-
-
"أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ"(سفر المزامير 52: 8)
وضَع الرَّبُّ نَمطاً وسُلوكاً مُعيّنٍ لكل ابنٍ من أبنائهِ. لذلك يا إخوتي، من الجَيدِ أن نَرى أي نوعٍ من الأشخاصِ نحن في بيتِ الله. وإذا سَمحتَ للِه باستخدامِك، سَوف يَقُودك لتنفيذِ مَشيئتهِ. يَكفي أن تَكونَ في شَركةٍ معهُ لكي يَحدثُ ذلك. وبَالمناسبة، هَذا هُو السّببُ الذي جَعل صَاحب المَزمورِ يُؤكدُ لنا أنّهُ مثل الزَيْتُونَة الخَضْرَاءَ التَي تُعطي ثَمرها في الوقتِ المُناسبِ للرَّبِّ.
يُريد اللهُ أن يَستعملنا، فَمثلاً، صَلاة الشِفاء التي نَرفعُها من أجل المَريضِ سَوف تُساعدُ كَثيراً في عَمل الرَّبِّ من خلالنا، فهو سَيقودنا شَخصياً لاختيارِ شيءٍ ما أو مُشكلةٍ ما. وباختصارٍ، كلُّ مَا نفعلهُ حسب التَوجيهِ الإلهي يَعودُ بَالخيرِ على الآخرينَ وعلى المُجتمعِ أيضاً.
فَجيدٌ أن نَكون مِثل الزَيْتُونَةِ الخَضْرَاءِ. ويُحذّرنا الإنجيلُ كثيراً من الذينَ يَبدو عَليهم أنَّهم كالأغصانِ الجَافةِ. فَهؤلاءِ، لمْ يتركوا أنفسهُم يحيون بِعملِ الرُّوحِ القُدس، وبذلك فَهُم لا يَصلحون لشيءٍ – فَيَجِفُّ الغُصنُ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ. (يوحنا 15: 1- 6)
فجيدٌ أن تَفحصَ نفسك وتُصلي لكي تَكونَ حَياتك مُثمرةٌ كالزَيْتُونَةِ الخَضْرَاءِ، لأنّ يَسوعَ قال، أنهُ سَوف يأتي يَوماً يَبحثُ فيه عنْ ثِمارنا، كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. فالرَّبُّ يَتمجدُ في حَياة الذين يَأتونَ بِثمرٍ وافِرٍ، والسِّر لكي تظلَّ كَذلك، مِثل الزَيْتُونَة الخَضْرَاءِ في بَيت الرَّبِّ، هو أن تَثق في الرَّحمةِ الإلهيةِ. والذي يَتصرّفُ بهذه الطريقةِ يَنجو من السَقطاتِ التي تُصيبُ الكثيرَ مِن إخوتنَا للأسف، وعِندما يَتعثّرُ إخوتنا يُسبّبونَ أضراراً كثيرةً في عَملِ مشيئةِ الرَّبِّ، وباختِصارٍ، فإن تَصرفاتهم الخَاطئةِ تَكونُ بِمثابةِ عَثرةً ليُصبحَ الكثيرون بَعيدينَ عنْ خِطةِ الخَلاص.
فَبدونِ نِعمةٍ من الآبِ، يكونُ أيُّ إنسانٍ عُرضةٌ لارتكابِ أقذرَ الخَطايا، التي حَتى المُجتمع الضَائع يشعرُ بالاشمئزازِ مِنها. لِذلك، فطلبُ الرَّحمةُ من الأعَالي هُو شيءٌ يَجبُ عَلينا نَحنُ المَسيحيون أن نَفعلهُ بِاستمرارٍ وبِكُلِّ قوّتِنا. ولا يَجبُ أن ننسى أبداً طلبَ النِّعمةَ الإلهيةَ، لأنهُ بِالنعمةِ نَكونُ قاَدرينَ على أن نَقولَ نعَم لدعواتِ السَّماء للقيامِ بِتنفيذِ المَشيئةِ الإلهيةِ، وأيضاً مُواجهة والتَغلبُ على أيِّ شيء يُبعدنَا عنْها.
إنجازُ مَا يسُرُّ الرَّبَّ، هُو السّبيلُ للنَجاحِ في جَميعِ ما نسعى إليهِ. والدليلُ على ذَلك، هُو أنهُ مِن خِلالِ دِراسةِ حَياةِ الذينَ خَدموا الله في المَاضي، نَرى أنّ الكَثيرينَ الذينَ سَمحوا لهُ بِاستخدامهِم، وصَاروا مِثل زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءٍ في بَيتِ الرَّبِّ. إلاّ أن، البَعض فَعل العَكس تَماماً وأصبحَ فَاتراً في الإيمانِ، لأنَّهم استمعوا وأصَغوا إلى رَغباتِ الجَسدِ الفَاسدِ أو تَصرّفوا بِطمعٍ - وكانت النِهايةُ مُحزنةً للغايةِ. فَيا أخي، اِعتمد على الرَّحمةِ الإلهيةِ، وكُنْ مُثمراً كزَيْتُونَةٍ خَضْرَاءٍ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز