-
-
"اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ" (سفر الأمثال 18: 17).
وَضعُ كُلَّ شيءٍ في يَدِ الرَّبّ، هو أفضلُ طريقةٍ للبدءِ في دَعوتِنا، وعلى أبناءِ الرَّبِّ أن يَتعلموا وضَع كُلَّ التهديداتِ، والمَطالب والمَظالم التي يُعانونَ مِنها ويَنتظرونهُ. وإذا فعَلوا ذلك، بلا شكٍ، سَوف يَروا الرَّبّ يَعمل. على سَبيل المِثال، يُنفقُ شعبَ الله مَبالغَ كبيرةً في التَعاقدِ مع المُحاميين، بَينمَا يَكفي بِبساطةٍ، الخضوعَ للوصايا التي في الوعظِ او في قراءةِ الكَلمةِ.
عِندمَا يبدأ الشَخصُ في خِدمتهِ بِدون أن يَسئلهُ، سَيبدو أنهُ صَالح، ولكِنَّ النَاس سَتختبرهُ. أمَا إذا عَرضَ المُوضوع على الرَّبِّ، سَيحصل على أفضل تُوجيه مِنهُ. ولقدْ رأيتُ هَذا في حَالاتِ فشلِ الزَواج بِسببِ نقصِ التَوجيهِ. وفي مِثلِ هَذهِ الحَالات، كانَ أحدُ الطرفين غيرَ مُخلصٍ، والطرفُ الآخر طلبَ الانفصالَ فَوراً. لكنْ، مع مُرورِ الوقت، فإنَ الشخصَ الذي أُصيبَ بالضرر، في بعضِ الأحيانِ، يَكونُ على وشكِ الوقوعِ في الزّنَا، ولمْ يَفعل ذَلك بِفضلِ النعمةِ الإلهية، التي حَالت دُون هَذا. ثُم بَعد أن يَستعيدَ نَفسهُ من جَديد بَعد تَعرضِهِ للخيانةِ، ويَصلُ إلى الاستنتاجِ بأن الوقتَ قد حانَ ليَغفرَ ويَقبل عَودة الزَوجِ، إلا أنهُ يكتشفُ بأنهُ قد كونَ عَائلةً أخرى.
هُناك أسبابٌ أخرى أيضاً قدْ تُؤدي للانفصالِ، ولكنَّ الكتابَ المُقدسَ يَسمحُ بهِ فقط في حالةِ الخيانةِ الزوجيةِ. ونلاحظُ أن السَبب الرئيسي في ذلك، هو عدمُ سؤالِ الرَّبِّ عن مَشيئتهِ واتخاذُ القراراتِ السريعةِ، والتي تُسببُ في النهايةِ الخَسارة.
فيا أخي، إذا كانَ هُناك شَخصٌ قد رفعَ دَعوى قَضائية ضِد حياتِك، فَأفضلُ قرارٍ هو أن تُهدئ نَفسك وتَضعُ القضيةَ أمام الرَّبِّ، الذي يَعرفُ كُلَّ شيءٍ، حَتى قبل أن يَحدثَ، فهو أفضلُ من يُوجِهُك. وعندما تَطلبُ منهُ ذلك سَتكونُ قادراً على الدفاعِ عنْ نَفسك. لكِنْ، إذا كُنت الطرفَ الذي أخطأ، فلا فَائدةَ من اِستعمالِ الأكاذيبِ في مُحاولةٍ جعلِ المَوضُوع لصَالِحِك، لأنه في اليَوم الأخير، سَتظهرُ الحقيقةُ كاملةً، ومن الأفضلِ لك حَلُ قَضاياك هُنا بدلاً من أن تَتركهَا لليوم الذي ليَس فيهِ رجاءٌ.
لِذلك، إذا كانَ العدوُّ يُذكرك بأخطائكَ التي فَعلتهَا قبل أن تُولدُ مرةً أخرى، فتوجه إلى الرَّبِّ في صَلاةٍ واطلب مِنهُ المساعدةَ. وفي نفسِ الوقتِ لاحِظ ما سَوف يَقولهُ لكَ من خِلالِ الوعظِ في الكنيسةِ أو قراءةِ الكتابِ المُقدسِ. ومَا تتعلمهُ من الآبِ السماوي سَوف يَكونُ أقوى سِلاحٌ قادرٌ على مُواجهةِ أي هُجومٍ من الشَّيْطانِ، لأنهُ لنْ ينالَ الاِنتصار على خُدامِ الخَالقِ. لِذلك، حَسبَ نوايَا خَصمكَ، والوحي من الكلمةِ، قُمْ بِمهاجمتهِ. وتَذكر أنّ الرَّبَّ يَعملُ لِصَالحِ من يَطلبُونهُ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز