فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. (متى19:9)

عندما أجاب يسوع على طلب يايرُس - أحد حكام المجمع - علَّمنا وجوب الإستعداد دائماً للإستجابة على الطلبات المقدّمة إلينا. لم يكن يايرُس تابعاً للسيّد، ولكن بسبب حدوث حادث خطير في بيته، ذهب إلى الرّب ليطلب تدخّله.

لم يناقش مخلّصنا إن كان هذا الرّجل يؤمن به أم لا عندما جاء إليه يايرُس، كان يُظهر بالفعل إيمانه به. إلى جانب ذلك، لم ينقِّب سيِّدنا في حياته الماضية لأنه عندما يسعى شخص لله، يقرِّبه إليه ويغفر له بشرط أن يؤمن به.

هذا الأبُ اليائس طلب من أجل ابنته التي كانت على وشك الموت. ترك الرَّب كلَّ شيء كان يفعله على الفور وذهب معه. إنَّ استعداد مخلِّصنا أمرٌ هامٌ جداً: يجب ألا نرفض تقديم المساعدة لأيِّ شخصٍ يلجأ إلينا. لسنا مشغولين أبداً لدرجة أننا لا نستطيع مساعدة إنسانٍ ما أو نقول له أنَّ الأوان قد فات، أو أنّنا سنتحدَّث معه في وقتٍ لاحق.

بما أنّ يسوع كان منقاداً بالرّوح القدس، شعر في قلبه أنّ ذلك هو الوقت المناسب ليذهب مع هذا الأب الذي يمرّ في محنةٍ. يا لها من رحلةٍ جميلة نبدأ بها مع أولئك الذين يأتون إلينا للحصول على مساعدة! ولكن، خلافاً لربِّنا، لدينا في كثيرٍ من الأحيان شيئاً أكثر أهمية للقيام به والذي لا يعطي المجد الحقيقي لأبينا ولا ينتج معجزة - فالمعجزة من شأنها أن تنقِذ ليس حياة فرد فقط أو أسرة ولكنّها تجعل الآخرين يستمعون إلى يسوع و يعطونه المجد.

يجب أن نحوِّل حياتنا ووقتنا إلى شيء من شأنه أن يمجّد الرَّب في كلِّ وقت. يمكن أن يستخدمنا الرّوح القدس إن سمحنا له بذلك. فالله لديه خطة للبشرية وتمَّ اختيارنا لتحقيقها إن كنّا طائعين، وسوف يستخدمنا أبانا لمجده. وعندئذٍ سنرى الكثير من النِّعم التي كُشِفت مسبقاً، ولا أحد يعتقد أنّها ستحدث.

في حكمته، الله الذي درّبني لأكتب لك لديه الكثير من الخطط الصّالحة التي أعدّها كي يحقّقها. وهذه الخطط سوف تجعلك تشعر بالرّضا ومن شأنها أن تعطيك الكثير من الأرباح الأبدية.

لذلك، لا تفشل في تنفيذ ما كنت قد كُلِّفت القيام به. خطة العليّ لحياتك هائلة ورائعة! قال يسوع: ⁴⁷وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا." (لوقا47:12). فأنا لست مهتماً بالعقاب. بل بالمكافآت، وفي التعويض الإلهي.

في ذلك اليوم أريد أن أقف أمام الرَّب، عالماً أنني لم أفعل إلاّ ما قيل لي - وربما لم أفعل تماماً كما يجب- عالماً أنَّ الله سوف ينظر في وجهي في عيوني قائلاً^: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ (متى 25: 21). كُن دائماً على استعدادٍ لخدمة الله لخيرِك ولسعادتِك.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز