-
-
"اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ لَنْ يَكْذِبَ وَالشَّاهِدُ الزُّورُ يَتَفَوَّهُ بِالأَكاذِيب"(سفر الأمثال 5:14)
إذا كُنَا نُؤمنُ أولاً، بأننَا شُهودَ الله. ونُعلنُ عنهُ من خِلالِ مَا نقولهُ أو نَفعلهُ. فالشّيءَ المُحزنَ هو أن نَكونَ شُهودَ زُورٍ - ولا نَتكلم أو نُظهرَ قُوتهُ الإلهيةَ ومَحبتهُ الفائقةَ. فنحنُ مَسؤولونَ عنْ النَاس الذين يتمُّ وضَعهُم في طريَقنَا. لأنهُ يُمكننَا التَأثيرُ فيهِم للخير أو للشرّ. وعِندمَا نَتكلمُ وفقاً للوحيّ الإلهي، فَنحنُ نَمنحهُم الفرصةَ للخُروجِ من سُلطانِ الشَّيْطانِ الذي غَطى البَشريةَ بِسُقوطِ آدمَ. ونَفعلُ الخيرَ للجَميعِ دُونَ النظرِ إلى مَا هَو وَاجبنا فقط.
يَعيشُ الإنسانُ الأنانيّ لنَفسهِ، ولا يُبالي بَالأشخاصِ الآخرين. وكُلُّ مَا يُريدهُ هُو أن يَكونَ في جَزيرةٍ مِن السَّعادةِ، ولكِنْ هَذا يَبدو مُستحيلاً، لأنهُ وعلى الرُغمِ من كثرةِ المُمتلكاتِ، سَيرى أنهُ كان مُجرّدَ وهْمٍ وخَيالٍ. نَحنُ بِحاجةً بَعضُنا لبعْض لكي نعيشَ كَجنسٍ بَشري، وأن نَحصُل على البَركةُ الإلهيةُ لأنفُسِنا. وفَقط الشَاهدُ الأَمِينُ يُمكنهُ العَيشُ بِشكلٍ جَيدٍ في أي وضَعٍ – فالنَاس سَيكونونَ سُعداءَ فَقط إن اطاعُوا الخَالقَ.
خِطةُ الرَّبِّ أن يَكونَ الجَميعُ شُهوداً حَقيقيين، فقدْ وضَع في الكائنِ البَشري القُدرةَ على إنجازِ عَملهِ لصَالحِ الإنسانيةِ، حتى بَينَ البَعيدينَ، أولئكَ الذين لمْ يَسمعوا كلمةَ الإنجيلِ إطلاقاً. وإذا قَاموا بِعملهِم، سَوفَ يعودُ بالخيرِ على الجَميعِ. ويُوفر للنَاسِ الراحةَ والسَّعادةَ، بالشَكلِ المَفروضِ أن يَكونَ عَليهِ الجَميعُ، وبِلا شَكٍ، سَيكونُ هُناك مُكافآتٌ لأولئِك الذينَ أكملوا مُهمتهُم.
يَعيشُ شَاهدُ الزُّورُ مُعلناً أنهُ ليْسَ هُناك حَلٌ للجنسِ البشري، ولا يُكلفونَ أنفُسهُم عَناء البحثِ عنْ حلٍّ لأزمَاتِهم. كُلّ مَا يَقولونهُ كذبٌ. فهُم يَجعلونكَ تَقتنعُ بأنَ الخَطأ هو أسَرعُ وسِيلةٌ للنَجاحِ، وبَعدَ ذَلِك، عِندمَا يَقعُ في نَتيجةِ خَطئهِ، نجدهُ يُلقي اللومَ على الخَالقِ. مَاذا نَفعلُ مَع هَؤلاءِ النَاسِ؟ أنُصلي مِن أجلِ أن يَهلكوا؟ وإذا فَعلنَا ذَلِك، فَنحنُ نُساوي أنفسنَا بِهم. والحَلُ هو التَكلُمِ بالقولِ والفعلِ عنْ الطريقةُ التي نَعيشُ بِها، فيوجدُ في الإنْجيلِ شِفاءٌ لجَميعِ أخَطاءِكَ. ومُعاناتِك.
نَحنُ نَعرفُ كيفَ يَعيشُ الشُهودَ الحَقيقيينَ والشُهود الزُّورُ. فبينمَا الحَقيقيين إيجَابيين، شُجعان وسُعداءَ. فإن الشُهودَ الزُور يَتفوهونَ بِالكذبِ، ويَعيشونَ مُكتئبونَ ومَلامحَ وجُوهِهِم حَزينةٌ. والشَّخص الأمَينُ للرَّبِّ الإلهِ، ويَقومُ بأداءِ مُهمّتهِ التي أعطِيت لهُ، سَوفَ يَرى أنهُ ليْسَ بِحاجةٍ إلى الكثيرِ من الجُهدِ للحُصولِ على مَا يحتاجُهُ. فإنَّ فِعْلْ قَول الحَقيقةِ سَوفَ يَجعلُ قُوَّة الرَّبِّ تُساعدُهُ في كُلِّ شيءٍ. أمَّا الشُّهودِ الزُّورِ يَسعوا بِكُلِ الطُرقِ المُمكنةِ، لكنهُم لا يَحصُلون على شَيءٍ.
فأيُّ نَوعٍ من الشُهودِ أنَت؟ إذا كُنتَ قدْ تَعرّضتَ وساعدتَ العدوَّ في عِنادهِ للقضاءِ على البَشريةِ وجَعلهَا تُعاني. فلا يَزالُ هُناك الكثيرُ من الوقتِ لتَسويةِ الحِسابِ. الرَّبُّ لمْ يُغيرَ تَفكيرهُ عَنْك؛ إنه يُريدُ منكَ أن تَأخُذ مَكانكَ في المَسيح وتفعلُ الخيرَ للجَميعِ وفي كُلِّ مَكان . ولِذلك، ففي اليَومِ الأخيرِ، سَوفَ ترى أنّ أعمالكَ لمْ تَكُنْ عَبثاً، لكِنَّ الرَّبَّ بنفسهِ، سوفَ يُعطيكَ المُكافأة الأبدية لأجل ولائك لهُ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز