قوة الإيمان

يُريدُ العَدوُّ أن نتَعاونَ مَعهُ لكي لا نَنفِّذَ وعُودِ الرَّبّ، وهَذا شيءٌ سَيئ، ولأنُه الرَّبُّ القَدير، فهو قَادرٌ على إزالة الشَّخص الذي يَضعُ نَفسهُ ضِد تحَقيقِ أحلامِهِ. لأنهُ عِندمَا يَتكلمُ، تَقومُ كَلمتهُ بِتنفيذِ مَا هُو ضَروري لتَحقيقِ أغراضهِ. هَكذا على سَبيل المِثالِ، كما حَدثَ لزَكريا - يُوحَنا المُعمدان - الذي لمْ يُصدِّق الرسَالة التي أحَضرهَا إليهِ المَلاك، ولِذلك، صَار صَامتاً ولمْ يَقدر أن يَتكلم، وهَكذا سَوف يَحدثُ للذي يُعرقلُ خِطةَ الرَّبِّ (لوقا 1: 13- 20).

يَجبُ ألا تَكون مَشيئةَ الرَّبِّ مُعطّلة في حَياة الذينَ هُم أعَضاءٌ في جَسدهِ. تَخيّل: إذا كَانت إحدى السُّلطات لدَيهَا خِطة ومُستعدّة لتَنفيذهَا، لكِنَّ هُناك شَخصاً ما يَمنعُهَا، فَسَتغضب وتَفعل كُلَّ مَا هُو مُمكن لكي لا تفشل؟ وهَذا لا يَختلفُ مَع إلهِنا. وعِند اِتخاذ القَرارِ وإصدارُ الأمرِ بالتنفيذِ، أفضلَ شيءٍ هو القيامُ بإنجازِ الجزءِ المَفروضِ عَلينَا ولا نُعرقلُ عَمل السَّماوات.

ليْس هُناك حُدود لتَحقيقِ المشيئةِ الإلهيةِ للذينَ آمنوا. وإذا اِختاركَ الرَّبَّ سُبحانهُ، للقيامِ بِعملٍ مَا، لنْ تكونَ قُدرتُك هي التي سَوفَ تُحقِّقُ مَا أمَرك بهِ، بل قُدرتهُ. والذي يَتعاونُ مع الرَّبِّ الإله، ويسَقَي حتى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ لأحد أبنائه فَلنْ يضِيع أَجْرَهُ (متى 10: 42). وفي الواقع، أنهُ سوفَ يَتذكر الخيرَ الذي فَعلناهُ لهُ, ولكنْ، من جِهةٍ أخرى، لنْ يَنسى ذَلِك الذي لمْ يَفعل شَيئاً لكي يُساعدَ في تنفيذِ أعَمالهِ. مِثالٌ على هَذا ما حَدث مَع مِيرُوزَ، وهو شَعبٌ كان في عَصرِ القُضاة دَبُورَةُ وَبَارَاقُ، والذي صَار مَلعوناً لأنهُ لمْ يأتوا لمُساعَدةِ شعبِ إسرائيل (القضاة 5: 23).

يا أخي، مَشيئةُ الله هي أن تَنمو، وتَزداد في النّمو أكثر وأكثر. فَلا تَدعُ الشَّيْطان يَخدعكَ. ويَقُولُ إبليس أنّ الرَّبَّ ليْسَ لديهِ أي شَيءٌ من أجلِكَ، وأنهُ قدْ أعَطاكَ كُلّ مَا في وسعهِ أن يَمنحُك إياه. هذا كَذبٌ! يُريدُ الرَّبُ أن يُتوِّجُكَ بالخيراتِ في كُلِّ لحَظةٍ وكلِّ يومٍ، ويُحقق بِذلك مَشيئتهِ لحَياتِكَ. وإذا تَعاونت مَع الله سبحانه، سَوف يُكافئك. بِالإضافة إلى أن الوَعدَ لنْ يَقفُ عِندك، لكنهُ سَيشملُ جميعَ أفرادِ أسرتِكَ.

فجيدٌ أن تَتصرّفَ مِثل يَشُوع، الذي أعلنَ أنهُ هُو وأهلُ بَيتهِ يَعبدونَ الرّب (يشوع 24: 15). ولا يُوجدُ سِوى سَيّدين: الله والشَّيْطان. والذي لا يَخدمُ الرَّبِّ الحَقيقي يَخدُمُ العدوَّ الكذاب. والآب السَماوي هُو أفضل سَيدٍ، لأنهُ يَفي بُوعودهِ وبما تُعلنهُ شَفتيهِ. أمَّا العَدوُّ فهو كَذاب ولا يُنفِّذُ ما يَعِدُ بهِ إطلاقاً. لِذلكَ، مَنْ يُؤمنُ بَالشَّيْطان أو يَتعامل مَعهُ سَوفَ يَضِّل.

فَالرَّبُّ سُبحانهُ أمينٌ في تَنفيذِ وعودهِ. ولمْ يَحدثُ مَرّةً واحدةً أنّ أبونَا نسي وعُودهُ أو فشِلُ في تَحقيق مَشيئتهُ الصّالحة، لأنهُ هو مَا يُعلنُ عنهُ الإنجيل (سفر العدد 23: 19)، لِذلك، لا جدوى من الصَلاة إذا كُنت لا تثق فِيما يُؤكدهُ.

مَكتوبٌ أنّ الرَّبّ سوف يُعطيك ويَزيدُك. يَكفي أن تُؤمن بُوعودهِ. وبِغضِّ النَظرِ عنْ الحَالةِ التي تَكونُ فِيها، كلمةُ أعظمَ سُلطةٍ في الكون تؤكد أنك سَوفَ تَزدادُ أكثر وأكثر. لِذلكَ، اتبع الكلمة بِثباتٍ وابدأ بتسبيحِ الرَّبِّ من أجل الحَياةِ المُباركة والغَنية التي سَوفَ يَمنحُك إيّاها.

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز