-
-
جَعَلْتَ سُرُوراً فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حِنْطَتُهُمْ وَخَمْرُهُمْ (سفر المزامير 4: 7)
المُقارنَةُ والتَعليقُ على أفَضلِ الأحَداثِ هو شيءٌ جَيدٌ، فَالعالمُ يَعَيشُ مَليئاَ بَالسّلبياتِ، التي تُسَيطرُ على حَياةِ العَديدِ من أبناءِ اللهِ أيضاً – بَحيثُ أصَبحَ مَا نَسمعهُ في الصَّلواتِ دَائماً، هُو عِبارةٌ عنْ شَكاوي وطَلباتٍ للمُساعدةِ في الاحتياجات وغَيرهَا. وليْسَ هُناك خَطأ في التَعبيرِ عنْ ذلك للرَّبّ، ولكِن نَادراً مَا يَتذكرُ الإنسانُ أن يَشكرهُ على البَركاتِ التي حَصلَ عَليهَا.
تَزدادُ المَشاكلً عَندمَا نُصدِّقها. وفي الوَاقعِ، أنّ العَدوَّ يَجعلهَا تَنمو أمَام أعيُننا نتيجةٌ لعدم إعطاء الرَّبِّ قدرهُ من الاهتمامِ الوَاجِبِ. فيا أخي، أن تَستَسلمَ للتَهديداتِ وتشعُرُ بنَفسكَ ضَعيفاً، ذلك يَعني أنكَ تَسمحُ للعَدوِّ بأن يَخدعكَ. لِذلكَ، لا تَنخدع من الشرّير، واِتبع تَعاليمَ الإنجيلِ، لأنهُ من يَفعلُ ذَلك، لا تَقفُ أمامهُ أيّ مُشكلةٍ صَعبةٍ أبداً. فَالمشاكلُ بِالنسبةِ لمنْ يُؤمنونَ بَالرّبِ، ليْست أكثر مِن فُرصةٍ لإثباتِ قُدرتِهم في الرَّبِ الإلهِ.
كَانَ لصاحبِ المَزمورِ لِقاءٌ مَع الرَّبِّ، واِمتلأ قَلبهُ بالفرحِ، وبِعرفَانِهِ بِالجميلِ. وقَارنَ مَا شَعر بهِ بِفرحة المُزارعين عِندمَا يَكونُ مَحصولُ القَمحِ والعِنبِ عَظيماً جِداً. كَانَ فِي عَقلهِ، صُورةَ أولئِك النَاس السُعداء، الذينَ يُسبحونَ الرَّب عَلى الحَصادِ الوَفير، لكِنْ، عِندما شَعرَ بَالسّعادةِ الهَائلة التي وضَعها الرَّبّ في قَلبهِ، قَال أنّ هَذا الفرح كانَ أعظمُ بِكثيرٍ من فرحِ المُزارعين. وبِنفس الطَريقةِ يا إخوتي، فإن الآب سَيَفعلُ لك أكثرَ مِمَا فَعلهُ للآخرين. حَتى لو كانَ أولئِك الأشَخاص يُسبحونَ اللهَ من صَميمِ القلب.
فالشُكر هُو مَن أفضلِ الطُرق لتَمجيدِ الرَّبِّ. والذي لدِيهِ هَذا الاستِعدادَ سوف يُدركُ أن البَركةَ التي حَصلَ عَليهَا هي أكثرُ بَكثيرٍ من التي يَحصلُ عَليها الآخَرونَ. ومن نَاحيةٍ أُخرى، الشَّخص الذي لا يُعطي قِيمةً للنِعمةِ الإلهيةِ، سَيُلاحظُ أنّ هَذا الجُحود يَمنعُ الرَّبّ من القِيامِ بَالعمل من أجلِهِ.
أمرَ يَسُوع عَشرةَ رِجالٍ مُصابين بَالبرص طَلبوا الرَّحمةَ، أن يَعرضوا أنفُسهُم على الكَهنةِ. وفِيما كِانوا ذَاهبينَ في الطَريق، طُهِروا من البَرصِ، ولمَا رأى أحدهُم أنهُ قدْ تمَّ شِفاؤهُ، عَاد لكي يُقدمَ الشُكر والثناءَ للمُعلّمِ. أمَّا الآخرونَ الذينَ شُفوا أيضاً، اِستمروا في مَسيرتِهم (لوقا 17: 12- 19). ولا نَعلمُ إن كَانوا قدْ وصَلوا إلى الكَهنةِ كمَا أمرهُم يَسوع أم لا، لأنّ الذي حَدثَ معهُم لا يَزالُ شيئاً عادياً يحدثُ حَتى اليَوم، فأناسٌ كَثيرونَ بَعدَ حُصولهِم عَلى الشَّفاءِ، يَنْسونَ الرَّبّ. إلاّ أن، ذَلِك المَريض تَصرّفَ بِطريقةٍ مُختلفةٍ، وعَبَّرَ عنْ شُكرِهِ وامَتنانهِ، ونال المَدحَ والتكريمَ من الرَّبِّ يَسُوع وحَصل على خَلاصِه - ومَا يُثبتُ أنكَ اِعترفتَ بالجميلِ للرَّبِّ هو أن تَزرعَ البِذرةَ التي سَتُنتجُ لكَ حَصاداً جَيداً.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز