-
-
"مَخَافَةُ الرَّبِّ تَزِيدُ الأَيَّامَ أَمَّا سِنُو الأَشْرَارِ فَتُقْصَرُ" ( أمثال 27:10)
لمَاذا لا نَستفيد من الأيامِ التي يُعطينَا الرَّبُّ إياها على وجهِ الأرضِ؟ إنها قَصيرةٌ - ٧٠ أو ٨٠ سنة – ورُبما، بِالنسبةِ للبَعض قدْ تَكونُ أكثرَ قَليلاً، لأن الكلمةَ تَقولُ أنها يُمكنُ أن تَزيد أو تَقل. ومخافةُ الرَّبِّ تَجعلُ السِنينَ تزيدُ، وعَدمُها، يَجعلُها تتضاءل . وهَذا الخِيار في يِدِ الإنسان! والحُكماء يَعيشونَ أطول وأفضل، أمَا الذين يَسلكونَ في الخطيئةِ، يَعيشونَ حَياةً أقصر وأسوأ.
أحترمُ خَالقنَا هُو أقل ما يُمكننَا تَقديمهُ للرَّبِّ، لأنهُ الخَالِق، ويَنبغي عَلينا إطاعةُ كلمتهِ فيما تقولهُ - كلمةُ الله -، بالمقارنةِ بأيةِ كلمةٍ لدينا. وعِندمَا يَتكلمُ الرَّبُّ، فَقط الحَساسَ يَنتبهُ لكلامهِ. وعَدمُ تنفيذِ مَا يَقولهُ الرَّبُّ لنَا هو بِمثابةِ إعلانٍ لعصيانهِ والتمرُدِ عليهِ والخُضوعِ للعدوِّ. وجَميعَ أولئك الذينَ بغوا ولم يسمعوا ما قيل لهُم في المَاضي، اِزدادت مُعاناتِهم، لأن الشَّيْطان في ذَلك الوقتِ تَسلطَ عَليهم.
الكثير من النَاس ليْس لهُم القُدرةَ على الاعترافِ بأن الشَّيْطانَ جَعلهُم يَعصونَ الله، وأنتصرَ عَليهم. ولكِنْ، لأنهُم لمْ يَخضعوا للرَّبِّ تَماماً، فهُم لم يُثبتوا فيه. ولِذلك، مَا أتعسَ ذَلك اليَوم في حَياةِ أي اِنسانٍ، عندمَا يُقررُ السيرَ في الطريقِ الخطأ. وينقطعُ صَوتُ الله عَنهُ، الذي كانَ يُحذرهُ من الخَطر، ويمنعهُ من الاستسلامِ للشَّيْطانِ، وأنهُ يَخطو سَريعاً نَحو الدمارِ. فلمَاذا رُوح الضلالِ يَقود أبناءُ الرَّبِّ؟ لماذا يَعودُ القديسين إلى الزنا؟ لمَاذا يتصرفُ المَسيحي بعدمِ شرفٍ؟ فبالكذبِ أو بأي خطيئةِ آخرى، ومَهما كانَ مَا يَشعرونَ بهِ من مُتعةٍ وسرورٍ، فلا يَنبغي مُمارستها، لأن مُعاناةَ العذابِ الأبدي، وهو ثَمنٌ بَاهظٌ جداً.
يُريدُ الله أن يَعيش أبناءهُ بطريقةٍ جَيداً، ويَكونوا سُعداءً ويَستمتعوا بالأفضلِ من عندهِ . ولكِنَّ، أولئك الذينَ لا يَتقونهُ لنْ ينالوا ذَلك أبداً. فعدمُ مَخافةِ الله العليِّ يَعني مُمارسةُ أسوءِ الشرورِ، لأنه صَالح ولنْ يَطلبَ مِنا شَيئاً أبداً قدْ يُسببُ لنا الآلم أو التَضحيةَ . ومَا يُوجهُنا الآبُ للقيامِ بهِ هو فوق كُلِّ شيءٍ، ومَهما كانَ هَذا الطلبُ، فإنهُ سَوف يُؤدي إلى فَائدةٍ كبيرةٍ بالنسبةِ لنا.
وسَوف يُرى الأشرارُ كم هُو مُؤلمٌ خِيانةُ ثِقة ذَلك الذي، بِالإضافةِ إلى أنهُ أبانا، فهو الصَديقُ الوفي. ولأنهُم اعطوا الشرِّير الفُرصةَ، وهو لنْ يُفوتهَا من أجلِ تنفيذِ نوياهُ الشرِّيرةِ. وبَعد كُل هَذا فإن الشَّيْطانَ، قَلبَ الشرِّ ويَتفوقُ في الأفعالِ الإجراميةِ التي تُسببُ المُعاناةَ الكبيرةَ لأولئِكَ الذين يَخرجونَ من تَحت مَظلةِ العِنايةِ الإلهيةِ .
أخي، اِتخذ الطَريقَ الصَحيح ولا تَدع أي شيءٍ يَمنعُك مِن أن تكون لكَ شركةٌ مع إلهُ الأنورِ. الذي ليْس فِيهِ شرٌ ابداً، وبذلك قدْ تَكنْ شَاهِداً على مَدى صَلاحُ الرَّبِّ إلهُنا.
محبتي لكم في المسيح
د. ر.ر.سوارز