-
-
"لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِ. رَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ"(سفر المزامير 9: 18)
يُلقَّبُ الشَّيْطانُ بِكلِّ الألقابِ السّلبيةِ، بينما للرَّبِّ كُلُّ الأسماءُ الإيجابيةُ، وواحدٌ مِنها أنهُ صَالِح. لا يَنقادُ بِنزوةِ كراهيةٍ أو نوبةِ غَضبٍ فيَرتكبُ الإثم. والشَرُّ لا يَقتربُ أبداً من أبينَا. فأعمالهُ طَاهرةٌ، كَاملةٌ ويَعملهَا بحُبٍ وصلاحٍ. حَتى بَالنسبةِ لأولئك الذينَ يَرتكِبونَ الخَطأ، يَنظرُ الرَّبُّ إليهِم بِرحمةٍ وشَفقةٍ، ويَسعى لمُساعدةِ المُضطهدينَ والذينَ يُسيطرُ عَليهم الذنبُ والواقعينَ تَحتَ التَجاربِ، التي تسعى لتَدميرهِ.
التَجربةُ هي قُدرةُ العَدوِّ على اِقتيادِ الأشخاصِ واِخرجَهُم مِن طَريقِ الخَيرِ، ومُهاجمتِهم بِمُختلفِ الطُرقِ المُمكنةِ. ومَعَ ذَلِك، فالذينَ يَتعرّضونَ للتَجاربِ وبِحاجةً للخَلاصِ لنْ يُفقدوا إلى الأبد. إنّهُم يَحتاجونَ إلى الحبِّ والاحترام ومَدَّ يدَ العَونِ (لوقا 22: 31-32) لتَحريرِ أنفسِهم من هَجمات ِالشَرِّيرِ.
يُجرّبُ الشَّيْطانَ الإنسان ويُغربلهُ، كمَا أشار مُعلمُنا بُطرس، فَهو قَادرٌ على مُمارسةِ أسوأ الأعمالِ الجُنونيةِ، حَتى إنكارَ يَسُوع. فلو وصَل الشَّخصُ لإنكارِ ابن الله، فَما الذي يَصعبُ عليهِ فَعلهُ أكثرَ من هَذا؟ وبِسبِّبِ فَخاخَ الشَّيْطان، وقَعَ البَشرُ رِجالاً ونِساءً في خَطيئةِ الزِنا، وعَدمُ الأمَانةِ وغيرُها من الخَطايا الأخرى. لذِلك، كُلُّ مَا يُريدهُ العدوُّ هو أن يقف "الصَّالحون"، أولئِك الذينَ لمْ يُخطئوا "أبداً"، لكي يَرموا أول حَجرٍ لرجمِ الخَاطئ. وفي تِلك السَّاعةِ، يُكرز بكلمةِ الرَّبِّ، لأن هُناك شَخصٌ واحدٌ لمْ يَرتكَبَ إثماً على الإطلاقِ، هوُ من يَحقُ لهُ أن يَرجُم الخَاطئ، ومَع ذَلِك، فالرَّبُّ لمْ يُريد الرّجَمَ بِالحجارةِ، ولكنهُ، يُريدُ الخَلاصَ.
كانَ يَسوعَ يُجاهدُ بدموعِ الدمِ، ضِدَّ قُواتِ الظُلمة (لوقا 22: 44). وبالرغُمِ من أنهُ لمْ يَرتكبُ أي خَطيئةٍ، ولكن، كانَ عَليهِ أن يَسعى لخَلاصِ الخُطاةِ من الهَلاكِ الأبدي. وكانَ مَصيرُنَا يَتوقفُ على قَرارِ ابنِ الله. وإذا رَفضَ ذَلِك، سَوف نَضيعُ إلى الأبدِ. أمَّا إذا واجه المُجرّبَ، فهذا الأخَير سَوفَ يُخزى. ونَحنُ - جَميعُ البَشرِ – يُخلِّصُنا من الهَلاك الأبدي. فَكِّر في ذَلِك، قبلَ أن تَنضمَّ إلى العَدوِّ وتُدينَ الأبرار بِدونِ سَببٍ.
مَنْ سَيملأ هَذا الفَراغ؟ مَنْ سَوفَ يَتقدّمُ لإنقاذِ شَخصاً مَا، مِن قُوَّة الشَّيْطان؟ فالتجربةُ تأتي لأنّ الشرِّير لهُ القُدرةِ على أخُذِ النُفوسِ الثمينةَ إلى طَريقِ النَجاسةِ والمَوتِ. ونحنُ الوحِيدون القَادرون على مُساعدةِ الضَائعين، لكي يَنطلقوا إلى الحُريةِ ويَكونوا مَدعوينَ بأبناءِ الرَّبِّ. فلا تُلقي عَليهم أي حَجرٍ، بل قَدم لهُم عَطيةُ الله، التي هي غُفرانٌ وتَحريرٌ. وكُلُّ من يَقبلهُ يُحرّرهُ، ويَكونُ حُرّاً. لِذلِك، اترُك الرَّبَّ يَستخدمُك في أعَمالِهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز