-
-
"وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوب" ضِعْفاً (سفر أيوب 42: 10).
قصّةُ أيوبَ هي من إحدى الأمثلِة على مَا يَستطيعُ الرَّبُّ فِعلهُ من إصلاحٍ وتَجديدٍ في حَياةِ أي إنسانٍ. أمَّا التَجربةُ التي مَرَّ بَها أيَوب عَبدُ الله، لمْ يُجرِّبها أيّ شَخصٍ آخر إطلاقاً. ولعَدمِ وجُودِ الاستنارة الكَافيةَ، وقَع في الخَطيئةِ. ولكن في النِهايةِ، وبِعملِ الرَّحمةِ الذي قَام بهِ من أجلِ أصدقائهِ عِندمَا كانَ يَتشفعُ من أجلهِم، حَصلَ على الِشفاءِ الكاملِ من الرَّبِّ الإله، والذي رَدَّ لهُ ضِعفَ مَا سَلبهُ منهُ العَدوُّ .
وضَعَ الشَّيْطانَ كُلَّ غَضبهِ على أيُوب، فَخسِر الأبناءَ والأملاكَ والصِّحةَ، وإذا أصَغَى لِكلامِ زَوجتهِ، كانَ قدْ خَسِرَ خَلاصهُ أيضاً. وعلى مًا يًبدو، أنهُ كان مِثالاً على أنه لا جدوى من أن تكون عَادلاً، ومُستقيماً وبِلا لومٍ، ولكنهُ أثبتَ العَكس تَماماً - وهَذا أيضاً مَا يَجبُ على أبناءِ الرَّبِّ اِثباتُهُ.
وبِالإيمانِ كافَحَ رجلُ الإيمان هَذا وفَاز. ففي المَعركةُ العَمليةِ التي خَاضهَا أيُوب، تُعلمُنا أنّ إلهنا يَستحقُّ أن نَثقَ بِهِ. ويُمكننَا القَول بأن أيُوب وصَل إلى قِمة العَذابِ، ولكِنَّ أثبت شفاؤه أنهُ لا تُوجدُ حَالةٌ ميؤوسٌ مِنها عِند الرَّبِّ؛ حَتى الحَمقى يُمكنهُم الحُصولُ على الخَلاصِ.
والحَقيقةُ أنهُ إذا كَانَ الرَّبُّ لا يَستطيعُ إنقاذَ الذينَ يَرفُضهُم المُجتمعُ، فهو ليْسَ إلهاً. لِكنهُ مِن أجلِ ذَلك، أعَطانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ (2 كورنثوس 5: 18- 19). إذن، فهُناك شِفاءٌ للجَميعِ. والذي لا يَزالُ تَحتَ تَأثيرِ العَملِ الشَّيْطاني فَهو غبيٌ جداً، لأنهُ يَعيشُ تَحتَ سَيطرةِ العدوِّ الذي لدَيهِ القوّةُ لِذلك.
إذا كَانَ أحدٌ لا يَستطعُ التَغلبَ على هَجمات الشَّيْطانِ ضِدَّ القَداسةِ، والصِّحةِ أو الحُقوقِ الأخرى التي لنا في الرَّبِّ، وهَذا يَعني أنهُم لا يَثقونَ في الرَّبِّ - وذَلك لأنَّ الإيمانَ يَأتي من الرَّبِّ وهو جُزء مِنهُ، ولذلكَ، لدَيهِ جَميعُ الإمكانياتِ لإنقاذِ كُلِّ الذين سَقطوا في مَستنقعاتِ الوحل المُمتلئةِ بأقذرِ الخَطايَا.
يُحوّلُ مَجدَ الله الإنسانِ إلى مَخلوقٍ جَديدٍ، لأنّ كُلَّ ما هُو مُولودٌ من الله يَغلبُ العَالم. لذِلك يا أخي، جَاهد وانِتصِر، لأنّ الذي يَفعلُ ذَلك يُبينُ حَقاً أن قَلبهُ يَنتمي إلى الآبِ السَّماوي. ومِن جِهةٍ أُخرى، مَنْ يَرضخُ، فهو يُعلنُ عنْ حُبهِ للعَدوِّ. هَذه هِي كَلمةُ شَخصيةٌ من الرَّبِّ الإله إليكَ: كُنْ قَوياً واِرجع إلى بَيتِ الرَّبِّ الآن. لأنهُ مَكانُكَ مع ذَاك الذي خَلق السَماواتِ والأرضِ - وليْس بِجانبِ المُهلِك. فالرَّبُّ القَديرُ مُستعدٌّ لاستِقبالِكَ في هَذهِ اللحظةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز