-
-
"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16).
خُلقَ الله الإنسانَ على صُورتِهِ ومِثالهِ، ولذلكَ كَان آدمُ كَاملاً. وكانَ ذَكياً جِداً، لأنّهُ كانَ لهُ القُدرةَ على إعطاءِ أسماءٍ لجَميعِ المَخلوقاتِ. وسَمِعَ وفهم جَيداً مِن الرَّبِّ، عِندما قال لهُ مَا سَيحدثُ لو أكلَ مِن ثمر شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (سفر التكوين 2: 16، 17). ولكنهُ، سَمحَ لنَفسهِ أن يَنقادَ بِروحِ التَهورِ وعَصى الرَّبَّ الإله. ولِذلك، طُردَ من حَضرتِهِ، وقَامتَ عَليهِ وعلى نَسلهِ مَملكةُ الظُلمة: أمَا جميعُناً، اِبتداءً مِن تِلكَ اللحظةِ، أصَبحنَا بَعيدينَ عنْ المَسيحِ وعُرضةً لأيّ هَجماتٍ من الشرِّيرِّ. وبَالرُغمِ من ذَلك، أعَدَّ اللهُ خِطةً كَلفتهُ الثَمنَ بَاهِظاً - مُوتُ ابنهِ الوَحيد. لقدْ أشفقَ عَلينَا ورَحِمنَا. واليَوم، أكثرُ الأشياءِ غباءً يُمكن أن يَفعلهَ إنسان، هي أن لا يَهتمَ بِجميعِ الأشياءِ التي فَعلهَا الخَالقُ من أجَلنَا، بِإرسالِ ابنهِ إلى عَالمنَا هذا، ومَا تَرتّبَ عَليهِ من مَوتهِ. ومَع ذَلك، تَمّ تَدبيرُ الطَريقِ للإنسان لاستِعادةِ الشَّركةِ مع الله، بِالإضافةِ للحِفاظِ علي عملِ القُدرةِ الإلهيةِ في حَياتهِ. أمَّا الذي يَرفضُ سَماعَ رِسالةُ الأخبارِ المُفرحة - الإنجيل - لنْ يَتوقفَ عنْ المُعاناةِ في حَياتهِ إلى الأبدِ، لأنّ الشَّيْطانَ الذي يَحملهُ الآن في مَخالبهِ، سَوف يَلقيهِ أيَضاً في الجَحيمِ، حَيثُ العَذابُ إلى الأبدِ.
يَنبغي أن نأخُذَ مَوضوعَ خَلاصِنا على مَحملِ الجِدِ. لأنّ الثَمنَ الذي دَفعهُ يَسوع كانَ غَالياً جِداً، فَهو لمْ يَكن لَيدفعَ هَذا الثَمن إذ لمْ يَكُنْ الأمرُ مُهماً، فتذكر أنّ اللهَ يَعرفُ كُلَّ شيءٍ - ويَعلمُ بِكلِّ شيءٍ، بِما في ذَلك حِسابُ التَكلُفةِ. وعِندمَا دَفعَ هَذا الثَمن البَاهِظَ، أظهرَ كم يُساوي خَلاصُنَا. فَأفعل كُلَّ شيءٍ مُمكنٍ لكي لا تَضِلَّ أو تَتصرفَ بِحماقةٍ، كما فَعل آدمُ، حَيثُ لا يُوجدُ أي نَوعٍ من الشَّهوةِ يُساوي قِيمةَ ضَلالكِ. ونَفسُ الشَيء يَنطبقُ مَع أيّ خطيئةٍ أخرى. فَكُنْ قِدّيساً، لأنَّ الله قُدوس ولا يُمكنهُ العَيشُ مع من يَعيشُ في الخطيئة. (سفر إشعياء 59: 2؛ رسالة يوحنا الأولى 1: 5، 6).
ولكي لا تَموت وتَتحرّر من التَأثيرِ الشَّيْطاني، تَحتاجُ فَقط لأن تَؤمنَ بالإنجيل (مرقس 16: 16؛ رومية10: 9). والأخبارُ السَّارةُ تَجلبُ مَعها القُدرةَ الضَّروريةَ لخَلاصِ الشَّخصُ الذي يُصغي إليهَا، ويَعرفَها ويَقبلها، فالحقيقةُ تُحرِّرُ (يوحنا 8: 31، 32).
أمَّا بَالنسبةِ إلى المُكافأةِ، فَهي مُضاعفةٌ. والذي يَقبلُ بيَسوع كَسيّدٍ ومُخلّصٍ سَوف لنْ يَذهبَ إلى الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيت ويَمكثُ فيها إلى أبدِ الآبدين، بل سَيستمتعُ بِخيراتِ مَحبةِ اللهِ إلى الأبدِ
(رؤيا 2: 11؛ 20: 14؛ 21: 8).
لنْ يَكونَ هَناكَ عَذابٌ مِن جِهةً، ومن جِهةٍ أخرى، سَوف يَنتفعُ الشَّخصُ بِقدرةِ الآب ويَعرفهُ.
ومَا رَأيناهُ مِن أشياءٍ حَسنةٍ خَلقها الله هُنا على الأرضِ لا تُقارنُ بالأشياءِ التي حَفظهَا لنَا في الحَياةِ الأبديةِ. وهَذا يَعتمدُ فقط عَلى قَرارٍ مِنَ القَلبِ لكي تَحصلَ عَليهَا. فَماذا سَوفَ تَفعل؟
محبتي لم في المسيح
د. سوارز