-
-
ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. (لوقا 19 : 1).
يَجبُ أن نَكونَ جاهزينَ عِندمَا يُرسلنَا الله إلى الخَدمةِ، لأنهُ عِندمَا يَحصُل هَذا يَجبُ أن نَأخذ المَعونَات الضَّرورية مِن الله للقيامِ بالخِدمةِ، لكنْ يَجبُ أن نَكونَ مُدركينَ لمَا نَحتاجهُ حَقاً لهَذا العمل، لأن الله لنْ يَنتظركَ حَتى تُقرِّر مَاذا تَحتاجُ بل هو عَالم بِكل مُتطلباتِها وهُو مَن يَقومُ بِإمدادِنَا بِكُل تِلك النِّعم، لأنّ تِلك الخِدمةَ تَبقى تَحت تَصرُفِ الرَّبِّ، لأنَّهُ لا يَنبغي عَلينَا أن نَنتظرَ حَتى نَحصُل على كُلِّ مَا نُريد لنَقومَ بِالخدمةِ لأن مَقولة "أن شاء الله سَوفَ أكونُ مُباركا" هي أكبرُ خُدعةٍ مِن قِبلِ الشَّيْطانِ ليَجعلنَا نَعيشُ في عَذابٍ.
كانَ النَاس في عَهدِ الإمبراطورِ الرُّوماني يَقولونَ أنَّ " القَانونَ لا يُساعدُ النَاس على تَطبيقِ النَاموس" ونَفسُ هَذا القول يَنطبقُ على إيماننا اليَوم، لكِنْ يَجبُ أن نَعلمَ بأنّ كُل مَن يَطلبُ شيء يَنالهُ، ومنْ لمْ يَفعلُ ذَلك لنْ يَنال شيء بَالمقابل (لوقا 11 : 10). ومَع ذَلِكَ يَجبُ أن نُدرك أن طَلباتِنا يَجبُ أن تَندرجَ مَع أسَاسيات الكَتابِ المُقدسِ، ومَعرفةِ الشرِّ وأسَاليبهِ لتَجنُبِهَا والحُصول على حُقوقكَ في مَملكةِ الله( يوحنا 14: 13).
خُدامِ الرَّبِّ عَليهم أن يَعلموا مَا يَحتاجهُ النَاس قَبل الصَّلاة من أجلهُم، لأنهُ في بَعضَ الأحيانِ نَعتقدُ أننا نَعلمُ مَا يُريدهُ النَاسُ مِن الرَّبِّ، ولكنْ يَظهر في الأخير أنّ هَذا ليْس هُو مَا كانوا يَرغبونَ بِه، لأنهُ عِندمَا نَسألُ بَعضَ النَاس مَاذا يُريدونَ مِن الله، نَكتشفُ أننا كُنا نَطلبُ أشياءً أُخرى لحَياتِهم في المَقامِ الأولِ.
أيها الإخوة، يَجبُ أن تَكونَ مُدركاً تَماماً كي لا تَفوت البَركات الإلهية، لأنهُ عِندمَا يَبتهجُ قَلبُك بِسماعِ الوعظ عنْ كَلمةِ الله أو مِن خِلالِ قِراءةِ الكِتابِ المُقدس، فَهذا يؤكدُ أن الإيمانَ مُوجودٌ بِداخِلكَ، وأن هُناكَ الكثيرُ من البَركاتِ والنِعمِ الإلهيةِ تَنتظركَ، لا تَجعلُ الوَقت يُمر، قُم الآن وخُذا سُلطنك في المَسيحِ، و أنتهر كُل الأرُّواح الشرِّيرةِ من جسدكِ، لأنَّهُ عِندمَا تَفعلِ ذَلكَ سَتحصُل عَلى وعَدِ الرَّبِّ.
يَجبُ أن نَكونَ جَاهزينَ لحُضورِ الرَّبَّ يَسُوع مِن خِلالِ الكَنيسةِ أو مِن خِلالنَا، لأننا مُدرِكونَ أنَّهُ كُلمَا هَتفتَ قُلوبنَا لهُ فَهو يَكونُ في وسَطِنَا، وكُلّ من يَطلبُ المُساعدةِ مِن الرَّبَّ يَنالهَا بِالتأكيدِ، لنَفهمَ إنهُ عِندمَا زَار الرَّبُّ يَسُوع بِركةِ بِيت حَسدا، كانَ يَهدفُ إلى شِفاء رَجل يَعاني هُناك مُنذُ مُدةٍ طَويلةٍ جداً، مُنتظراً مِن يَساعدهُ ليَهبطَ إلى المَاء (يوحنا 5: 1- 18). أمّا عِندمَا وصَل الرَّبُّ إلى كُورةِ الجِدريين، كانَ هَدفهُ هو تَحريرُ رجُل مِن الأرواح الشِرِّيرةِ التي كَانت تَسكنهُ ( مرقس : 5: 1 - 20). لأنّ الرَّبُّ لا يَجتاز مِن مَكان دُونَ هَدف، فَهو يَأتي إلى حَياتِنا ليَباركنَا.
إنّ الرَّبَّ يُحبنَا جَميعاً ويُقدمُ لنا الحُلولِ لكُلِ مَشاكلنَا كمَا كان يَفعلُ مع شَعبهِ في عَهدِ التَوراة، لأنهُ لا يُوجدُ أي مُشكلةٍ لا يَستطيعُ الله أن يَحلّهَا، يُقدمُ الله الشِفاءَ لكُلّ مَن يَطلبهُ بالإيمان، لقدْ قَام الرَّبِّ يَسوعَ بِسؤالِ رَجلينِ مَكفوفينِ في ( متى 9: 27 - 30) عمَّا إذا كَانا يُؤمنان أنهُ قَادرٌ على شِفائِهم، وكَان جَوابهُم الإيَجابي هو الذي جَعلهُم يُشفونَ تَماماً.
لمْ يَتركُ الرَّب يَسُوع أي شَخصٍ دُون مُساعدة أو رَدِّه خَالي الوفَاضِين، إنهُ اليومُ يَزورُكَ مِن خِلالِ هَذهِ الرِسالةِ ليُباركَ حَياتكَ.
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز