-
-
كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ. فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ.(اللاويين 21: 21).
لمْ يكُنْ مَسموحاً في عَهدِ الشّريعةِ لأي شَخصٍ بهِ عَيب أو إعاقة جَسديةِ بَالمشاركةِ في الكَهنوت، وكُلّ هَذا هُو مُجرّدُ مِثالٍ لنَا اليَوم لنَفهمَ شَيئاَ آخر، وهو أنّ العَائق الذي يَمنعُنا عنْ الكهنوتِ اليَوم ليْس العَائقُ الجَسديِ، بل الأخلاقيِ والرُّوحي، أي أنّ كُل من يُعاني من حَاجِز أو عَيب أخلاقي أو روحي لنْ يَتمكنَ من الجُلوسِ على مَذبحِ الرَّبِّ يَسوع ليُبارك شَعبَ الله، لأنّ الرَّبَّ قُدوس، ويَجبُ على من يُمثلهُ أن يَكونَ مقدّساً أيضاً (1 بُطرس 1 : 16).
لأن الذينَ يَسمحونَ لشَخصٍ مَا بالوقوفِ على مَذبحِ الرَّبِّ رُغم أنَّهُ يُعاني من عَيبٍ و خَللٍ رُّوحي، فَهُم في المُقابل يَرفضونَ قَداسةَ الرَّب، والقِس مُلزم بَالحصولِ على الإرشادِ والتوجيهِ من الكَنيسةِ في هَذا المُوضوعِ، أمّا أولئِك الذينَ يُهينونَ الأطَفال ويَستغلّونَ الجِيران أو قَداسةَ الشَبابِ ويَتطاولونَ على أموالِ الكنيسةِ، يَمتلكونَ عَيباً وواجِب طَردهُم مِن كَهنوتِ الرَّبِ بِسرعةٍ، لأنّ الرَّبَّ لا يَستخدمُ الأواني القَذِرة.
والحَقيقة في الأمَر أنّ هَذا النَوع مِن النَاس يُحاولونَ إسكاتَ صَوتِ الرُّوحِ القُدس الذي يُصرُّ عَلى تَبكيتهم على خَطاياهُم، ولأنّ تَصرِفهم هَذا يَجعلهُم أدوات يَستخدمُهَا الشَّيْطان، ولهَذا يَتُوجبُ عَليهم أن يَتوبوا بِكُل صِدقٍ، وإلا سَوفَ يَستمرون في مَعاصِيهم، لأن عِيُوبهم تجعلهُم لا يَخشون َأبانا السَماوي، مَمّا يَحوّلهم عنْ خَدمةِ الرَّبَّ.
في وقتِنَا الحَاضر يَتطلبِ تَحقيق شَروط كثيرةٍ وصَعبةٍ حتى تَكون مُستحقاً لخِدمةِ الرَّب، وحَتى تَعرفُ هَذه الشُروط يَجبُ أن تَقرأ الوَصَايا التي أخَبرنَا بِها بُولس الرُّسول في رِسالتهِ الأولى إلى تِيموثاوس، الفَصل الثَالث، والرِّسالةُ إلى تِيطُسَ الفَصلُ الأول، مِن هُنا نَفهمُ كُل شَيءٍ، لكنْ ألم يَقُم الله بِدعوةِ الخُطاةِ للقِيامِ بِالخِدمةِ؟ أجل، لقدْ دعَا الله العَديدِ مِن الخُطاةِ، لكِنهُم تَركوا الإنْسان العَتيق الذي فِيهم وتَابوا عنْ طَريقِ الشرّ، ولكِن مَن لمْ يَتغير لنْ يَكونَ جَديراً بِهذهِ الخِدمةِ مِثلِ يَهوذا الاسَخريوطي.
أمَا أولئِك القَادة الذينَ يَسمحونَ لمِثلِ هَؤلاءَ الأشخاصِ بِالقيامِ بالأعمالِ المَقُدّسة، سَوف يَحاسبونَ مِن قِبل الرَّبِّ، ولا أتَمنى أن نَكون تَحتَ اِرسَاليتهمَ، لأنهُ أمرٌ رَهيبٌ أن تُحاسبُ مِن قِبلِ الرَّبِّ (عبرانيين 10: 31). ولقدْ أمر الله النَبي اِرميا أن يُوبخَ ويُنبهَ هَؤلاءِ الخُدام الذينَ اِستهانوا بعملِ إرادةِ الله (إرميا 48: 10).
لأنهُ حَتى تَتمكن من تَقديمِ الخُبزِ المُقدس لأبُد أن تَكونَ يَديكَ مُقدّسة أيضا، لأنهُ لو تَركنَا خَادمِ غَير طَاهرٍ بِالعملِ في مَذبحِ الرَّبِّ، سَوفَ نَكونُ قدْ جَعلنَا خَلاصَ كَثيراً مِنَ النَاس على المَحكِ، فَويلُ لكُلِ مَن تُسوّغُ لهُ نَفسهُ أن يَتسبّبُ في الخِزي أو العَار لعَملِ الرَّب، لأنهُ خَيرٌ لهُم أن يُعلِقوا حَجراً على رِقابِهم ويُلقوا في البَحر على أن يُواجهونَ غَضبَ الرَّبِّ.(مرقس 9: 42).
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز