-
-
"لمَاذَا أَخَافُ فِي أَيَّامِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي إِثْمُ مُتَعَقِّبِيَّ"؟ (سفر المزامير 49: 5).
نَتّخذُ العَديدَ مِن القَراراتِ في حَياتِنا اليَومية- وفي بَعضِ الأحيانِ، بِدونِ أن نسأل كَلمة الرَّبِّ. وعِندما نُقرِّرُ بأنفسنا نُخطئ كَثيراً، فمن الأفضل عدم مواجهتها بفرصة 55%، بل يَجبُ أن تَكونَ الفُرصة 100%. ومَنْ يستندُ في قَرارتهِ على مَا يَقولوهُ الرَّبُّ لنْ يَندمَ أبداً، وبِمرورِ الوَقتِ سَوف يَرى أن قَرارتهِ كانت صَحيحةٌ.
كمَا نَرى في الآية المَذكورةَ أعَلاه، قرَّر صَاحبُ المَزمورِ أن لا يَخافَ. وهَذهِ الطريقة أيضاً يَجبُ أن نَتبِعها، وحَتى عِندمَا نمرُّ بصُعوباتٍ، نَبقى ثَابتين، وهَذا يحفظنَا من السُّقوط. لأنهُ عَاجِلاً أو آجلاً، سَوفَ تَأتي أيَامُ الشرِّ. لِذلك، إن كُنا مُجهزين بِمَا عَلمنَا إياهُ الرَّبّ، لنْ يُصيبنا أيُّ ضررٍ. ولكن، إذا كانَت نفوُسُنَا مليئةٌ بَالخوفِ، سَوفَ نَدفعُ الثّمنَ بَاهِظاً. لذلك، فالرَّبُّ سُبحانهُ، لمْ يُعطِنَا رُوحَ الخَوف، ولا لأي واحدٌ من أبنائهِ، بل أعَطانا رُوح القوُّة (لوقا 10: 19). لذِلك، لا تدع الخَوف يَغمُر قَلبك، كأنك تُعلنُ بِأنكَ لنْ تَخدُم الآب بَعْد.
هُناك أناس يَكذبونَ عَلينَا، ولأَّنهُم ضُعفاء يَتركونَ العدوَّ يَقودهُم، ويَنصبونَ فِخاخاً لنا، ويَحسِدونَنا؛ وآخرينَ مُعجبونَ بِنَا. وبِالفعل، فإنّ الفِخاخ تَأتي مِن كُلِّ الجِهات، وبِكُلِّ خِدعِ الشَّيْطان، الذي يَحومُ دَائماً حَولنا (1 بطرس 5: 8). وعِندمَا يعرفُ أنّ شَخصاً يَتأثرُ بَالمدحِ - أو بَالشهوات أو بِتجربةٍ أُخرى - يَأتي في الوَقت المُناسب بِعرضِه، وهُناك يَذهب بخادمِ الرَّبِّ إلى الهَاوية.
كُنْ مُستعداً ولا تَدعْ نَفسُك تَنقادُ وراء مُعلمِ الكذِب! والسرّ ِلفعلِ ذلِك هُو عَدم الخَوف. أمَا إذا كانَ هُناك شَيئاً يَجعُلك تَخافُ من أن تَقعَ في يَديهِ ذَاتَ يومٍ، فاِذهب إلى الرَّبِّ القدير في صَلاةٍ، واِعترف لهُ بما تَشعُر بهِ، واُطلب مِنهُ أن يَنزعَ من بَاطِنك هَذا الضَعفَ البَشري، لأنهُ عَاجِلاً أو آجلاً سَوفَ يَتقربُ العدوُّ مِنك ويَعرضُ عَليكَ عرضاً مِن الصَعب أن تَرفضهُ. أفعل كُلَّ شَيءٍ لكي تَصمُدَ أمَامهُ، لأن الرَاسِخَ فَقط في الإيمانِ سَيستطيعُ الصُمود أمَام التَجاربِ، وسَينقذُ نَفسهُ من النِهايةِ. أما مَنْ يَتورط في الخَطيئة، ويَترُكُ نَفسهُ تَنقادُ بِإغراءاتِ العَالم، سَوفَ يَندمُ بِشكلٍ رَهِيب، لكِنْ رُبمَا قدْ يَكونُ الأوانُ قدْ فَات ولا يَحصلُ على هَدية الخَلاص.
نَسيانُ الوصَايا الإلهية شَيءٌ سيَئٌ للغَايةِ، لأنّ حَياتُك يَجبُ أن تُمجِّدَ الرَّبَّ، ولقدْ تَحدثَ الإنجيلُ عنْ الزِنى وكُلِّ الخَطايا الأخرى، وللتّصرُفِ بِالطريقةِ الصَّحيحة في جَميعِ الحالات وعدم الرُضوخ للشَّيْطان والاستسلامَ لهُ بأي حالٍ من الأحوالِ. كن قنوعاً، لأنّ الحُصولَ على القَليلِ في هَذهِ الَحياةِ، أفضلُ من أن تَبيعَ نَفسك للعدوِّ (متى 16: 26). لذلك، لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. (1 كورنثوس 10: 13) فكافِح؛ وسُوف تَحصُل على مُكافأة إلى الأبد!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز