-
-
"مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً" (سفر الرؤيا 21: 7).
يَعتني الرَّبُّ بِأبنائهِ كمَا يَعتني الأبُ الحَقيقي. ومَشيئتهُ أن نَرتقي ونُثمرَ، وأن تَكونَ صِحتُنَا جَيدةٌ ونَاجحينَ في كُلِّ شَيءٍ (سفر المزامير 1: 3؛ يوحنا 3: 2) - وبِتعبيرٍ آخر، أن لا يَنقصُنا أي شَيء. ولكِنْ، هُناكَ شَرطٌ واحِد: يَجبُ عَلينَا أن نَنتصرَ(سفر الرؤيا 3: 21). وهَذا يَعني أنهُ لنْ نَرثَ كُلَّ الأشياءِ. وفي الوَاقع نَحنُ نُواجهُ العَديدَ مِن الصُّعوباتِ الشَديدةِ جِداً في المَعاركِ، لكننَا يَجبُ أن لا نَخشى مِن أي مَعركةِ مِنهَا.
إن اِستعمالَ الرَّبِّ لجُملةِ " مَنْ يَغْلِبْ "، تُوضحُ لنَا أنهُ لا يُفضلُ أحدٌ دُونَ الأخرِ. لِذا، فَإن فِكرةَ أن هُناكَ أشخاصٌ مَحظوظينَ، جَاؤوا إلى العَالمِ ليَنجحوا في كُلِّ شَيءٍ، ليْست مِن الإنْجيلِ، إنما هي سُوءُ فَهمٍ من الذينَ لا يَهتمونَ بِما يَقولهُ الكِتابُ المُقدسُ. والخَلاصةُ هي أن تِلك الفِكرةَ التي تَقولُ أن هُناكَ أفرادٌ مَقدرٌ لهُم النَجاح وآخرينَ مُقدرٌ لهُم المُعاناة، هي فِكرةُ من اِختراعِ العَدوِّ. والحَقيقة هُي أنّ الفُرص مُتساوية للجَميعِ.
تُعبّرُ عَبارة " مَنْ يَغْلِبْ " عنْ أن أي شَخصٍ يُمكنُ أن يَكونُ مُنتصراً. وإذا كَانَ الرَّب قد أختارَ بالفعل منْ الذي سَيكونُ مَحظوظاً، مَا كَانَ قَال هَذا. فَسِواء أنا، أو أنتَ أو أيّ شَخصٍ آخر: لدَينَا جَميعاً كُلُّ الإمكانياتِ لنَكونَ مُنتصرينَ. يَكفي أن نَتعلمَ فَقط من "دَليل الصُنع" - أي الإنجيل - كَيفَ نَقومُ بَالعملِ ونَبدأ في العَملِ، لأن هُناكَ جَوائز للذينَ يَنتصروا: فهم يَرثونَ كُلَّ شيءٍ.
خَلق الرَّبُّ كُلَّ العَجائِبِ المُوجودةُ في العَالمِ الطَبيعي، وأيضاً تِلك المُوجودةُ في العَالمِ الرُّوحي، فَكُلها مِنهُ وإليهِ تَنتمي. ومَع ذَلك، كُلُ مَا نَعرفهُ عَنهَا قَليلٌ جِداً، لأنّ أفَضلهَا قدْ أعَدهَا اللهُ للنهايةِ، كَما حَدثَ في حَفلةِ عُرْسٌ قَانَا الْجَلِيلِ (يوحنا 2: 1- 11). وفي الواقعِ، فَإنّ كَلمةُ الرَّبِّ تَقولُ أن مَا أَعَدَّهُ اللهُ لنا: مَا لَمْ تَرَاه عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعهْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ (1كورنثوس 2: 9). ومَنْ يَغلبُ لنْ يَنجوا فَقط مِن الدَمارِ الأبدي فَحسبْ، وإنما سَيرثُ أيضاً الثَرواتِ السَماوية إلى الأبدِ، ومن نَاحيةِ أخرى، هُناك خَسارةٌ كَبيرةٌ تَنتظرُ أولئِك الذينَ لمْ يَغلبوا.
فَبالإضافةِ إلى المَيراثِ الإلهي، الذي هو رهَيب جِداً، لا يُمكننَا فَهمهُ أو إدراكهُ، وسَيكونُ لدَينَا الرَّبَّ إلهنا - وهُو مَا يَعني أنهُ لنْ يَكونُ شَيئاً غَير مُستطاع لدَينا. وهُو سَيكونُ بِجانبنَا دَائماً لتَوفيرِ كُلّ مَا نَحتاجُ إليهِ، وبِاختصار فَالرّبُ يُمكنهُ أن يَفعلَ أي شيءٍ في أقل مِن غَمضةِ عَينٍ، دُونَ الحَاجةِ إلى أي وقتٍ لِذَلك .
منْ يَفوزُ في مَعركةِ القَداسةِ - الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّب (سفر العبرانيين 12: 14) - وأيّ مَعركةٍ أُخرى، إنمَا يُتمّمُ المَشيئةُ الإلهيةُ بِذلك، وسَيكونُ لهُ الرَّبُّ القَديرُ أباً وإلهاً.
يَا إخوتِي، إذا كُنتَ تَتصرّفُ بِهذهِ الطَريقة، سَتكونُ حَياتُكَ الابَديةَ مُباركةٌ جِداً. لِذلكَ، افعل كُلّ مَا يُمكنُكَ فِعلهُ لكي لا تَخسرَ شَيئاً.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز