-
-
"وَلَكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ" (فيلبي 24:1).
ليْسَ دَائماً كُلُّ ما يُعجبُنا أكثرَ مِن غَيره هُو ما يَجبُ عَلينَا فِعلُهُ، فعلى سَبيلِ المِثالِ، يَجبُ أن نُفكر في أولئِكَ الذين لمْ يَنمو في الإيَمانِ -، وهَذا بِالمُناسبةِ إحدى رَسائِلِ يَسُوعَ. والذي يُكرسُ نَفسهُ مِن أجلِ أولئِكَ الذينَ يَحتاجونَ المُساعدةِ، يجدُ الرَّبَّ بِجانِبهِ في أي وقتٍ، وهذا يَضمنُ لهُ النَجاحَ في كُلِّ المَعاركِ.
نعمل نحن من أجل الرب عندما نعمل من أجل المحتاجين – ولا يزال هناك الكثير الذي يجبُ أن نفعلهُ من أجلهِم، (متى31:25-46).حَتى عِندمَا نَتلقى كَلمةٌ من السَماءِ، يَجبُ أن نُشاركهُم بِها؛ إلى جانبِ ذَلِك، فَمِن الجَيدِ دَائماً أن نَتذكرَ الذينَ يُعانونَ ونُباركُهُم بِصلواتِنَا، مَعَ العلمِ، بأننَا نُحققُّ الهَدفَ، إذا فعلنَا ذَلِك سراً. إخوتِي، إذا كُنتَ تَقومُ بِخدمةٍ لكلمةِ الرَّبِّ، فَلا تَنسى الصَلاةَ مِن أجلِ شَخصٍ قدْ يَكونُ بِحاجةٍ إلى مُساعدةِ الرَّبِّ . وهَذا يُهمُ الآبَ أكثرَ مِن تَقديمِ المُساعداتِ الكثيرة في الأماكنِ العامةِ للحُصولِ علي التَميُزِ.
نَقرأُ في هَذهِ الرِسالةِ، قَرر بُولسَ الرسُول بالبقاءِ في الجَسدِ. عَلى الرُغمِ مِن أنهُ كانَ يُعلمُ أن الرحَيلِ للقاءِ المُعلمِ أفضلَ، لكنهُ رأى أنهُ مِن الأفضلِ تَكريسُ حياتهِ من أجلِ الأخوةُ في فِيلبي، وأن يُصلّي مِن أجَلهِم، فَقررَ أن يَبقى في الجَسدِ. وبَالطبعِ هُو لمْ يَعني أنهُ يُريدُ أن يَموت، لكنهُ على مَا يَبدوا أن الرَّبَّ عَرض عَليهِ هَذينِ الخيارينِ، أن يَنطلقَ أو يَظلَ. وقررَ بُولسَ الرسُول تأجيلَ رَحيلهِ، من أجلِ أن البَقاءِ مع الذينَ ولدوا ثَانيةً في المَسيحِ ويَحتاجونَ إلى مُساعدتهِ.
اليَوم، هُناك العَديدُ من الناسِ بِحاجةٍ إلينا أيَضاً، وأفضلَ ما يُمكننا القَيامُ بهِ من أجلهِم هو تَكريسُ أنفُسنَا لله، وطلبُ حُضورهِ وإعلاناتهِ من أجَلهم، وخدمتهم. والذي يُقوّي ضِعافَ الإيمان ويُساعدهُم على أن يَكونوا مُنتصرين، هُو في الحَقيقةِ يَفعلُ الكثير. فَفي الوَاقعِ، في كُلِّ مَرةٍ تُقيمُ فيها مُحتاجاً، تنال بركةً مُضاعفةً.
بِتكريسِ جُزءٍ مِن وَقتنَا لتَقديمِ المُساعدةِ لشَخصٍ مَا بِرسالةٍ إيجابيةٍ أو صَلاةٍ، نَحنُ نَتصرفُ مِثلَ بُولسَ ومِثلَ ربَنَا يَسُوعَ أيضاً، الذيَ كانَ يَقضي الليالي يَتشفعُ، ويَستيقظُ مُبكراً ليَصرُخَ للآبِ من أجلِ المَساكينَ.
نَعملُ نَحنُ من أجلِ يَسوعَ عِندما نَكسي عَرياناً بِالرّداءِ الإلهي، ونُعطي كوباً من المَاء الباردِ للعطاشِ، ونُطعِمُ الجِياعَ بِخُبزِ الحَياةِ، ونَزورُ المَرضى، أو عِندما نُشجعُ أولئك الذينَ تمَ التَخلي عَنهُم وتُرِكوا وحِيدين. فَنحنُ نَفعلُ ذَلك ليسُوع، وهُو سَوفَ يُكافئنَا في النِّهايةِ. لذلك، فَكِّر في ذَلك.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز