-
-
"فَسَأَلَ دَاوُدُ اللَّهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْماً، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعاً عَلَى الأَرْضِ" (2 صموئيل 12: 16).
كان يعلم دَاوُدُ أنَّ الرَّبَّ يَسمعُ ويُجيبُ الصَّلوات التي كان يُقدّمها لهُ، وعِندما اِجتاز بِأزماتٍ صَارمةٍ، طَلب الرَّبّ وقد أصَغى إلى صَلاتهِ. بالنسبةِ لصَاحبِ المَزمورِ، الرَّبُّ العلُيّ سَوف يَسمعُ صُراخهُ. فقدْ قَضى الليل مَطروحاً عَلى الأرضِ، وهَذا يُبيّنُ أنهُ فَهم خُطورةَ الأمرِ، فلمْ تَكنْ مَسألة الصّلاةِ أو الثِقة بأنّ البركةَ سَوفَ تَأتي، إنَّما، كَمُحاربٍ، كَافحَ من أجَل حَياةِ ذَلكَ الصَّبِيِّ. ولم يُكتب في الإنجيلِ تِلك الكَلماتُ التي اِستعملهَا دَاوُدُ لمُحاولةِ إقناعِ الرَّبِّ الإله بأن يَرحم ويَشفي تِلك النَفْس الصَّغيرة. مِثل يَعقوب، الذي اِعترفَ، صَلى، صَامَ وبَكى، واِنتظرَ الرَّحمة الإلهية، لكنَّ الرَّبَّ لمْ يُصغِ لصَلاتهِ.
الحَقيقةَ هي أنّ وجُود ذَلك الصَّبِيِّ لمْ يَكُن لهُ تَخطيطٌ في السَّماءِ، لأنهُ كَانَ نَتيجةَ الزِنى. فَالرَّبُّ طَاهرٌ، قُدوسٌ، عَادلٌ ولمْ يَسمحَ أبداً بِممارسةِ الَخطيئةِ. بل بالعكس، يُحذرنا دائماً منها، ويُعتبُر الزّنى أحد الأفَعالِ القَذرةِ والبَشعةِ جِداً (1 كورنثوس 6: 15 - 19). وفي هَذهِ الحَالةِ، يُخطئُ الزّاني ضِدَ قَداسةِ الرَّبِّ. دَاوُدُ كانَ يَعلمُ أنّ التوسل من أجل هَذا الطفل ليْسَ لهُ أيّ أسَاسٍ، إلا إذا كانَ الطفلُ بَريئاً. الشّيءُ الجَيّد هو أن نُصلي عِندمَا يُوجدُ أسَاسٌ لإيمانِنَا.
كانَ مَلكُ إسرائيل قدْ تَاب ودَفعَ ثَمناً بَاهظاً. والآن، بَالرّغمِ من أنهُ أذلَّ نَفسهُ وطَلب الرَّبَّ الإله، لمْ يستجيب لهُ! بِصراحة، ليْس لدي أيُّ تَفسيرٍ لعَدمِ سَماعِ الرَّبِّ لصَلاةِ دَاوُدُ في تِلكَ المُناسبةِ. فقد فعل كُل مَا يجبُ عَليه: صلّى، صَام وانتظرَ الجَواب الإلهي، ومَع ذَلك، خَسِرَ صَلاتهُ. ولكنْ هُناك شيءٌ واحدٌ أنا واثقٌ مِنهُ: لا يَجبُ أن نَتجاوزَ كَلمةَ الله. ومنْ يَفعلُ ذَلك يُطيعُ الشَّيْطانَ ويَخضعُ لهُ. أما اليَوم، فالأشياءُ مُختلفةٌ لأنّ يَسوعَ سَفكَ دَمهُ واِفتدانَا. ومع ذَلِكَ، لا يُمكننَا عَدمَ الوقُوعِ في أكَاذيبِ العدوُّ وفِعلُ الخطيئةِ.
كانَ دَاوُدُ رَجلٌ حَسبَ قَلبِ الله، وبَالرُّغمِ من ذَلك، اِرتكبَ المَلكُ الإسرائيلي خَطيئةً قَذرة مع عَواقبها الأبديةِ. وهَذا يُمكنُ أن يَحدثَ مع أي قَدّيسٍ للرَّبِّ، إن كُنا لا نَسهر ونَنتبهُ. أيضاً قبل أن نُصلي، يَجبُ أن نَنتبه. وهَذا ما فَعلهُ يَسوعُ (مرقس 14: 38). اَنظُر مَا حَدثَ مَع إبراهيم: فَهوَ لمْ يَنتبه واِستجابَ لطَلبِ سَارة (تكوين 16: 2). وكانت النَتيجةُ: مجيئ إسماعِيل، إنَّما هَذا لم يَكُنْ الغرضُ الإلهي. كانَ ينبغي أن يَكونَ ابنُ (أبي الآباء) وفقاً للوعدِ (غلاطية 4: 21، 31). ومَازالَ حتى الَيوم، قِتالٌ بِين نَسلِ اِسماعيل ونَسلِ اِسحق.
لمْ يَنتفع دَاوُدُ من قَضاءِ اللّيل بِطولهِ يَبكي ويَصُوم ويُصلّي، لأنّ الرَّبَّ لمْ يَشفِ الطَفل. ولسْتُ أعلم السَّبب، إنَّما أتمنى ألا يَحدثُ هَذا أبداً مَعكَ.
أُحذّرُك باسم يَسُوع، ألا تَفعلَ الأشياءَ التي سَوفَ تَمنعُ الرَّبِّ مِن سَماعِكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سواريز