-
-
"اَلْحَقِيرُ وَلَهُ عَبْدٌ خَيْرٌ مِنَ الْمُتَمَجِّدِ وَيُعْوِزُهُ الْخُبْزُ" (سفر الأمثال 9:12)
التَواضع هُو واحدٌ من أهمِ الصِفاتِ التي يُريدُ الله أن يرهَا في أولادِهِ،. وعلى الرُغم من أنهُ يقومُ باستخدامهم على نِطاقٍ واسعٍ، إلا أنهُ لا يُمكننَا الاعتقادَ بأنَ هَذا بسبب ما نمتاز بهِ، وإنمَا لأنهُ جُزءٌ مِن خِطتهِ. ويَفتخرُ الرَّبُّ بكُلِّ شيءٍ نَفعلهُ بِاسمهِ، ويُجبُ أن يأخذَ كُلَّ المَجدِ. وفي كَثيرٍ من الأحَيانِ، لأننَا أدواتٌ للرَّبِّ يَستخدِمُها، نَعتقدُ أنهُ بإمكانِنا فِعلَ مَا نُريد، ولكِنَّ هَذا غيرُ صَحيحٍ - قليلٌ مِن التَواضُعِ، يَصنعُ الخَيرَ الكثيرَ.
سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ (أعمال 8: 1). وهَذا لا يَعني أنهُ لدَينا مِسحةٌ بِبعضٍ من الزَيتِ، الذي يَنسكبُ في كُلِّ وقتٍ مِن حَولنَا، ولكِنْ، يَعني أنهُ لدَينَا سُلطان وجُنودٌ تَحتَ قِيادتنَا. إذا قُلنا لهُم "اذهبوا"، يَذهبوا. إذا قُلنَا "تَعالوا"، سَيأتون - كمَا قَالَ قائدُ المِئةِ الرُومانِي ليسُوع، والرَّبُّ صَدقَ على كَلامهِ (متى 8: 5-13). ولكِنْ عَلينَا الانتباهُ إلى هَذا: يُمكنُنا أن نُعطي الأواِمِرَ فقط وفقَ مَا تَكشفهُ لنَا كَلمةُ الله.
عِندمَا يُمكِنكَ الإنْجيلُ مِنْ فِعلِ شيءٍ، فعليكَ أن تَأمُر، بِجُرأةٍ، لكي يَتمَ تَنفيذُ العَملِ. وهَذا هَو مَا فَعلهُ يَشُوع، عِندما أمرَ الشَّمْسُ أنْ تَقفَ فوقَ جِبْعُونَ، والقمرَ على وادي أَيَّلُونَ (يشوع 10: 12-15). وبَعد أنْ تَحصُل على مَا ضَمنهُ الرَّبُّ أن يَكونَ لكَ، اِعترفَ بِالانتِصارِ! قُم بِذلِك ليْس لتِكرارِ مَا كُنتَ قدْ حَصلتَ عليه، ولكِنْ أفعل ذلك كشخصٍ مُنتصرٍ.
إن السُلطان الرُّوحي يَمنحهُ لنا الرَّبُّ، فلا فَائدةَ مِن مُحاولتك أن تَكونَ مَا لمْ تَكُنْ. اِنهُ ليْس بِرفعِ الصَوتِ، أو البُكاءِ أو بِتقديمِ العَطايا. يَجبُ فقط أن نُعد قُلوبنَا لخِدمةِ الآبِ. وسنَكونُ خُداماً حَقيقيينَ لأنهُ يُعطينَا سُلطانهُ، حتى نَتمكنَ من تنفيذِ اِرادتِهِ.
إذا لمْ يَستجب الرَّبُّ لصَلواتكَ، ولمْ تَنجح اِنتهارِ العَدوِّ الذي هَاجمكَ من جَميعِ الجِهاتِ، ويَبدو أن لا شيءَ جَيدٌ في حَياتِكَ، فرُبما كنُت تُعاني من "سوءِ التَغذيةِ الرُّوحية". وسَيظهُر الفَحصُ الاولي أنك بِحاجةٍ للذهابِ إلى محظرِ الله والاَعترافِ بِخطاياكَ، التي قدْ تَكُنْ اِرتكبتها مِن خِلالِ أفعالِكَ أو أقوالِك أو أفكاركَ.
يَجبُ عَلينا أن نؤمنَ بمَا يكشفهُ الرَّبُّ لنا. ومِنَ المُؤكدِ أن أولئِكَ الذينَ يَحتقرونَها، ليْس لهُم سُلطانٌ على الشرِّ، لأن عِصيانَ الرَّبِّ يَعني طَاعةَ الشَّيْطانِ. فالعَدوُّ يخشى طَاعتنَا للآبِ، لأنهُ إذا أطاعنَا الرَّبَّ وحفِظنَا وصَاياهُ، سَنكونُ مَحْبوبينَ مِن الآبِ (يوحنا 14: 21).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز