-
-
"اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ" (متى 24: 42).
تَعيشُ البَشريةُ كما لو أنّ كُلَّ شيءٍ سَيدومُ إلى الأبدِ وليْس هُناكَ يَوماً لتَقديمِ الحِسابِ. ويُحذّرنَا الخَالقُ مِن هَذا اليَوم، لِذلك، جَيدٌ أن نَستعدَ لهُ. لأنهُ في اليَومِ المُعيّنِ، سَوف تَنحني كُلُ رُكبةٍ أمام الرَّبِّ الإله، أمَا الذي رَفض ابنَ الله كَمخلّصٍ لهُ سَوفَ لنْ يَجدَ عُذراً يُنقذهُ من الدَينونَة التي أُعلنَ عَنها سَابقاً. ولكِنْ للأسَف، فَإن الخَسارةَ في الأرواحِ سَتَكونُ عَظيمةً. وهَذا شَيءٌ ذُو أهميةٍ كَبيرةٍ ويَنبغي أن يُؤخذَ على مَحملِ الجِدّ مِن الذينَ لا يُريدونَ المُعاناةَ إلى الأبدِ.
يُؤكدُ عُلماءٌ كَثيرون في الكَلمة، أنَّ كَنيسةَ الرَّبِّ قَبل ذَلك اليَومِ، سَتكونُ قدْ اُختطِفت إلى السَّماءِ؛ حِينئذٍ، سَوف تَحدثُ الضِّيقةُ العَظيمة. فِإذاً الحَياةُ ليْست سَهلةً اليَوم - حَتى لو كَانت الكَنيسةُ مُتقدمةٌ، وتَستخدمُ الرُّعاةِ لإيصَال المَزيد من إعلانَاتِ الرَّبِّ المَكتوبة - فَتخيل مَاذا سَيحدثُ عِندمَا تُخطف إلى السّماء!
لنْ يكونَ هُناك تَحذيرٌ يُخبرُ بِمجيءِ يَسوع. والعَلاماتُ التي يُمكنُ أن تُعلنَ عنهُ قدْ ظَهرت. واِنتشارُ الإنْجيلِ الذي نَحنُ نَراهُ في بِلادنَا وفي العَديدِ من الدُّولِ الأخرى في العَالم، هو إشارةٌ بِأنّ الوَقت قدْ نَفِذَ. ولذلك، كُنْ مُستعداً! لأنّ الأنبياَء الكذبةَ كَثيرين وَسوفَ يُعلنونَ عنْ المَجيءِ السَّريعِ للرَّبِّ. وسَيكونُ هُناكَ بَعضُ الأشخاصِ يَتنبؤون بَاليومِ والسَّاعةِ، ولكننَا نَعرفُ أنهُم إما بِحاجةٍ إلى عِلاجٍ نَفساني، أو أنَّهُم أنبياءُ الشَّيْطانِ.
والحقيقةُ هي أنهُ ولا حَتى السَيد المَسيح نفسهُ يَعلمُ عنْ يَومِ مَجيئهِ (متى 24: 36). وقَال أنهُ لا هو ولا المَلائكة سَوفَ يَعلمونَ بِتلكَ اللحَظةِ. انتبه!! فَيوم عَودةِ الرَّبِّ يَسُوع شَيءٌ خَطيرٌ جِداً! يَتكونُ الله مِن ثَلاثةِ أقَانيم مُختلفة ومُنفصلة، ولكنهُ إله وَاحدٌ. هَذا اليَوم يَعني سِرٌ كَبيرٌ، حتى يَسوع لم يُكشف لهُ!
وبمتابعةِ هَذهِ الحَقيقة الصَّادرةِ من شِفاهِ ابنِ الإنسانِ - الإلهُ الأبدي -، كَيف يُمكننا أن نَقبلَ كلام أي شخصٍ محدود يَتجرّأ ويَقولُ أنّ الوَحي كَشفَ لهُ عنْ اليَوم، أو الشَهر، أو السَّنة التي يعُودُ فيها الرَّب يَسُوع؟ فَالذي يُؤكدُ أو يَدّعي أنهُ حَصل عَلى مِثلِ هذا الإعلان، فهو بِحاجةِ إلى خَلاصِ روحي!
ومِن جِهةٍ أخرى، شَبَّهَ يَسوعَ مَجيئهُ بِمجيء السَّارقِ - وَﭐعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ (متى 24: 43). فلا أحد يَعرفُ متى سيزور بَيتهُ، لأنهُ سوف يأتي على غَيرِ المُتوقعِ. فَجيدٌ أن نَسهرَ حتى يَأتي هَذا اليَوم ولا يَجدُ أحداً غير مُستعدٍ، لأنّ كل مَا قالهُ الرَّبّ سُوفَ يَتحققُ!
فاسهروا لكي لا تفقد فُرصتكَ وأهتم بِما يَنتمي إليَك. ولا تدع الأشياء تُرهقُ قَلبك، ولا تَكُنْ نَائماً، أو بَعيداً عنْ الرَّب عِندمَا تَأتي السَاعةُ. فَسوفَ يَأتي للذينَ يَنتظرونهُ.
محبتي لم في المسيح
د. سوارز