قوة الإيمان

إن لمْ يَكُنْ هُناك شيءٌ آخرٌ مَكتوبٌ في الأسفارِ المُقدّسةِ، سَتكون تِلك الآيةِ المَذكورةِ فَوق كَافيةً لتَجعلَ الشَّخص يَثقُ في الرَّبِّ. فهي تُخبرنَا أنّ كُل الأشياءِ المُوجودِ في العَالم المَرئي وأيضاً تلك التي في العالم الغَيرُ مَرئي، ظَهرت لغَرضٍ مَا وقدْ تَم تَأسِيسُها بِمعرفةِ أبِينا. فَإذا قدْ فَعلَ مِثلَ هَذا العَملِ العَظيمَ، مَاذا بَعدْ لا يُمكنهُ إنجازُهُ؟ هل هُناك شَيءٌ غَيرُ مُستحيلٍ عليهِ؟ هَل فَقد سُلطتهُ؟ هل قد شَاخَ؟ لا ! هَذا لا يَحدثُ مَعَ الرَّبَّ، لأنهُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ (العبرانيين 13: 8).

مِن قَبل، لمْ يَكُنْ هُناك شيء - رُغم ذَلك، مِن خِلالِ كَلمتهِ، صَنع كُلَّ شَيءٍ مِن لا شَيء. واليَوم، الله لكي يَعمل أي مُعجزة، لا يَعتمدُ في ذَلك عَلى مَا لدى الإنسان، ولكنهُ يَجبَ أن يُؤمن بِما يُعلنهُ الرَّبُّ الإله. والكلمة التي تَفتحُ أعَيننَا هي كَإشارةٌ بأنّ الرَّبَّ العليّ يُريدُ أن يَعملَ بقوّةٍ عظيمةٍ من أجلنا. وعِندما نَثقُ في صَوتهِ الإلهي، يَتكلمُ إلى قُلوبِنا مِن خِلالِ الكِرازةِ، أو قراءةِ الكلمةِ أو التأمُلِ في الإنْجيلِ، فَنحنُ نُزوّدهُ بالإمكَانياتِ اللازمةِ لكي يدخُل للعَملِ في حَياتِنَا.

تأمل الأرضَ، والنُّجومِ أيضاً وجَميعِ الكَواكِبِ الأخرى التي تُشكلُ هَذا الكونِ المُعقدِ والعَجيبِ - قدْ تمَّ إنشاؤهَا مِن لا شيء! وفي بِدايةِ الخَليقةِ، لمْ يَكُن هُناك ذَرة رَملٍ وَاحدةٍ فيهِ، حَتى يُمكنهُ زِيادتُها أو مُضاعفتها، ويَخلقُ أشياءَ أخرى مِنها. ولمْ تِكُنْ هُناكَ قَطرةُ مَاءٍ واحدة، أو أيّ شيءٍ آخر. أوجد كُلَّ شيءٍ من لا شيء. واليوم أيضاً، لديهِ نَفسَ القُدرةِ ليَعملَ كُلُّ ما هُو ضَروري مِن أجَلِكَ.

يَعلمُ الله كُلَّ مَا هُو مَطلوب مِن أجلِ خَلاصِكَ مِن أيةِ مُعاناةٍ، وذَلِك لأنهُ الرَّبُّ القَديرُ. فَهو يَدعو جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَال أن يأتون إليه لكيِ يُرِيحهُمْ مِن كُلِ عبءٍ (متى 11: 28). إذاً، كائناً منْ كُنتَ، ومَهمَا كَانت مُشكلتك، اتّجِه إلى الآب الآن في الصَّلاة، واِعترف بِخطاياك، واطلب الغُفران لجَميعِ خَطاياك، وكُنْ واثقاً في الرَّبِّ. فِإنه يَنتظرُ قَرارِكَ لكي يَعملَ لمَصلحَتِكَ.

إذا كَانَ هُناكَ شَيئاً قدْ جَعلك تَتألمُ، فَاعلم أنّ العدوَّ هو مَن وَراءَ ذَلك. السِرّ هُوَ الثقةُ في الرَّبِّ والصَّلاة، والتَوسّلَ إليه أن يَفتحَ لكَ الكِتابُ المُقدّس، حَيثُ سَتجدُ وتَعرفُ مَشيئتهُ لحَياتِكَ. فَالشَّيْطان يُصرُّ على أن تَعتقِدَ أن ليْسَ هُناكَ حَلاً لمُشكلتِكَ؛ ولكنْ يا أخي، قُوَّةُ الرَّبِّ مَوجودةٌ بِجانِبكَ. والرَّبُّ العلّي جَاهزٌ ومُستعدٌ للقيامِ بِكلِّ مَا يَلزمُ من أجلك. إذاً هَيا بنا! نُصلي، ونؤمن ونَقبلُ البَركاتِ التي هِي لنَا فِي هَذهِ اللحظةِ.

يَقولُ الرَّبُّ إلهُكَ في الكتابِ المُقدس. أنهُ ليْس ضِدَّ نَجاحِكَ؛ بل بَالعكسِ، إنهُ يَعملُ لِصَالحِك. وإن كنُتَ حَتى الآن، لمْ تُعطي الرَّب الفُرصةَ لإنجَازِ وُعودهِ، فافعل هَذا الآن.

ومَا يَفصلُك عنْ والِدِكَ ليْس هُو الخطيئةُ التي اِرتكبتهَا فَحسب، وإنّما حقيقةُ عدمُ إيمانكَ بِأنَه بِجانِبِكَ؛ لِذلكَ، فقد كُنتُ على خَطأ. فَهو قَال أنهُ سَوفَ يُغيرُ حَياتُك، فإن كُنتَ تُريدُ ذلِك. اِتّخذ قَرارك الآن فَوراً!

محبتي لم في المسيح

د. سوارز