-
-
"لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ".
(رسالة بطرس الأولى 2: 21)
نَحنُ مَدعوونَ لكي نَتبَع خُطواتِ الرَّبِّ يَسُوع. وأقصى شَيءٌ يُمكنُ أن نتوقعَهُ أنّ المَسيحي يَفعل كَمَا كَانَ يَفعلُ فِي العَالمِ. ويَجبُ أن نَقتدي بَالمثالِ الذي تَركهُ لنَا المُعلم في جَميعِ الحَالاتِ. هَكذا في المُعاناةِ كما في إنجازِ العَمل الإلهي، وقدْ أظهرَ يَسُوع أنهُ كانَ يُحبَ الآب فَوق الجَميعِ. فليْس هُناك اِختيارُ لأي اِبنٍ للرَّبِّ، إلا أن يَفعلَ كما فَعل يَسُوعَ.
كانَ يَسُوع يُمثّلُ الآبَ في جَميعِ الأوقاتِ. فَقدْ كانَ يَهتمُ أكثر بِإنجازِ عَملِ الآبِ. ويَقولُ الإنْجيل في (يُوحنا 14: 12) مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. فَجيدٌ أن نُفكرَ في هَذا ولا نَتركَ العَدوَّ يُورطُنا أو يَنزعَ مِنا هذا الامتيازَ، بأن نَكونَ مُستخدمِينَ مِن قبلِ الرَّبِّ. فَمن لا يَتْبعُ خُطواتهُ سوف يُحاسبُ على عِصيانهِ. لِذلك، ليْس لدَيك خَيارٌ آخر، إلا أن تَقومَ بَتنفيذِ المُهمةِ التي كُلفت بِها.
على المَسيحيينَ جَميعاً أن يَفهموا، إنّ تَنفيذَ عَملِ الرَّبِّ، هو أكثرُ شيءٍ يُعطي مُتعةً للحَياةِ في هَذا العَالم. ويُمكنُ لأيّ شَخصٍ أن يَكونَ رجُل أعمالٍ كَبير، شَخصٌ يَتعاملُ بِملايينِ الدُولاراتِ ويُوفرُ العَمالةَ لمِئاتِ أو لآلافِ الأشخاصِ, ولكنْ، إذا كان يُرغبُ أن يَكونَ ناجحاً بِالكاملِ، عليهِ أن يُكرّسَ جُزءاً من وقتهِ لعَملِ الرَّبّ. وهَذا العَمل هو شَخصي جِداً - ويَجبُ أن يَفعلهُ الشَّخصُ بِنفسهِ. إعطاءُ العُشورِ في الكنيسةِ وتَقديمُ القَرابين هُو شيءٌ جَيدٌ جِداً، إنما هَذا وحدهُ ليْس كَافياً. ومَنْ يُكرمُ الخِدمةَ التي أعَطاها إيها الرَّب يَكتشفُ السَعادةَ المُوجودةَ فيها.
يَسُوع لمْ يَلعنَ أبداً، ولكِنهُ كان يَعرفُ كَيفَ يَتعامل مَع الغَباء الذي يُسيطرُ على بَعضِ الأشخاصِ. وكَان يُباركُ الجَميعَ أينما كَان، ويَجبُ أن تَكونَ هَذهِ طَريقةُ العَملِ للذينَ يمثلون جُزءاً من جَسدهِ. والمَسيح كَرأسٌ للكنيسةِ، يَعرفُ كيف يَلمسُ قَلبَ أبنائهِ الذين يَفعلونَ مَشيئتهِ. فإذاً، دَائماً أقبل لمَساتِ الرَّبِّ.
يَسُوع لمْ ُيوفر الجُهد للكرازةِ للكبارِ والصِّغار في عَصرهِ. وسَمع لصَوتِ العَالم اللاهوتي الذي بَحثَ عَنهُ ليلاً، هَكذا أيَضاً فَعل مَع المَرأةِ السَامرية التي تَوسلت لهُ من أجلِ أن يُساعدهَا (يوحنا 3، 4). هَكذا كان الرَّبُّ على اِستعدادٍ دَائماً، ويَجبُ على الذي يَتبعهُ أيضاً أن يَسعى لتقديمِ نَفسهِ كعَاملاً لا يَخجل مِما هُو عَليهِ، مُفصلاً سَيف الرُّوحِ بالاستقامةِ (2 تيموثاوس 2: 15). فطوبَى للذينَ لا يَبدلونَ مَا حَصلوا عَليهِ من الرَّبِّ بأي شيءٍ آخر.
إتباعُ الأمثلةِ التي تَركها لنَا الُمعلمُ، هو التَصرّفُ الصَّحيح الذي يجبُ أن يَكونَ لأبناءِ الرَّبِّ في هذهِ الحياة. وليْسَ هُناك مُكافأةٌ أعَظمُ من الاستثمارِ في عَملِ الله.
محبتي لكم في المسيح
د. سواريز