-
-
وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ (أخبار الأيام الثاني 17: 1).
عِندمَا يَموت المَلك، كُلُّ مَن يَجلسُ على الكُرسي بَعدهُ يَتولى العَرش. فيَسُوع مَات وقَامَ، ولكنهُ صَعدَ إلى الأعَالي، أطلقَ الأسرى، وَوهبنَا مَواهبَ (أفسس 4: 8). وجَعلنَا مُلوكاً وكَهنةً لهُ. فَالآن، قدْ حَانَ الوْقت لكي نَقبل بِمكانتِنا الحَقيقيةِ، ونُعطيه السُّلطةَ العُليا في حَياتِنَا. أمَا مَجدُ الرَّبِّ فَيظهرُ فِينا عِندمَا نأخذُ مَكانتنَا في المَسيح، ويَكون لنَا سُلطان عَلى كُلِّ شيء (سفر الرؤيا 5: 10).
ففي اللّحَظةِ التي نَقبلَ فِيها الرَّب يَسُوع، يَحين الوَقت لنَملك ونَحْكُم مَعهُ. فَما أعَظم العَمل الذي يَحدثُ فِينا، في اللّحظةِ التي نَقبل فِيها ابن الله كَمخلِّصٍ لنا. ونُؤكد هَذا المُلك عِندما نَقولُ "نعم" لدعوةِ الرَّبِّ الإله، فَهو يُؤكدُ مُلكنَا. وبِعملِ التَغييرِ فينَا، نُصبحُ في مَنصبِ السُلطةِ للحُكم على كُلِّ مَا يَنتمي إلينَا: أي عَلى الرُّوح والنَفس والجَسد، كَما على العَائلةِ والمُمتلكاتِ أيضاً.
وكخلفاءَ للرَّبّ، يَجبُ أن نَعملَ نَفسَ الأعَمالِ التي يَعملهَا. فَهكذا يُريدُ الآبُ أن يَرانَا (يوحنا 14: 12). وقد أعَطانَا المَثل عنْ كَيفَ نَتصرّف في كُلِّ الحَالات. وفي أوقاتِ الفرح، نَفرحُ بهِ، لكنْ، عِند هُجومِ الشرِّير، هو مُوجودٌ مَعنا من خِلالِ كلمتهِ، لكي نُواجهَ قُواتِ الجَحيمِ التي تَأتي وتًهاجمنا. فَنحنُ مُستعدّون للقتال وتَحقيقِ النَّصر في جَميعِ المَعارك.
فلو تَركنَا الأعَداء، سَيملكونَ عَلينَا. ولِذلكَ، من المَفروضِ عَلينا أن لا نَتراجعَ أبداً ولا نَقبل بَالهزيمةِ. وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا وبَذلَ نَفسهُ من أجَلنا. وباسمهِ، نَستطيعُ النِّضال ضِد قُوّاتِ الشّرّ والتَغلبِ عليها. وانتصَارنَا أكيدٌ في المَسيحِ. ولا يُمكنُ للشرّ أن يَهزمنَا بأيّ حَالٍ من الأحوالِ. فقدْ انَطلقنا للحَربِ مُتأكدين بَأننا سَنعودُ حَاملينَ الانتصار (المزامير 126: 6). فَنحنُ مُنتصرينَ مُسبقاً، حَتى لو كَانَ الثَمن بَاهظاً.
عِندمَا نَأخذُ مَملكتنا، كَما فَعَل يَهُوشَافَاطُ ، يَجبُ عَلينَا تَحصينَ أنَفُسنا ضِدّ أعَدائِنا. وكمَا فَعل المَلك يَجبُ أن نَتبعَ طَريقته. فَلقد عَانى والدهِ كَثيراً من الهَجماتِ التي قَامَ بِهَا "الأخوة"، لكِنهُ قرّر أن الأمور في عَهدهِ سَتكونُ مُختلفةً، وكان عَليه أن يَكونَ قَوياً حتى تَتراجع الأممُ وتَتوقفُ عنْ شن الهَجماتِ ضد يَهوذا. وبَعدهَا أصبحَ بَعضهُم يَدفعونَ الضَّرائب لهُ، ويُقدّمون لهُ الهَدايا بِسرورٍ. فَالرَّبّ يُريدُ مُلوكاً للحُكمِ.
كُنْ مُستعداً! يُمكنُ فَقط لحاكمٍ قَوي أن يَفوزَ. فَفي البدايةِ، سَعى يَهُوشَافَاطُ وراءَ تَعزيزِ قُوّتهِ. فَافعل مِثلهُ: وأطلب من الرَّبِّ، وقُم بِإزالة جَميعِ العَقباتِ من حَياتِك، والخَطايا، والشَّهوات، كَما الكَسل. وقُم أيضاً بَتكريسِ نَفسكَ لهُ، وافتح قَلبك وأطلب مِنهُ أن يُعلنُ لكَ مَا يُعرقلُ شَركتكَ بِهِ. وتَحرّر مِن كُلِّ العَقباتِ، وسَوفَ تُعزّزُ قُوتِكَ وسَترى الفَرق.
محبتي لكم في المسيح
د. سواريز