-
-
وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي (مزمور 119: 98).
إنّ الامتيازَ من وجودِ الوَصايا التي أُعَطيت لنَا، هو كي تَكونَ مَحفوظةٌ. أمّا إهمالها فهو غَباءٌ كبيرٌ جداً، والذي يَفعلُ ذلك، يَرتكبُ أكبر خَطأ في حَياتهِ الرُّوحيةِ. ومَن يَحفظُهَا يَستطيعُ الحُصول عَلى 50 % من الإمَكانيات لمَحبةِ الرَّبَّ ويَكونَ مَحبوباً مِنهُ، والذي يتمّمها يُنجز النِّصفُ الآخر. يَنخدع الأشَخاص الذينَ يَعتقدونَ أنَّهُم يَستطيعونَ العَيش دُونَ اِقتناءَ وإطاعةَ وصَايا الله. فمن خلالها نثبت أنّنا نحبّه (يوحنا 14: 21).
تَنقسمُ الوَصايا إلى وصَايا مُشتركة ووصَايا شَخصية أو فَردية. وجَميعُ الأشَخاصِ، بِغضِّ النَظر عنْ الوَظيفةِ التي يَقومونَ بِها في عَملِ الرَّبِّ، مُلزمينَ بِحفظِ الوَصايا الإلهية. وهَي مَكتوبةٌ في الأسَفار المُقدّسةِ، وليْس هُناك شَخصٌ مُستثنى من طَاعتِها. فَعندمَا قَال الرَّبُّ: لا تَزنِ، مَنع الجَميعَ مِن اِرتكابِ هَذا الفَعلِ. وهَذا الفَعل يَنطبقُ عَلى غَيرهِ مِن المَمنوعات.
تُدعى الوَصايا بالفرديةِ عِندما تَحتوي إعلانٌ لكُل فَردٍ. والتَعرفِ عَليها يَأتي بِسماعِ كَلمةِ الرَّبِّ، ويَشعُرُ الشّخصُ أنّ الله يَدعوهُ للقِيامِ بِمهمّةٍ مُعينةٍ، كَالتبشيرِ بالإنْجيل، تَقديمُ عَطاءٍ مُعينٍ، الصّلاةُ مِن أجلِ شَخصٍ مُعيّن أو مِن أجلِ الجِيرانِ الخ.
السّرُ هو أن تَكونَ الوصيةُ مَعنا دَائماً. أمَّا إذا تَركناها ليَطويهَا النِسيانُ، نَفقدُ الفُرص التي تَكونُ لنَا، وأيضاً من خِلالهَا نُثبتُ للرَّبِّ العلي بأننا نُحبّهُ. فَكُلّ فُرصةٍ ضَائعةٍ لا تَعودُ مَرةً أُخرى. وكَم يُؤلمُني، أن أتَذكرَ المَراتَ العَديدة التَي أجَلتُ فِيها القَرار عَنْ أمرٍ مُعين، ثُم بَعدَ ذَلك، عِندمَا شَعرتُ بأَنني عَلى اِستعدادٍ، وذَهبتُ لأنجزهُ، كانَ الشَّخصُ قدْ غَيرَ رَأيهُ.
بالإضَافةِ إلى البَركاتِ، تَجلبُ لنَا الوَصَايا الحِكمةَ. وفي نَصِّ الإنْجيلِ مَذكورٌ، أنّ صَاحبَ المزمور كان يُسبّحُ الله مِن أجلِ النِّعمةِ التي مَنحها لهُ، مِن خِلالِ وصَاياهُ وفَرائضهُ. فإذا كَان مُصِرّاً على الخَطيئةِ، لكانَ هَذا قَرارٌ مِنهُ على الاسَتمرارِ في الجَهلِ الرُّوحي. وهَذا يَحدثُ مَع من لا يُعطي الاهتِمامَ اللازِمَ لتَنفيذِ أوامرِ الرَّبِّ العلّي (مزمور 119: 118). فالوصَايا هي الأوامر التي يُعطيهَا لنَا خَالقنَا وأبينا. وهُو لا يَفعلُ ذَلك لكي يُعاقبنَا أو لكي يَأخُذ مِنَا شَيئاً، بَل لكي يَملأنا بِحكمتهِ. (مزمور 1: 7؛ 19: 16) ولأنَنا حُكماءَ مِن الرَّبِّ، صِرنَا أكثرَ قُدرةً مِن عَدوِّنَا. وحَتى الجَحيمُ قدْ يسعى لهَزيمتِنَا، لكِنْ بطَاعَتِنا لنْ يَسلبَ مِنا هَذهِ الحِكمةَ، لأنَّها سَماوية.
للأسفِ الشَديدِ، هُناكَ أُناسٌ كُثرٌ ليْس لدِيهم فِكرةٌ عنْ الحَياةِ الرُّوحيةِ.
إنَهم يُفضلونَ المَعصيةَ عنْ القيامِ بِتنفيذِ مُهمّةٌ يَأمرهُم بَها الرَّبّ ويَسمحونَ بِضياعِ الفُرصِ. ومَع ذَلِك، يُسلمونَ أنَفسهُم للعدوُّ، الذي هو عَديمُ الرَّحمةِ، ويَحملهُم في مَخالبهِ ويَضطهدهُم بِكلِّ الوَسائلِ. فاهرُب مِن العِصيانِ.
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز