-
-
"لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا" (1 تسالونيكي 20:2)
يَجبُ على الرّاعي رِعايةَ خِرافهِ بمسؤوليةٍ. وكُلِّ خادمٍ في حقلِ الرَّبِّ دُعي لمُساعدةِ السَيد في رِعايةِ القَطيعِ الإلهي. قدْ لا نَكونُ الأفضلَ لكِننا مَسؤولونَ عنْ النُفوس المُوكلةُ إلينا. مِثلَ دَاود، يَجبُ عَلينَا مُحاربةَ الأُسودِ والدُببة التي تَأتي لتتزِعَ بَعضَ الأغَنامِ من أيدينا (1صموئيل 17: 34-37). قالَ الرَّبُّ يسُوع الَّذِينَ وَهَبْتَهُمْ لِي، رَعَيْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاكِ (يوحنا 17: 12). عَلينا أن نُنجزُ هَذهِ الوَصيةَ بِمسؤوليةٍ!
يَجبُ أن لا تَكونَ خِدمتُنا تَباهِي، ورغبةٌ في السَّيطرةِ، بل نَحنُ مَدعوون أن نَكونَّ خُداماً للجَميعِ. نَحنُ مِثل الآباءِ الذينَ يَسهرُون طِوالَ الليلِ يُراقبونَ أطفالهُم. تَماماً مثل الآباءِ الصَالحين الذينَ يَعملونَ لتَلبيةِ اِحتياجاتِ أولئِكَ الذينَ ولدوا في أسَرِهِم أو أولئِك الذينَ اِنضموا إليهم. فالرُعاة الجَيدين لديهم نَفسَ المُهمةِ. وإذا لزِم الأمر، فٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ (يوحنا 11:10).
وَاجبُنا أيضاً أن نقودَ قَطيعَ الرَّبِّ للاستلقاءِ في المَراعي الخَضراءِ بِجانبِ مِياهِ الراحةِ (مزمور 23: 2). يَجبُ علينا أن نُراقبهُم وهُم يَتغذونَ ويَستريحونَ في الظِل. والمُحزنُ أن يَأتي "ذِئبُ الشَهواتِ" ليَأخُذ أحدُ أغنامِنَا، بل والأسوأُ مِن ذَلِك عِندمَا يَستسلمُ خَادمَ الربِّ والمَسؤولُ عنْ القَطيعِ نَفسهُ لهُ. يَجبُ أن نُفكر في مُهِمتنَا!
سيُعاني كثيراً أولئِك المُتهورون، الذينَ يَرتكبونَ الخَطيئةَ ويَنجرِفونَ بَعيداً عنْ الرَّبِّ، فلا يُمكنُ للرَّبِّ المَسِيرَ مع منْ يَعقدونَ الاتفَاقِيات مع العَدوِّ، ويَفعلونَ مَا يُريدهُ مِنهم. لنْ يَكونَ هُناك أي عُذرٍ للخَادمِ الغَيرِ مُخلصٍ، وذَلك لأن الكِتابَ المُقدسَ حَددَ الكيفيةَ التي يَجبُ بِها التَعامُل مع النَاسِ، لذِلك، يَجبُ على خُدامِ الرَّبِّ قَضاءُ سَاعاتٍ في قِراءةِ الكَلمةِ والتَأمُلِ فِيها، والعَيشُ بِهَا يوماً بَعدَ يَوم.
إساءةُ التعامُلِ مع الخِرافِ هو خطأٌ كبيرٌ. تَشبيهُ الخِراف واقعي: فالخراف لا تَعرفُ إلي أين تَذهب، ؛ ولا تَعرفُ إن كانَ هُناكَ خَطرٌ يِقتربُ مِنهَا، وهَذا هُو السَّببُ في أن الرُعاةَ لا يُمكِنهُم أن يُهملوا أمرَ الحِفاظِ عليهَا، ومُراقبتهَا طُوالَ الوَقتِ. لأنهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ (إرمياء 10:48).
يَجبُ عَلينَا ألا نَسعى لمَجدِ خِدمتِنا، كالسَعي لمَجدِ هَذا العَالم. فالسِياسيون يُحبونَ أن تُذكرَ أسَمائهُم دائماً. والفنَانين وأشخاصٌ آخَرين، يَسعونَ لأن يَكونوا مَحطَ أنظارِ واِهتمامِ الجَميعِ. ولذَلِك، فقدْ نَبَهَ الرَّبُّ خُدامهُ، بِأنهُم وضِعوا في العَالمِ مع حُثالةِ المُجتمعِ، وإنهُم سيُضطهدونَ مِن أجلِ مَلكوتِ الله (متى 11:5). فَمجدُنَا هو أن نَرى قَطيعَ الرَّبِّ يَنمو بِشكلٍ صِحِي ويَزدهر ويَعيشُ بِقداسةٍ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز