-
-
"السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ" (سفر المزامير 115: 16).
كتبَ مَوسى أنّ السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا (سفر التثنية 29: 29). وهَذا يَعني أن سَّرَائِرُ العَالم الرُّوحِي لنْ تَكون مَعروفة للإنسان. وفَقط مَا تُعلنه كلماتُ الكِتابُ المُقدس، هي فَقط التي نَقدر على فَهمهَا، وغيرَ ذَلك هو ضَلال.
وفي اليَوم الأخير سَنعرف مَا هُو عَالم الرَّبّ والكَامِل، ولكِنْ، كُلّ منْ لمْ يُولد من جَديد لنْ يَكُون لهُ مَكانٌ في السّمَاء، والأسوأ مِن ذَلك، اللعَنة الأبَدية التي سَيُجربَها بِجميعِ أنواع العَذاب. أمَّا الأشياءُ المَادية فهي لنا. والكَون بِجميعِ قُوانِينهِ والثَروات ومَصادر الطاقة قدْ أعُطيت للإنسان، وعَليهِ اِستخدام مَا أعطيَّ لهُ. والذين ولِدوا مِن جَديد - أولئِك الذين لمْ يَعْصوا الرَّبّ، لكنهُم صَاروا أبناءَ الله - ويَجبُ عَليهُم المُطالبةُ بِهذه المَعرفة. في الوَاقع، نَحنُ المَسيحيون، عَلينَا أن نَقبل بَاسم الرَّبّ يَسُوع كُلَّ مَا تُعلنهُ لنا الكلمة.
بِسماعِ كَلمةِ الرَّبّ، التي هي نُور لطريقنَا (لسَبِيلنَا) وسِراجٌ لأرجُلنَا (سفر المزامير 119: 105)، نَحصُل مِنها على كشف ما هُو لنَا. وبِدون هَذا النُور، يَعيشُ الإنسان في ظَلامٍ دَامس، وفي أرضٍ مَليئةٍ بَالحُفَر. لِذلك، الذي لا يَهتم بأن يُنصت ويَتعلم دُروس الإنْجيل، سَوفَ لا يَحصل على أشياءٍ كثيرةٍ، لأنهُ لنْ يَتمكنَ مِن التخلصِ من المَشاكلِ ولنْ يَقدر على القِيامِ بِعملِ مَشيئةِ الله.
لا تنسى أن تُطالبَ بِما هُو لكَ، وباختِصَار، كُل مَا هو مَادي قدْ مُنحَ لكَ ويَتعلق بِحَياتِكَ، فَليْس هُناكَ شيء قدْ اِحتفظ بهِ الرَّبّ من العَالم لنَفسهِ، بل بَالعكسِ، سَلَمَّ كُلَّ شَيء لنَا. واِستناداً إلى هَذا المَبدأ، يُمكنكَ أن تَأخُذ مَكانكَ في المَسيح وتَصرُخ بإيمان مِن أجلِ مَا تَحتاجهُ. مَنطقياً، في غَايةِ الأهميةِ معَرفةِ مَشيئةِ الآب لحَياتِك. أستطيع أن أذَكُر كَمِثال حَتى عنْ حَياتي، لأني اِستلمت خِدمةِ الكَلمة؛ فَلا يَنبغي أن أطلبَ ثروة وأشياء أخرى قدْ تَضيع بسُرعة ولا تُساعِدني بِشيء على الإطلاق.
الحَقيقة هي أن الرَّبَّ القدير يَفرح عِندمَا يَصل إلى يَديك ما يُعطيك إياه. ولا يَجب أن يَضيع منكَ. وتَعلمنَا الأعُرافُ الدّينية بأن الشَخص يَجبُ أن يَكونَ صَبوراً لكي يَحصُل على كُلِّ الأشياءِ في الوقتِ المُناسبِ. لِذلك، عِندما يِعدُك الرَّبُّ بِشيء، فَلستَ بِحاجةٍ إلى الانتظارِ طويلاً. واِعتباراً من هَذهِ اللحظةِ، البَركة هي فِعلاً لك. لِذلك، عَدمُ حُصولِكَ عَليها هُو مِثل إعلان بِأنكَ لا تثق بِها.
أمَّا الذي لا يَقبل مَا هُو مَعلنٌ لهُ ولا يُؤمنُ بالرَّبِّ فقدْ جَعلهُ كَاذباً (1 يوحنا 5: 10). ويَعيش يستجدي المَعُونة الإلهية. وهَذا قدْ حَدثَ مَعِي وانتهى فَقط عِندمَا قُمت بَصلاةِ الإيمان، وأمرتُ الشَّيْطانَ بأن يَبتعد عنْ ما هُو لي. اِفعل هَذا أنتَ أيضاً واحصُل على نَصيبكَ من البَركاتِ الإلهية!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز