-
-
"لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِن".
(أفسس 3: 16).
تُوضِّحُ صلاةُ الرّسُول بُولس من أجلِ الأخوةِ في مَدينةِ أفسس أنهُ كانَ يعلمُ أكثرَ بِكثيرٍ منّا، أهميةَ التّوسلِ من أجلِ غِنى مَجدِ الله. وبهِ يَتشدّدُ هَؤلاءِ الأخوةِ بالقُدرةِ. واليوم، إذا اكتشف أحدٌ ما أعلنهُ الله للرّسُول بولس، وصلّى وطلبَ هَذهِ البَركة، فَسيكونُ مُؤهلاً أكثر لمُقاومةِ الشرِّ وامتلاكِ الكُنوز التي حَصلنَا عليهَا بالمسيح.
يَعملُ الرَّبُّ في الإنْسانِ البَاطن، وفي روحهِ أيضاً. والشَخصُ الذي ليْس لديهِ قوةُ الرَّبِّ في دَاخلهِ هو ضَعيفٌ، مُترددٌ ولا يَستطيعُ أن يَتخلصَ من الفِخاخِ التي يَضعهَا العدوُّ لعَرقلةِ طريقهِ. لأن، القوّة تأتي من رُوحِ الرَّبِّ. ومَا فعلهُ الرسُولُ أنهُ احنى رُكبتيهِ وصلّى طَالباً أن يتحققَ ذَلك، وهَذا يُبينُ لنا أنهُ لا يَحدث تِلقائياً ولكنهُ يَعتمدُ على صُراخِنَا إلى الرَّبِّ.
يُمكنُ لمنْ يتشددُ بقوةِ الرَّبِّ مُواجهةُ المَعاركِ الرُوحيةِ بنفسِ الطريقةِ التي تُشاركُ بها الأخوةَ في زمنِ الإنجيلِ. وكُلُّ ما حَدثَ لهُم هو مِثالٌ لكي لا نَفشلَ في المَعاركِ التي نُواجهُها كُلَّ يوم. فمعاركُنَا في مُنتهى الخُطورةِ، قدْ جَعلت الآب يَسمحُ بما يَدعوهُ الكثيرين بِإبادةِ الجِنسِ، وذلك لكي نَتعلمَ أن لا نَمزحَ في الحُروبِ الرُوحيةِ.
الصَّلاة هي الحَل. ففي الصَلاة سَنخلعُ الكثيرَ من المَلابسِ الرُوحية الخطأ، القذرةَ والغيرُ مُلائمةٍ لأبناءِ الرَّبِّ. وعِندمَا نَضعُها على مَذبحِ الرَّبِّ، نصبحُ أحراراً من الأشياءِ التي لمْ نكُنْ نظنْ إطلاقاً أنها كانت تَمنعُ عنَّا البركة. فَهُناك الكثيرُ من المَفاهيمِ الخاطئةِ التي نَتعلمهَا، والتي سَنرفُضُها عندما نَكونُ في شَركةٍ مع الآبِ.
أمرَ رُوحُ الرَّبِّ الرسول بُولس أن يَكتبَ صَلاتهُ، وكانَ يَهدفُ على الاقلِ لشيئين: الأول، يَجبُ أن يَعلمَ أهل مَدينةِ أفسُس أن الطلبَ قدْ تمَ تَنفيذهُ وبالإيمانِ يُمكنهم الحُصول على هَذه المُساعدةِ، يُمكننَا نَحنُ أيضاً اليوم أن نَطلبَ هَذا البَركة لنَا، ولأولئك الذين يَعتمدونَ على مُساعدتِنا لهُم لكي يُتابعونَ الطريقَ الذي رَسمهُ لهُم الرَّبُّ بِنجاحٍ.
فلا تَستهين بِهذهِ المُساعدةِ، لأنها في غَايةِ الأهميةِ، وبِدونهَا، سَنُحاربُ بِقوةٍ قليلة. ولكِنْ بِصلاةٍ صَادقةٍ وتَصميمٍ، يُمكننَا زِيادةُ مَا تحَصلنَا عَليهِ بالإصغاءِ إلى كلمةِ الرَّبِّ. فَلماذا لا نَطلبُ هَذهِ الزيادةِ؟
سَتكونُ أكثرَ حَماساً بِرُّوحِك القوِّي، ومتأهبٌ أكثر لكي تَنتصرَ في كُلِّ شيءٍ، آمن، فاليومَ أيضاً، الرُّوحُ القُدس سَوفَ يَقَوِّيك!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز