-
-
"وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً، لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً (1كورنثوس 1: 23).
كانَ في أيامِ الرّسُولِ بُولسَ، كما في مِثل أيامِنَا هَذه، هُناك أُناسٌ كَثيرونَ يُؤلفونَ أشياءً رُوحِيةً. وكُلُّ واحدٍ منهُم كَان مُهتماً بِنجاحهِ فقط، والتبشرِ بِما يَرونهُ مُناسِباً. فَالعقلُ البَشري هُو ذَاتهُ لمْ يَتغيّرَ، وفي أيَامنَا الحَاضرةَ رأينَا أشَخاصاً خَلقوا تَعاليمَ غيَر َمعَقولةٍ، ويُؤكدونَ أن هَذه التَعاليم قدْ أعطاهَا لهُم الرَّبُّ لكي يَنقلوها إلينا. وليْس لدَينا أي شكٍ، لأننَا نَعلمُ كيفَ ينبغي أن يَكونَ العملَ الذي قدْ دَعانا الرَّبُّ للقيامِ بهِ.
فمن الحِكمةِ أن يَهربَ أبناءَ الله من الخِداعِ الدّيني. يَعلمُ الشَّيْطانُ أنهُ لا يَستطيع عَرقلةَ عملِ الرَّبِّ سُبحانهُ، وأن أبوابَ الجَحيمِ لنْ تقوى على كَنيسةِ يسُوع. قدْ تقودُ النَوايا الحَسنة أشَخاصاً، حتى لتأليفِ تَعاليمٍ خَاطئةٍ ومُحاولةُ التبشيرِ بِها في العَالمِ. ولكِن، مَا هي الرّسالةُ التي أمَرنا يَسوعَ أن نَكرزَ بِها؟ أنهُ صُلبَ ومَاتَ من أجلِ خَطايانا - وهَذا هو الشَّفاء من كُلِّ الأمراضِ والحلُّ لكُلِّ المَشاكل. فَيجبُ عَلينا أن نَكرزَ بِرسالةِ المَسيحِ المَصلوب، حَتى نَتمكنَ من قِيادةِ النَاسِ للمُشاركةِ في مَلكوتِ الله، الذي جَاء بِموتِ يسُوع على الصليب وتغلُبِهِ على قوَّى الظلامِ.
يَحتاجُ البَشرُ أن يَعرفوا قوَّة الرِسالةِ الصَحيحةِ، لأنهُ ليْس هُناك وسِيلةٌ أخرى للإيمانِ بالله إلا من خِلالها. لأنهُ مَكتوبٌ، بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاء الرَّبِّ (العبرانيين 11: 6). وبِعبارةٍ أخرى: يُمكنُ للرَّبِّ أن يَعمل في حَياةِ الذين يُعانونَ، ولكِنْ، فقط إن فَهموا سَببَ عَملهِ. والتبشيرِ بِرسالةٍ أخرى، يَجعلُنا نَقودُ شَعبَ الله في الطريقِ الذي لا يُرضيهِ.
فالمتدينونَ يَتعثرونَ بِسببِ بَساطةِ الإنجيلِ. ولقرونٍ عِدة، اِستطاعَ الشَّيْطانُ أن يَجعلَ الوعَاظ يُغيرونَ تَعاليم الكِتابِ المُقدسِ، بِأشياءٍ مُعقدةٍ لمْ ولنْ تُساعدَ أبداً أي شَخصٍ. والإنجيلُ فَقط، بِقوَّةِ الرُّوحِ القُدس، سَوفَ يَقودُ الأسرى للحُرية. والرَّبُّ يَعملُ فقط حَيثُمَا يُوجدُ إيمانٌ، وذاك يَأتي بِسماعِ الكلمة، وليْس بالإصغاءِ إلى الأشياءِ الغَريبةِ والمُصطنعةِ التي اِخترعهَا أحد أو مَجموعةَ أشخاصٍ ( رومية 10: 17؛ أفسس 4: 13-14).
يَعتقدُ الحُكماء أنهُ من الحَماقةِ أن نقولَ إن الرَّبَّ يتدخلُ في حَياتنِا ويَصنعُ المُعجزات. ولكِنْ، هَذا ما تُعلنهُ كلمةُ الرَّبِّ، لأن هَذهِ هي الطَريقةُ التي تَصرف بِها في المَاضي، ولقدْ وعد يسُوع أن كُلَّ من يُؤمنُ بِهِ فالأعمالُ التي عَملها يَعملها هُو أيضاً (يوحنا 14: 12). لِذلك، لا تخف من القولِ بأنَ الله كانَ في المَسيحِ، ولأننا فِيهِ، فَهو فِينا (2 كورنثوس 5: 19- 20). وباختصارٍ، إنّ الإنجيلِ هُو قوةُ اللهِ (رومية 1: 16).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز