-
-
"رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي" (سفر المزامير 51: 12).
يَتحدّثُ المَزمور 51 كَثيراً عنْ رُضوخِ دَاود للتَجربةِ ونَدمهِ وعَودتهِ مَرّةً أخري. وعَدمُ وجود البَهجةِ وفَرحةِ الخَلاصِ كَانت تُزعجهُ بِشكلٍ رَهيبٍ. وفي الوَاقعِ، من المُستحيلِ أن يَكونَ سَعيداً في مَسيرتهِ مَع الرَّبِّ، إن لمْ يَستعدَ الفَرحُ الذي كانَ يَعيشهُ مع الرَّبِّ طُوال أيامِ حَياتهِ، وكانَ يُعطيهِ الإلهامَ لتأليفِ الكَثيرِ من الأغاني. ولكِنْ، كُل ما كانَ عَليهِ أن يفعلهُ، هو أن يَندمَ على بُعدهِ عنْ الرَّبِّ، واتباعهِ رُّوحَ الخِداعِ والجَريمةِ (سفر صموئيل الثاني 11: 1- 26).
يَتذوقُ كُلُّ من يَسقطُ طَعمَ الألمِ الذي يُسببهُ البُعدُ عنْ الآب: وتُصبحُ أيَامهُم كَئيبةٌ، وتَفقدُ الحَياةُ مَعناهَا. ولكن مَا يُؤلم أكثر هو اكتشافُ الشَّخص بإنَ الحَياة مَع الرَّبّ هي شيءٌ من المَاضي. ولكِنْ، بموتِ المَسيحِ على الجُلجثة، تَغيرَ الوَضع: فَنحنُ نَحتاجُ فَقط أن نَندمَ حَقاً ونَتركَ يَسُوع يَسكنُ في قلوبِنَا. ومنْ لا يَحدثُ هَذا في رُوحهِ، سَيستمرُ مِثل الحَجر الذي يَسقطُ مِن أعلى الجَبل ويُصيبُ الآخرينَ بِجروحٍ.
اكتشفَ روحُ مَلكُ إسرائيل طَريقهُ إلى السَّعادةِ وصَرخَ، وطَلب أن يَستعيدَ بَهجةَ خَلاصهِ مَرّةً أخرى. يا أخي، هَل سَقطتَ أنت أيضاً؟ وسِيطرَ عَليك الحُزن وعلى روحكَ، وجَعلكَ تَشعُر أنك أتَعسُ البَشر؟ إذا كانَ جَوابُك نَعم، اِذهب إلى الآب بِصلاةٍ واصرُخ لهُ من أعماقِ قَلبكَ، من أجلِ أن يَرُدّ لكَ بَهجةَ خَلاصِك. فَهو يَستطيع، ويُريد أن يُجدِّدَ حَياتكَ؛ ولكِنْ، إذا كُنتَ مَازِلت تَشعرُ بالذنبِ، وبِتأنيبِ الضَّميرِ، سَوفَ لنْ تَفرحَ أبداً بِالمُتعةِ التي للذينَ يَخدمونَ الرَّبَّ حَقاً.
التواصلَ والشَركةَ مع الرَّبّ هي إحساسٌ رَائعٌ. والشُّعور بِالفرحِ مَرةٌ أخرى، هُو عَلامةٌ على أن يَسُوع عَادَ ليَسكُن في قَلبكَ، وهُو المَكانُ الذي خَرجَ مِنهُ عِندما تَركت الخَطية تَدخُل فِيه – وهَذا يحدثُ لأنّ المَسيحَ والخَطيئةَ لا يُمكن أن يَعيشَا في نَفسِ المَكان معاً. لِذلك، من لهُ عَقلٌ قَذِر تُعششُ بهِ الأفكارُ الشِرِّيرةُ، لنْ يَعيشَ الشَّركة الإلهية أبداً. وأخيراً، الرَّبَّ يَسكنُ فَقط في قُلوبِ أولئِكَ الذينَ يَحفظونَ وصَاياهُ.
الخَطيئةُ هي أتَعسُ شيءٍ يُمكنُ أن يؤثرَ على أبناءِ الرَّبِّ. والشَّيْطان يُدركُ هَذا جَيداً، وبَالتالي فَهو قَادرٌ على إرسالِ أكثرَ النَاسِ جَمالاً لإغرائِكَ. وفي تِلكَ اللّحظةِ، إذا لمْ تكُنْ إنساناً حَكيماً، وتعتقد أنهُ يَختلفُ عنْ الآخرين! يَنتهي بِكَ المَطاف بَالوقوعِ في فَخِ الشَّيْطان.
طلبَ صَاحبَ المزمور اِستعادةِ الفَرح، بِالإضافةِ لأن يَحصُل على روحِ العَطاء. ولأنهُ كان خَائفٌ من يدِ الرَّبِّ الإله، لمْ يَرغب دَاود أن يَرتكبَ خَطأً أخر في المُستقبلِ، لِذلك، طَلب مِن الرَّبِّ أن يَلمسهُ ويَحفظهُ من أيِّ اِنحرافٍ. وهَذا يَعني أنك يَجبُ أن تَطلب منهُ ذَلك أيضاً، لأن هَذا الرُّوح المُعطى سَوفَ يُشعركَ بأي خَطأ، وسَوفَ يَجعلك تَندمُ عَليهِ. فمنَ الضَّروري أن تَكونَ حَذراً، لأنّ الشَّيْطان لا يَتوقفَ عنْ البَحثِ عَنْك لكي يَبتلعكَ (1 بطرس 5: 8). اطلُب من الرَّبِّ أن يُعطيكَ هَذا الرُّوح أيضاً، وفي كُلِّ مرةٍ تَشعُرُ بأنك تَتقربُ مِن تَجربةٍ مَا، صَلِّ نَفسَ صَلاةِ دَاود.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز