-
-
كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ (رسالة كورنثوس الأولى 5: 9).
لا أحدَ يزّني عنْ طَريقِ الصُّدفةِ. والشّخصُ الذي يَسقطُ في أيةِ خَطيئة قدْ تَغلّبَ عليهِ العَدوُّ. وأولئك الذينَ يَزّنون يَكونونَ بَعيدينَ عنْ الرَّبِّ، وسَوفَ يَستمرّونَ هكذا، حَتى يَندمونَ حَقاً، ويعترفونَ بخطاياهُم ويَتوبونَ، وبذلك يَحصلونَ على غُفرانٍ من الرَّبِّ. أمَا الذي لا يَندم، سَوف يَمكثُ في العَذاب الأبدي. فالزِّنا بِجميعِ أشَكالهِ هو اِنتصارٌ للشَّيْطانِ على حَياةِ أولئِك الذينَ يَقومونَ بِهِ.
تُحذرنَا الكلمةُ أنّ الشَّيْطانَ يَجُولُ مِن حولنا مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ (1 بطرس 5: 8)، ولتحقيقِ أهدافهِ، فَهو يَقدمُ إغراءات، وإن لمْ يَرفُضها الشَّخص، فإنهُ سَيرسلُ شَياطينهُ للسَّيطرةِ عَليهِ. وفي لحَظةً واحدةً يَكونُ تَحتَ سَيطرتهِ، ويَتصلبُ قَلبُ الشَخصِ ويَبدأ في التَفكيرِ بأنهُ لا يُوجد أيّ خطأ في اِستعمالِ جَسدهِ كمَا يَرى أنهُ مُناسِب. ولذلك، كُلّ من يُسلمُ نَفسهُ لأي خَطيئةٍ يُصبحُ عَبداً لهَا، وبَالتالي هُو من الشرِّير.
يَستخدمُ الشَّيْطانَ أولئكَ الذينَ هُم تَحتَ سَيطرتِهِ، ويُسيءُ مُعاملتهِم. قدْ رأيتُ قِديسينَ للرَّبِّ يَتحولونَ إلى أسوأ عَبيدٍ للأرواحِ الشرِّيرةِ. وخُدامٍ للشرِّ، ليْس لدَيهٍم إرادةٌ حُرّة، يَفقدونَ القوَّة التي لهُم، ويؤمنونَ بأنّ مَا يفعلونهُ هو أمرٌ طَبيعي. فَالشَّيْطان هُو مُدرِّبٌ سَيئ، لأنهُ يُعاملُ أولئك الذين يَتبعوهُ كعبيدٍ بأبشعِ الطُرقِ المُمكنةِ.
والشيء الأكثرَ حُزناً هو مَعرفةُ أنّ هَؤلاءِ الأشَخاصِ لا يُهينونَ فَقط أجَسادهُم، لكِنهُم سوف يُجربونَ المَوت الثَاني. وكخُدام للمُصالحة بينَ الرَّبَّ وبَني البَشر، يَجبُ أن نَجتهد، ونُكرّسُ أنفُسنَا للرَّبِّ، ونَتأمل في كَلمتِهِ، لكي نَحصُل منهُ على التَوجيهٍ المُناسب لمُساعدةِ الضَائِعين. وبَالوحي الإلهي، سَوفَ نَحصُل على إمكانيةِ حَملِ الخَلاص للتُعساءَ الذينَ وقَعوا في شِباكِ الشَّيْطانِ.
كُلنا أبناءُ الرَّبَّ، ويَجبُ أن نَتعلمَ أن تكُنْ ثِيَابُنا فِي كُلِّ حِينٍ بَيْضَاءَ (سفر الجامعة 9: 8). يَجُول الشَّيْطانُ مِن حَولنَا طِيلة الوقتِ، وإذا وجَد أننا مُلطّخَون بِالخطيئةِ، سوفَ يدخلُ إلى حَياتِنا. لذلك، لا يُمكنُ أن نُعطيهِ الفُرصةَ ليكونَ سَيّداً على حَياتِنا. لأنّ طَبيعتهِ الشرِّيرة سَتُحوّلُ حياةَ أولئك الذين يَتبعونهُ إلى الجحيمِ. والشّيءُ الصَّحيح هو عَدمُ الاستسلامِ لإغراءاتهِ.
كَلمةُ الله واضحةٌ: لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ (1كورنثوس5: 9-11). وإذا كَانت لكَ عِلاقةٌ بِمن هُم في نَفسِ الحَالةِ، سَتكونُ مُتمرِّداً، وحَياتُك لنْ تَكونَ هي نَفسُها. بَينمَا يُمكنُكَ الاعلانُ عنْ خِطةِ الله لهُم، وأن تَتشفّع مِن أجلهم إلى الآبِ، حتى يَعودوا إلى الطَريقِ، ولكِنْ لا تُخالطهُم أبداً، لأن الذي يَتخذُ الشَّيْطانَ كَسيّدٍ. قدْ يَستعملهُ العدوُّ لكي يُؤذيك. ومن يُطيعُ الكَلمةَ يُبرهنُ على محبته للرَّبَّ (يوحنا 14: 21).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز