-
-
" لِذَلِكَ نَئنُّ وَنَحنُ فِي هَذا المَسكَنِ مُشتاقينَ أنْ نَلبَسَ مَسكَنَنا السَّماوِيَّ" (1 كورنثوس 5: 2).
نَحنْ لن نَنعمَ بِالسّلامِ الكامِل هُنا في هَذا العَالم. سَيكونُ عَلينا فَقط مُواجهةُ الصِّراعات والوقوف ضدّ الخطيئة وقوى الشّر، وبَعدهَا سَنلبَسُ مَسكننَا السَّماوِيِّ. حَذرنَا السَيدُ المَسِيح وقَال سَتُواجِهُونَ ضِيْقاً فِي العالَمِ، لَكِنْ تَشَجَّعُوا فَأنا قَدِ غلبتُ العالَمِ (يوحنا 33:16). نَحنُ أيضاً عَندمَا نَستخدمَ إيَماننا والسُّلطان المَمنوحَ لنا في اِسمِ الرَّبِّ يُمكننَا التَغلب عَليهِ.
إنهُ ليْسَ سَهلاً ولا سارّاً أن تَتعرّضَ للإغراء. والشَّيْطانُ لا يَرحمَ، ويَستخدمُ كُلَّ الوَسائلِ المُتاحةِ لدِيهِ لإخراجِنا من مَحضرِ الأبِ القُدوس. وقدْ خَاضَ جَميعُ القِديسين هَذهِ الحَرب على مَرِّ العُصورِ. وجَرّبَ يَسُوع ذلك أيضاً.
بَمجرّد أن يُطرحُ الشَّيْطان ومَلائِكتهِ في بُحيرةِ النَار والكبريتِ ليَحترقَ طُوال الأبَديةِ، سَيسودُ قِديسي الله العَدل، ولنْ يَكونَ هُناك المَزيدُ من المَشاكلِ مِن العَدوِّ، وسَيكونونَ أحراراً إلى الأبدِ، مِنهُ ومن أكاذِيبهِ. إذن، كُلما تَعرّضتَ لأي إغراءٍ من العدوِّ، يَجبُ عَليكَ التَعاملَ مَعهُ وفقاً لمَا تَقولهُ تعليماتُ الكِتابِ المُقدّسِ، وبِذلك تَستطيعُ حِمايةَ نَفسكَ. فالرَّبُّ يَعرفُ كَيفيةَ حِفظِ أولئِكَ الذينَ يَنتمونَ إليهِ أمِنين وسَالِمين.
عِندمَا يَتعرّضُ أحدٌ مَا إلى نُوعٍ من الإغراءِ، لا يَجبُ عَليهِ الشُعورُ بالإحباطِ، لأنّ هَذا ليْسَ خَطيئةٌ. لكن عَليهِ الذَهابُ إلى الله والاعترافُ له بِما شَعر بِهِ. أمَا إذا أفسحتَ المَجالَ للإغراءِ، فَعليكَ أن تسألَ الله الغُفرانَ، وَقاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ (يعقوب 4: 7). وهَذا مَا فَعلهُ المَسيح عِندمَا واجهَ الشَّيْطان في التَجربةِ في الصَّحراء وفي مُناسباتٍ أخرى. فَالسّيدِ لا يُخطئ ليُجرّبَ. ولكنهُ قدْ أظهرَ لنَا كيفيةَ التصرّفِ قبل أيةِ حَالةٍ: وذَلك بِتوبيخِ الشَّيْطانِ بِاستخدامِ كَلمةِ الله.
الإغراءُ هُو فَخٌ الشَّيْطانِ الأكبر، وعِندمَا تشعُرُ بهِ، يَجبُ عَليكَ أن تخَشى الرَّبَّ. يَستخدمُ الشَّيّْطانَ كُل قُدراتِهِ، وهو لا يَلعبُ بعَدلٍ أبداً. عَليك أن تَكونَ قَادراً على التَعاملِ مَع فِخاخهِ الشِرِّيرةِ وتَطلُب المُساعدةَ مِن السَّماء فَقط. وهَكذا، في الصَّلاة الرَبانية "أبانا"، يُعلمنَا يَسوعَ أن نَسألَ الله أن لا يُدخلنَا في تَجربةٍ. أنهُ غَيرُ مُجدي أن تُخبرَ الآخَرين بِأنكَ تَتعرَّضُ لتَجربةٍ. فَبمجرَّدِ أن يَنتشرَ الخَبر سَوفَ يَكونُ هُناكَ دَائماً من يُذكركَ بِأنكَ قدْ سَقطتَ. فَنشُكرُ الله أنهُ لنْ يَحُدثَ ذَلك، حِينمَا نَلبسَ مسكِننَا الأبدي.
السّرُّ هُو الوقُوفُ بِثباتٍ والتَمسُّك بالوعُود الإلهيةِ وعدمُ الاستِسلامِ أبدا لأيِّ إغراءٍ. ولكنهُ عِندمَا يأتي يَجبُ أن ننتهِرهُ فَوراً. أولئِكَ الذينَ يَسمحوا لأنَفُسهم أن يَقعُوا في الإغراءِ، سَيلحقُ بهُم الضَّرر، ليْسَ فَقط في إيمانهِم ولكِنْ أيضاً في عِلاقتهُم مع الله.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز