-
-
"سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ بَلِ الآنَ أَيْضاً لاَ تَسْتَطِيعُونَ".
(1 كورنثوس 3: 2)
إنَّ السَعيَ للنُموِ في الإيمانِ ينبغي أن يكونَ هدفاً في حَياة منْ يَرغبَ بالفوزِ في كُلِّ شيءٍ. لكِنْ، إذا كانَ النُمو "بالّلبن" وبِالكلامِ السَّطحي للرَّبِّ، فإنّ الشَخصَ لنْ يَنمو رُوحياً. والصَغار في الإيمانِ يَعيشونَ ويُنادونَ على أقَرانِهم، ويقولونَ: زمَّرنَا لكُم ولمْ تَرقُصُوا، نُحنَا لكم ولمْ تَبكوا. والرَّبُّ يُريدُنا أن نَتصرَّفَ مِثل البالغين.
ليْسَ هُناك نُموٌ دُونَ الطَعام الحَقيقي. فَاللبن لازم للشُهور الأولى من الحياة، لكِنْ بَعد ذَلك، يَجبُ أن يَكونَ هُناكَ طَعامٌ قَويٌ. والذي لا يَسعى إلى الكَمالَ، لا يَختبر أبداً مَا حَدثَ مَعَ أبطالِ الإيمانِ. فإنّ أبانَا يُريدُ أن يَستخدمنَا بِنفسِ الطَريقةِ كمَا اِستخدمَ مُوسى، إيليَا وكثيرين آخرين. إنّ مَملكةَ الظُلمةِ لا تَستطيعُ العَبث في خطةِ الله: إنَها تُريدُ تَدميرنَا. وإن لمْ نَكُن نَطرقُ بابَ الرَّبِّ ليَستخدمنَا، هَكذا كما كانوا إخوتنا في عَصرِ الإنْجيلِ المُقدسِ، فَسنكونُ سبباً في خَسارةِ البعْض لملكوتِ الله.
يَكونُ "الأطفال" في الإيمانِ غَيرُ قَادرينَ على الحُصولِ على الطَعامِ الحَقيقي، فَمنَ الضّروري أن يُطلبوا مِن إلهَ الأنبياءِ، والرُّسلِ، الرَّبّ يَسُوع المَسيح. لأنّ مَلايينَ النَاس سَوفَ يَذهبونَ إلى الجَحيمِ إن لمْ نُغيِّر طُرقنَا الرُّوحيةِ. وإذا تَركنَا أراوحِنَا تَنتفخُ مِن خِلالِ الجَسدِ، وسَوفَ نَعيشُ في الزِّنَا الجَسدي أو العَقلي ونَشتهي أشياءَ العَالم، ونَكونُ تَحتَ الدَينونةِ الأبديةِ.
لأنّ الشَخصَ الذي يَعيشُ على "الّلبنِ" فَقط سَوف لنْ يَنمو في الإيمانِ أبداً. و تَمرُّ السِّنين ولا يفهمْ لمَاذا الرَّبّ لا يَلتفتُ إليهِ، فَهو قَادرٌ على تَعطيلِ المَشيئةِ الإلهيةَ في حَياتهِ كمَا يَفعلُ الاطفال، فَهو يَعتبرُ نفسهُ أنهُ يَنبغي أن يَكونَ الأول في كُلِّ شيءٍ. ولكي يُحققُ أهدفهُ، فإنه يَكذبُ، ويًخونُ ويَستعملُ الوسائِل القَذِرةَ والإجراميةَ التي لا يُمكنُ أن نَتصوّرهَا. وكُلّ ما يُهمه هو أن يَتمُ العَملُ بِواسطتهِ، ويَقولُ أن الغَاية تُبررُ الوسِيلةَ.
فلا تَنخدعَ من العَدوِ؛ واطلُب كمالَ الإيمانِ من الرَّبِّ الآن. فكُلما تتقربُ مِنهُ أكثر، فَإنكَ تُرضيه أكثر وسَوفَ تتخلص من خِداعِ الجَسد، ومن الحَسد والجَشع وغيره من عيوب النَفس الغيرِ مُوجودةٍ في قَلبِ من يَعرفُ الرَّبَّ ويَخدمهُ حَقاً.
أنتَ الذي تُحددُ نَوعَ الطعامِ الذي سَوف تَتغذى عليهِ. وإذا كُنتَ تستمر في الغِذاءِ على اللبن، لن تكونَ أبداً رجُلاً مِثالياً، إنساناً كاملاً، خادماً نَافِعاً ومُنتصر دائماً. إذاً، يَجبُ أن تَجتهدَ لإرضاءِ الله. فلا تَدفن وزنَتِك، ولكِنْ دعهَا تَنمو بِمَا فيهِ الكفاية لعَملِ صَفقاتٍ أكثر بِما أُعطي لكَ، وتَستطيعَ الحُصولَ على ضِعفِ الوَزناتِ المُوكلةَ إليكَ. وهَكذا سَوف تَتلقى المَدحَ والتكريمَ والمُكافآتِ في اليوم العظيم، لأنكَ مدعو لتكونَ جُزءاً من المَلكوتِ الذي أعدّهُ الله مُنذُ تأسيسِ العَالمِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز