-
-
"فَإِذاً كلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَاباً لِلَّهِ" (رومية 14: 12).
الله أزلي، وآمَا نَحنُ كَبشر لا نَستطيعُ مَعرفتهُ كُلياً طَالما كُنَا في الجَسد، لكِنْ في يَومٍ مَا، في الأبديةِ، سَوف نَعرفهُ كُلَّ المعرفةِ، نحنُ الذينَ نِلنا الخَلاص (1كورنثوس12:13). ولأنهُ خَلقنَا على صُورتهِ فَنحنُ قَادرونَ على التَمييز بَين الخَطأ والصَوابِ(سفر التكوين ١ :26)، ودَائماً يُخبرنَا ضَميرنَا إذ كانَ ما نَفعلهُ يُرضي خَالقنَا أم لا.
ليْسَ لنَا سِيادة على أنفُسنا. وهَذا يَعني أننا لا نَستطيعُ أن نُقررَ المِعيارَ الأخلاقي الذي سَنتبعهُ؛ ومَا عَلينَا فِعلهُ فَقط هُو الخُضوعَ لتوجِيهاتِ الرَّبِّ الإلهِ، لأنهُ خَالقُنا، ويَجبُ عَلينا فِعلُ مَا يُرضيهِ. وعندما يَمنعُ عنَا أشياءً مُعينةً نُريدُهَا بِشدة، فَهذا مِن أجلِ مَصلحتِنَا. ولأنهُ قُدوسٌ، وحَكيمٌ، ومِن صِفاتهِ الكَمال، يُحذرنَا الرَّبُّ من عَدمِ القِيامِ بأشياءٍ مُعينةٍ؛ وإذا فَعلناهَا، سَوفَ تُبعدنَا عنهُ وسَنقعُ في يدِّ العَدوُّ.
لِأَنَّهُ لَابُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ ٱلْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِٱلْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، (2 كورنثوس 10:5) خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا، وسَوفَ يَتم عرضُ أعَمالنَا كُلَّها، وعِندَ الحُكم لنْ يَكونَ هُناك شَفقةٌ أو رَحمة ولا غُفران. لِذلك، فالذينَ يَتصرفونَ بِحكمةٍ يَجبُ أن يَذهبوا الآن إلى الله، ويَعترفوا بِأخطائِهم ويَحصُلونَ منهُ على الغُفرانِ، لأنَّ الرحمةَ مُتاحٌ الآن؛ لكِنْ، فِي ذلك اليَومِ العظيم، ليْسَ هُناكَ شَيءٌ سَوفَ يُساعِدُنَا. وسَوفَ يُحكمُ عَلينَا من خِلالِ ما فَعلناهُ أو مَا لم نَفعلهُ مِن كَلمةِ الله.
سَيتمُ الكشفُ عنْ أفكارِنَا في الدَينونةِ. وكُلُ مَا قِيل أو مَا أتفقَ عَليه دَاخل المَكاتِبِ، سَوفَ يَتم الإعلانُ عَنهُ بِصوتٍ عَالٍ، والاتفاقاتِ السِريةِ، وعِلاقاتِ الحُبِ المُحرمةِ، والخِيانةِ، والكَذبِ، وكُلُّ خِططِ الشَّيْطانِ التي نَفذهَا أحدٌ في الخَفاءِ ستُجلبُ إلى النورِ. كَثيرونَ يُكذبونَ ويخلقونَ الأعذارَ للتخلُصِ من إدانةِ أي شَخصٍ، لكِنْ، في اليَومِ الأخير كُلُّ شيءٍ سَوفَ يُكشفُ عنهُ بِالكاملِ، وسَوفَ تَكونُ الإدانةُ وفقاً للخطأ الذي اِرتكبوهُ.
لا شَيء سَيكونُ مَحجوباً، حَتى نَوايا القلبِ سَتظهرُ. والضَحايا سَيُشاهدونَ مُباشرةً وبالألوانِ، كُلَّ الحِيلِ والاتفاقياتِ التي تَم تَنفيذُهَا لخِداعِهم. فَالقاضي العَادل لنْ يَكونَ رَاضياً؛ ولأنهُ لنْ يَكونَ فيها رَحمةٌ ولا شَفقة، فَالذينَ عَاشوا في الخَطيئةِ سَيُحاكمونَ كَمُجرمين ويُدانون للأبدِ. لِذلِك، فَمن الأفضلِ لكَ أن تَتخلصَ مِن عَدُوك وهُو في الطريقِ إليكَ!
الخَطيئةُ وكُلَّ مَنْ يُمارسُهَا، أياً كانَ نَوعُهَا، سَوفَ يُدانُ على أعَمالهِ التي لمْ يَعترفُ بِها ولمْ يُصلحهَا عِندما كَان حَياً. كمْ مِن أشخاصٍ يُخبئونَ أخَطائهُم عنْ شَريكِ الحَياةِ، وعنْ صَاحبِ العملِ وغَيرهُم؟ فَويلٌ لهُم جَميعاً، لأنَّهُم سَيُدانونَ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز