستطاعت أن تَتحوّلَ لتُحقِيقَ البِرَّ من خِلالِ القِيامِ بِأعمالِ الرَّبِّ. لقدْ كان دَاود ورِجالهِ يَحمونَ الرُّعَاة وقُطعان نَابال، لهِذا حصلوا عِلى مُكافأتهم، التي لمْ تَكُنْ مِن نَابال، بلّ مِن زَوجتهِ، التي كان قَلبُها حَسبَ الرَّبِّ، والتي تَزوجَهَا دَاود فِيمَا بَعد، لقدْ نَالت أبَيجايل مُكافأتِها وسَتستمرُّ إلى الأبدِ لكُونِهَا روحية، لأنّ الأعَمالَ الصَّالحة التي نَقومُ بِها تَرجعُ إلينَا دَائماً.
يَنطبقُ نَفسَ الشّيءِ على القِيادةِ في خِدمةِ الرَّبِّ، ويَجبُ عَليكَ دَائماً أن تَتأكدَ أنَك تَقومُ بِعملكَ جَيداً، ومَعرفةِ الطَريقةِ المُناسبةِ لمُساعدةِ ومَدِ يدي العَوّن، وأعظمُ مُساعدةٍ تَستطيعُ تَقديمهَا للرّعية هي أن تُعلّمهُم مِن خِلالِ اِختباراتِك وشَهادتِكَ مع الرَّبّ. أنهُ باستطاعتِهم الإنتماء إلى عَائلةِ الرَّب، بالإضافةِ الى ذَلك الصّلاةُ من أجلهم حتى يَعمُّ السَّلام مِن الحَاكمِ، مَمّا سَيساعدك في القَيامِ بِعملك على أتمِّ وجهٍ وسَيجعلُ الله رَاضياً عَنكَ هو رَسمُ خُطةٍ للقيام بالعملِ المُعطى لكَ، ووضعُ استراتيجيات للقيامِ بأفضلِ الأشياءِ والتَعليمُ والكِرازة، وهذهِ الأمورُ سَتمنحُكَ الانتصار والفَوزُ في آخرِ المَطافِ.
لأنهُ بِصفتِنا أبناءِ الله وشُهود الرَّبَّ يَسُوع، مُلزمون بِزراعةِ الخَيرِ أينمَا كنَا ونتأكدً بأننَا نُدخُل السَّعادة إلى قلوب النَاس، لأنّ المَحبةَ المَسيحيةَ والعَطفُ الذي نُقدِّمهُ لهم سَوف يَرتفعُ إلى الرَّبِّ مِثل عِطرٍ حُلو، وهَذا ما سوف يَجعلهُم سُعداء، ولنْ يَنسوا تِلك الأعَمال الصَالحة التي قَدمنها لهُم في اسمِ الرَّبِّ يَسُوع.
محبتي لكم في المسيح
د. سواريز