-
-
وَكَذَلِكَ الذُّكُورُ أَيْضاً تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ.( رومية1: 27)
يَتحدّثُ هَذا النَص في الآيةِ أعلاه عنْ المِثليين، الذين اشْتَعَلُوا بِشهوةِ قُلوبهُم، وبِالنجاسةِ، ولِذلك، نَالوا في أنْفسهمْ جَزاءَ ضَلالِهم الْمُحِقَّ. وقدْ يُحاولُ شَخصٌ بَارعٌ في هَذهِ المُمارسةِ، التَمويهَ بِكلِّ وسَيلةٍ مُمكنةٍ، ولكنْ لنْ يَستطيعَ إخفاءَ الأمرِ، لأنّ أي كَلمةٍ أو حَركةٍ واحدة، يُمكنُ أن تَفضحهُ في رَمشةِ عَين.
إن كُلَّ عَملٍ يُمارسهُ أي شَخصٍ لابُدّ من أن يَنَكشفِ. فالأعَمالُ التي نُؤدِيها، سِواءَ كَانت حَسنةَ أو سَيئة، لابُدَ أن تَنكشفَ ويَنكشفُ فَاعِليهَا. لأنهُ لا تُوجدُ جَريمةٌ كَاملة، وإذا كَانت الشُّرطةُ تُريدُ، سَوفَ لنْ يَكونَ هُناك جَريمةٌ بِدونِ حَلّ. وهَذا يَحدثُ لأنّ مَصدرَ أي شَيءٍ غَيرُ طَبيعي هُو الشَّيْطان، الذي هُو غَير كَامل. أمَّا الكمالُ فَهو للهِ وحَدهُ وهُو لا يَفعلُ أي شيءٍ خَطأ. فَهو عَادل، والذي يَخدمُ العَدالةَ سَيحصلُ على المُساعدةِ مِن الرَّبِّ الإله.
ويحدث نفس الشّيء مع الشّخص الذي يسلك في طريق الجريمة. شخص سيئ ومنظر وجهه رهيب كما لو كان شيء مكتوب على جبهته يقول، أنّه يجب تجنبه. وهناك البعض الذي يحاول التمويه، ويظهر كأنه لطيفٌ، ولكن مجرّد النظر إليه، نلاحظ أنّ وراء تلك الابتسامة، وتلك المظهر الطيب، أنه يخفي طابع الاجرام والقتل.
لدى اللّصِ نَظرةٌ تَجعلهُ يَنكشفُ. من طَريقةِ مُلاحظةِ الأشياءِ. وعِندمَا يَنظرُ إلى النَاس، أو مِن طَريقتهِ في المَشي، وذَلك لأن َمصدرَ رِزقهِ هُو سَلبُ أموال الآخَرين. وباختِصارٍ، الذي يُسلّمُ نَفسهُ للخَطيئةِ يَنالُ مِن الرَّبِّ الجَزاءَ على ضَلالهِ.
تُكشفُ المَرأةُ الزَانية بَالملابسِ التي تَرتديهَا، ومِن طَريقةِ كَلامهِا، ونَظراتِهَا وحَركاتِهَا. ويحاولُ بَعضهُنّ أن يظهرنّ أنَّهنّ مُغرماتٍ بِأزواجِهَنّ، وعِندمَا يَتحدّثنَ عَنهُ، يمدحونهُ كَثيراً. وهَذا بِالنسبة لعَديمِ البصر، يَبدو أنَّها تُحبُ نِصفهَا الآخر بِجُنونٍ وتَحترمهُ، ولكِنْ بِالنّسبةِ للذينَ يُحبونَ هَذا النَوعَ منَ النِّساء، هَذا السُّلوك بمثابةِ كَلمةِ السّر للإعداد لمُغامرات خَاطئة. ويَحدثُ نَفس الشّيءِ مَع الزَوج الغَير مُخلصٍ، الذي يَقولُ للجَميعِ أن زَوجتهُ ثَمينةٌ عندهُ، ومَع ذلكَ، في أولِ فُرصةٍ تُتاحُ لهُ، يَخونُهَا بِكُلِّ وقَاحة.
والسَّياسي المُخادع يُعرفُ أيضاً ويَنكشفُ من طَريقةِ كَلامهِ. بِاختصار، الذي يُلاحظُ طَريقةَ الأشَخاصِ وكيفية تصرّفهم، يُمكنهُ اخَتيارَ النَوعِ المُناسبِ لمُصادقتِهِ أو ليَكونَ شَريكاً للحَياة. أمَّا الذينَ يَخدمونَ الرَّبَّ لدَيهم نَظرةٌ رَقيقة، رُّوحٌ مُسالمة، ولا يُسلمونَ أنْفسهُم للغرورِ (سفر المزامير 15)، لأنّ مَسرتَهُم في تَحقيقِ المَشيئةِ الإلهيةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز