قوة الإيمان

"مَا الجَانبُ الذي تَقف أنَت فِيهِ؟". هَذا هُو السُّؤال الذي يُطرح عِندمَا تَكونُ هُناكَ مَعركةٌ بينَ قُوتين. وهَذا الخَلِاف َموجود ويَحدثُ بِينَ الخَيرِ والشرِّ، النُّورِ والظَلامِ، وبَينَ الله والشَّيْطان. ويَحتاجُ منّا إلى اِتخاذِ القرار، وهو ليْسَ سهلٌ كمَا يَبدو. فهو ليْس مِثل التَوقفِ عنْ تَشجيعِ فريقٌ ما لكُرةِ القدم! أو تَغييرُ رأينَا في أحدِ المُرشحين لنَيلِ مَنصبِ رئيسُ الجُمهوريةِ. هَذا القرار الأكثرُ خُطورةً وثِقيلاً على أي شَخصٍ، ويَجبُ أن يَكونَ هَذا القرار بِوعيٍ. ومن يأخذهُ على مَحملِ الجِد يَجتازُ خِلالَ عَمليةٍ رُوحيةٍ ضَخمةٍ، التي يَدعوهَا الكِتابُ المُقدس بِالولادةِ الجَديدةِ.

لا يَنبغي للذينَ ولِدوا من جَديد أن يُصدقُوا أكاذيبَ العَدوِّ. فهُم ليْسوا بِجانبِ الرَّبِّ فَقط، ولكِنهُم يُمثلونَ أيضاً جُزءاً مِن مَلكوتِهِ القائم في السَماواتِ. ومن العَالم الرُّوحي للرَّبِّ تأتي كُلُّ الأشياء الصَالحةِ. فقد ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ وكلماتهُ لهَا القُدرةُ على تَغيير أي حَالةٍ، فهي تَدخلُ لكُلِ مَكانٍ وتَفعلُ الصَواب في المَعركةِ. وليْس هُناك شيءٌ يَهربُ منَّ السَيدِ إلهُنا.

عرشُ الله العَظيمِ ومَملكتهُ لا تَهتز. وهُناك قُواتٌ مَسؤولةٌ عن تَنفيذِ الأوامرِ الإلهيةِ، مُطيعةٌ لصوتِ الرَّبِّ. ونحنُ نَحصلُ على كُلّ مَا نحتاجُ إليهِ لننتصرَ، بسماعنَا للوعظِ بكلمةِ الله أو عندمَا نَقرأ الكتابَ المُقدس ونفهمَ تِلك الرسالةَ المُوجهةَ إلينا. وبِرفعِ صَوتِنا للآبِ، فَالقدرةِ الإلهيةِ - التي قدْ أنشئت، وأعِدت لتنفيذِ قراراتِ الرَّبِّ - سَتبدأ العَمل من أجلنَا، مُنفذتاً ما وعدنَا الله بهِ.

مَلكوتُ الله غيرُ مَحدودٍ، وهو يَعملُ فوق المَكان وفَوق الزمانِ. ولا توجدُ فكرةٌ واحدةٌ فقط من العدوِّ الآبُ لا يعرفُها، لِذلك، لا يُمكنُ أن ينفذ الشرِّير خِطتهُ دُون علمٍ مِنَّ الرَّبِّ. وإذا كُنا في شَركةٍ معهُ ونَستمعُ إلى كَلامهِ، فهو سَيكشفُ لنا مَا يُخططهُ الشَّيْطانُ ضِدنَا، كما فعل مع بُطرس، عِندمَا قالَ لهُ: هُوَذَا ٱلشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ! (لوقا 22: 31). والشيءُ المُحزنُ هو أن نفعلَ مِثل بُطرسَ، الذي رَفضَ هَذا التَحذير وسَقط في تَجربةِ إنكارِ المُعلمِ (لوقا 22: 54- 62).

كانَ للشَّيْطان حُريةٌ أكثرَ في التَصرفِ بِهذا العَالمِ، قبلَ الجُلجثة، فقدْ كانَ يَطوفُ كأنهُ رئيسُ لهَذا العَالمِ. ولكِنْ، بِموتِ الرَّبِّ يَسُوع، صَار مَطروداً، وهَذهِ حَقيقةٌ (العبرانيين 2: 14). ومنْ يُحكمُ عقلهُ يجبُ أن يُؤمنَ بِكُلِّ ما يَقولهُ الكتابُ المُقدس.

إذا كُنت بِالفعل اِبناً للرَّبِّ، ولديكَ القُدرةُ للابتِعَادِ عنْ أعمالِ الشَّيْطانِ الذكيةِ. فإنَ الملكوتُ الذي أنت تَنتمي إليهِ يُسيطر على كُلِّ شيءٍ.

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز