-
-
" آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ!" (سفر المزامير 118: 25 ).
لا يَهتمُّ الشَّيْطان بالذينَ يَخدمُونهُ، لكِنّهُ، يَهتمُ بِشعبِ الله. وهُو يَسعَى جَاهِداً ويَستعملُ كُلّ الاسترَاتِيجيات لكي يَخطفَ المَسيحيين مِن حَضرةِ الرَّبّ، ويَجعلهُم يَنسونَ وعُودَ الكتاب المُقدس. وقدْ عَرف كاتبُ المَزمُور ذَلك، وصَرخَ من قلبهِ، لتَنفيذِ اِثنين مِنها، لأنها ذاتُ أهميةٍ أسَاسيةٍ لتَحقيقِ أهَدافِناَ. وعَدمِ المُطالبةِ بَهما خَسارةٌ كَبيرةٌ، لأن بِدونِهَا سَنُعاني للأبد.
خِطةُ الرَّبِّ للخَلاصِ مُهمةٌ للغايةِ، لأنّ مُخَططهُ هُو الأفضلُ لنَا. وإن لمْ نَتبعَ خِطتهُ، سنعيشُ بعيداً عَنهُ إلى الأبدِ، بَعيدينَ عنْ سَلامِه ومَحبتِهِ وبَركاتِهِ. والأسوأ مِن هَذا هُو أنَنا لنْ نَكونَ في مَكانٍ مُحايدٍ، حيث سنَفعلُ كُل مَا نُريد، ولكنْ بدلاً مِن ذَلكَ، سَنكونُ في العَذابِ الأبدي ليَلاً ونَهاراً. حَيثُ قالَ يَسُوع أنّ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ إلى الأبد (لوقا 13: 28).
الصُّراخ من أجلِ الخَلاص وبِذلِ أقصى مَا نَستطيعُهُ للوصُولِ إليهِ هو أهمُ الأشياءِ التي يَجبُ أن نَفعلها، لأنهُ يَقودنَا مَرةً أُخرى إلى للعلاقةِ مَع الرَّبّ الإله. لقدْ خَسِرَ الكثيرونَ هَذهِ الحَقيقة المُباركة واِختبروا قَساوةِ العَدوِّ. والنَتيجةُ هي أنَّهُم لا يَتمتعونَ بَالعنايةِ الإلهيةِ ولا بِعطايا الرَّبِّ. أمَا الذي نَال عَطيةِ البِرِّ، وولِدَ من جَديدٍ لنْ يُدان، بِشرطِ أن يُحافظَ على نَفسه في الطريقِ الصَحيح حتى النِهايةِ. وسَوف يُحققُ الانتصاراتِ.
لمْ تَقتصر صَلاةُ صَاحبِ المَزمُور على طلبِ الخَلاصِ فَقط، إنما أيَضاً من أجلِ الازدِهارِ. لأن بِدونهِ تُصبحُ الحَياةُ فَارغةَ، والأيام تصبحُ كطعامٌ بلا طَعم، وأناسٌ كثيرون يَبدؤون بالتّصرفِ بِطريقةٍ خَاطئةٍ. فَالازدهار هِبةٌ من الله، ومِثل كُل العَطايا يَنبغي أن نَسعى إليَها.
سَيفعلُ الشَّيْطانُ كُلّ ما يَستطيع لإبقاءِ أبناءِ الرَّبِّ في الفَقرِ والتَعاسةِ. فبالنسبةِ لهُ، اِزدهارهُم أمرٌ خَطيرٌ، لأنهُ ومن خِلالِ إمكانِيتِهم المَالية، هُم قَادرونَ على المُساعدةِ في التَبشيرِ بالكلمةِ وفي عَملِ الرَّبّ. والشَّيْطان يَعلمُ، أنهُ إن كان خُدامُ الرَّبِّ يَعيشونَ في الفَقر، وسَيكون إيمانُهُم فَاتر، وربَما، يَتركونَ طَريقَ الرَّبّ، الذي سَيقودهُم إلى السَّعادةِ الأبديةِ.
كُلُّ الأشياءِ السَّيئةِ التي تَحدثُ لنا يَأتي من ذَكاءِ الشَرِّير. الفَقر مَثلاً ، وهِو من إحدى الحَالاتِ التي لا يَجبُ أن لا يَعيشها اِبنُ الرَّبِّ؛ لأنهُ وباختصارٍ، لدَيهم أبٌ غَنيٌّ، وبالتالي، يحق لهُم الحصُول على الأشياءِ الجَيدة.
علاوةً على ذًلك، تُعلنُ كَلمةُ الرَّبِّ أنهُ يُحبُ نَجاحَ خُدامهِ (سفر المزامير 35: 27). يُمكننَا أن نَطلبَ أي شَيءٍ يُحبهُ الرَّبَّ، يُمكننَا أن نَطلبهُ. فَهو لنْ يُعطي أبَناءهُ شَيئاً سَيئاً. ونَحنُ واثقين أنهُ إذا تَوسلنا له من أجلِ خَلاصِنَا واِزدهارِنِا، فالرَّبُّ سَيبتهج، لأنهُ يُريدُ أن يَكونَ لدينَا كُلَّ شَيءٍ يُحبه!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز