-
-
وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ (سفر التكوين 1: 26، 27).
تَشارلز دَاروين عَالم في القرنِ التَاسعَ عَشر. قَالَ تَشارلز دَاروين في بُحوثهِ "العلمية"، أنّ الإنْسانَ جَاء نَتيجةً لعَمليةِ تَطورٍ غَامضٍ. فَقد وُلِدنَا مِن القِردة، وفقاً لوِجهةِ نَظرهِ، ومَع ذَلك، فَي بُحوثهِ العَلميةِ عنْ "القرود"، لمْ يَتمكنْ من إثباتِ أنّ هَذا الهُراءَ حَقيقةً. أمَّا الخَالق فَيؤكدُ لنَا أنهُ خَلقنَا عَلى صُورتهِ ومِثالهِ. ومِن المُؤكدِ أنّ مَا نُؤمنُ بِهِ هو الحَقيقة، ولِذلكَ، هو لمْ يُخطئ أبداً ولمْ يَخدعَ أحد.
كَانت خِطةُ الله أن يَخلقَ كَائن، أي الإنْسانِ، وأن يَكونَ لهُ سُلطانٌ على قُدرتهِ كَما عَلى كُلِّ شيءٍ على الأرضِ، وأيضاً على قوَّى الجَحيمِ. وفي البدءِ، أعَطاهُ الله السُلطانَ على سَمكِ البَحرِ. وأعتقدُ أن هَذا لهُ مَعنى تَصوري، هَيا نَرى: يُوجدُ في البَحرِ مِياهٌ كَثيرةٌ، وفي الإنْجيلِ، المَاءُ يَرَمُزُ لكلمةِ الرَّبِّ. وبالتالي، يُمكنُ أن نَعتبرَ سَمكَ البَحرِ هُم المَلائكةِ التَي تَعملُ في الكلمةِ الإلهيةِ، سَيُسيطرُ الإنسانُ على عَملِ هَذهِ الكائناتِ العَجيبةِ. إلا أنهُ، بِسقوطهِ فَقدَ القُدرةَ على السَّيطرةِ عَليها.
مَنحَ الله الإنْسانَ أيضاً، القُدرةَ للسَّيطرةِ على طُيورِ السَماءِ. وفي مَثلِ الزَارعِ (متى 13؛ مرقس 4؛ لوقا 8) أعلنَ الرَّبُّ يَسُوع أنّ طيورَ السَّماء كَانت تُمثلُ إبليسَ وشَياطينهِ. وقَبلَ السُّقوطِ، كان الكَائنُ البَشري يُمكنهُ مُمارسَةَ السُّلطة عَلى هَذهِ "الحَيوانَات"، ولكِنهُ فَقدَ هَذا السُّلطان. والأسَوأ مِن ذَلك، في بَعضِ الحَالاتِ، فَهُناك بَعضٌ من أولئك الذينَ يَنْبغي أن يُسيطروا عليهَا، الآن نَجدهُم خَاضعينَ لهَا، وهُناكَ أيضاً من يَعبدونهَا.
يَقولُ الله في هَذا الإعلانِ أيضاً، بَأنّ الإنْسانَ لديهِ القُدرةَ على السَّيطرةِ على كُل مَا يَدبُّ على الأرض، أي الزَواحِف. وأعتقدُ أنَّها الكَائناتُ المِجهريةُ، التي بِالرُغمِ مِن أنَّها صَغيرةٌ جداً إلا أنَّها قَويةٌ جِداً ومُدمّرة، إذا دَخلت في أجسادِنَا. وقدْ كَان لآدمَ القُدرةَ للسَيطرةَ عَليهَا، وإبطالِ قُدرتِهَا وطَردِهَا ومَنعهَا من مُمارسةِ قُدرتها المُدمّرة، وذَلك في بِدايةِ الخَليقةِ. لكنهُ، بَعد اِتخذاهِ القَرارَ الخَاطئ، فَنحنُ نَتحملُ المَسؤوليةَ الآن.
فُقِدت القُدرةَ بَسببِ آدم، وفي عَملِ الخَلاصِ، ألم تَرجعُ إلينا هَذهِ القٌدرةَ ؟ فَماذا نَقولُ عنْ إعلاناتِ يسُوعَ التي أعَطاها للرُّسُل، وكَانت تعُطيهم القُدرة على إخراجِ جَميعِ الشَّيْاطين؟ (لوقا 9: 1)، ومَاذا كانَ يَعني عِندما قَال أنهُ أعطى السَبعينَ الآخرينَ السُّلطان على كُلِّ قوُّات للعدوِّ؟ (لوقا 10: 19). ومَا مَعنى تأكيدُ المُعلمِ، في مُرقسَ 16، أنّ أولئكَ الذينَ يُؤمنونَ بالإنجيلِ سَوف يَكونُ لهُم القُدرةَ على طَردِ الشَّيْاطين، وإن وضَعوا أيديهم عَلى المَرضى يَبْرَؤونَ ؟ أعتقدُ أنّ الإجَابةَ عنْ كُلِّ هَذهِ الأسئلةِ هُو: أنّ رَبنَا يَسُوع لمْ يُعيدَ إلينَا قُدرةَ آدمَ المَفقودةَ فَحسبْ، وإنما، جَدّدهَا وجَعلها أقوى! فَلا تَحتقر هَذهِ النِّعمةَ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز