-
-
"أَشْكُرُ إِلَهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ" .(1 كورنثوس 1: 4)
أعُطيَ الأخوةُ في مَدينةِ كُورنثُوس نِعْمَةٌ عَظيمةٌ جداً، والتي جَعلَت الرّسُول بُولس يقفُ أمامَ الآبِ ويَشكُرهُ على النّعمةِ التي أعطاهَا لهُم. ولكِنْ، ما هُو السَّببُ الذي جَعل الرّسُول يَفعلُ ذَلك؟ هَذا السُؤال جَيدٌ. حَسناً، عِندمَا نَدرُسُ هَذا المُوضوع سَوف نحصُلُ على الجَوابِ، وسَوف نَصلُ إلى استنتاجٍ مفادهُ أنهُ يَجبُ أن نُقدِّمَ الشُكر للرَّبِّ من أجل النعمْةَ التي يَحصُل عَليهَا إخوتُنا.
نَعيشُ نحن الآنَ في أيامٍ قدْ يُعطلُ فيها الحَسد عَملَ اللهِ كَثيراً. والدَليلُ على ذَلكَ هو أنّ الجَماعاتُ الإنجيليةُ قدْ أصبحتَ طائفيةٌ، ومُستبدّةٌ برأيها، وهَذا لمْ يكنْ كافياً لإرضَاءِ الشَّيْطانِ، بلّ إنهُم يُعرقلونَ عَملَ الآخَرينَ أيضاً، أولئِك الذينَ حَصلوا على خِدمةٍ مُثمرةٍ من الآب. وفي بَعضِ الحَالاتِ، هُناك اِضطهادٌ حَقيقيٌ لخُدامِ الرَّبِّ - وتخريبٌ حَقيقي لمَنعِهم من النُّموِ. وكُلّ من يَفعلُ ذَلك، ويُستخدم لعرقلةِ خِططِ الله، ليْس لديهِ عقلٌ سليمٌ.
كمْ هو رَائعٌ أن لا يكونَّ هُناكَ مُنافسةٌ في خدمةِ الرَّبِّ، وإنما طَاعةً لوصِيتهِ المُقدّسة! كانَ بُولسُ مِثالاً للرجُلِ الذي قدمَ الشُكر الدائمَ مِن أجلِ النَجاحاتِ التي حَصُل عَليها إخوتهُ من الرَّبِّ العلّي. آه ! لو كَانَ نَفسُ الشيءِ يقومُ بهِ الجَميعُ! في الوَاقعِ، إن الرَّبَّ يَفعلُ مَا هُو صَحيحٌ فَقط! وإذا أردنَا أن نُصيبَ الهَدفَ أيضاً، يَجبُ عَلينا أن نَشكُره على هَذا العَمل. ومَا يَهم يا إخوتي، هو أن نُبشر بِالإنجيلِ، ولا نَستخدِم أي اِسمٍ لتَعزيزهِ.
فالرَّبُّ العليّ لديهِ أسبابٌ لإرسالِ خُدامهِ للقيام بِخدماتٍ ما هُو يُحددُها، ونَحنُ يَنبغي أن لا نَحكُمَ عَلى ذلك. فالرَّبُّ إلهُنا بِنفسهِ سَوفَ يُبينُ لنَا ما إذا كانَ هُو الذي أعَطى القدرة لأحدِ هَؤلاءِ الخُدامِ، أو أنهُ شَخصٌ اِنتهازي يُحاولُ الاستفادةَ مِن طَفرةِ الإنجيلِ التي تَحدُثُ في بِلادِنَا. ولِذلكَ فالشيءُ المُؤكدُ أن كُلَّ ما يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ، إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً (غلاطية 6: 7). والذي يَتدخلُ في العَملِ الإلهي لمصالحَ شَخصيةٍ، أو مشكوكٍ فيهَا، أو مِن أجلِ الاستفادةِ ممَا يُعطيهِ الرَّبّ سوفَ يُدانُ إلى الأبد.
يُسجلُ تَاريخَ الكَنيسةِ عدةَ مُناسباتٍ قدْ حَدثت مِثلُ هذهِ الأمورِ، وكم كانتَ حَزينةٌ نَهايةُ الذينَ لمْ يَحترموا كلمةَ الرَّبِّ المُقدسةِ! فقدْ حَذرنَا الرَّبُّ مِنَّ الزوانِ التي تَنمو وسَط الحِنطةِ - فَقط سَوفَ يَتمُ اِقتلاعُهَا " عِند اِنْقِضَاءِ هَذَا الْعَالَمِ" (متى 13: 40). والويلُ لأولئِكَ الذينَ يُمثلونَ جُزءاً من هَذا النِتاجُ الشَّيْطاني، لأنَّهُم سَوف يُطرحونَ في البُحيرةُ المُتقدةُ بالنارِ والكَبريت إلى الأبدِ( رؤيا 8:21). هُناك مَنْ يَقولُ أن الكنيسةَ في مَدينةِ كُورنثوس كانت جَسديةٌ. نَعم، كَانَ هُناكَ بَعضُ الذينَ فعلوا بأنفُسهم أسوأَ المُمارساتِ، لكِنْ، بِسِكبِ النعمةِ عليهَا، جَعلت الرسُول بُولسَ يَشكرُ الرَّبَّ دَائماً عَلى تَدبيرِهِ المُعينْ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز