-
-
"تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ". (سفر المزامير 19: 11).
سَتعيشُ البَشريةُ بشكلٍ أفضلَ إذا تَعلّم الجَميعُ قيمةَ التفاهمِ الذي نَكتسبهُ عندَ الاستِماعِ إلى الكتابِ المُقدس. خُلقت كُلُّ الأشياءِ سِواءَ في العَالم المَادي أو في العَالم الرُّوحي بِكلمةِ الله. وهي الوحيدةُ القادرةُ على إعطاءِ الإنسانِ حُرية التصرف وضَبطِ النفسِ، وكُلَّ التدبيرِ اللازمةِ لاِتخاذِ القراراتِ الحكَيمة التي تتطلبُهَا الحَياة. وكمَا نَعْلَمُ؛ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. (١ يوحنا 5: 19), وعدوَّ أروحِنا يَسعى دَائماً لكي يُسببَ لنَا الأذى.
يُصبحُ أي شَخصٍ يُعطيهِ الآبُ الفهمَ الحَقيقيَ حَكيماً. وبَه يستطيعُ النجاحَ فِيما يَفعلهُ. فالإنسانُ دونَ فهمٍ يَرى فقط ما هو ظاهري، ويحكمُ على الأشياءِ بَعيداً عنْ الوحي الإلهي، ويتصرفُ بِحماقةٍ (١ صموئيل 16: 7). لذلك، فنحنُ بِحاجةٍ مَاسةٍ لأن َنخضعَ للحقيقةِ، ونطلبُ من الرَّبِّ التوجيهَ الصَحيحَ لحَياتِنا. فيا إخوتي، عِند مُواجهة أي إزعاجٍ أو حتى فُرصةِ ذَهبيةٍ، يَجب أن تكونَ لدينا كلمةُ الحكمةِ على طَرفِ لسَاننا، لأن بِدونها، لنْ نتخذَ القراراتِ السليمةِ.
نشعر بأننا مُضطهدينَ بيدِ العدوِّ ومُجربينَ من قوَّى الظلامِ، التي تضغطُ علينَا بعوامِل عدة. فمنَّ الطبيعي أن نَغضبَ في بعضِ الأحيانِ. ولكِنْ، هَذا الشُعور لا يَفعلُ برَّ الله ولا يُؤدي إلى نَتيجةٍ. ومن نَاحيةٍ أخرى، إذا كانَ لدينَا حكمةٌ، سَوف نَكُفُ عن غضبنَا ولا نُخطئ. فالحكمةُ يُعطيها الرَّبُّ للجميعِ، ولكِنَّ الذي لا يَعرفُ كيفَ يَتصرفُ بهذهِ البركةِ، تَجدهُ عندمَا يواجهُ أي مُشكلة، يَغضبُ بسرعةٍ، ولأنهُ أعطى سَبباً لهَذا الشُعور السيئ، يَتصرفُ بِتهورٍ. لكنهُ بعد ذَلك، سَوف يُدركُ أن قَراراتهِ لم تكُنْ صَائبة في تِلك اللحظةِ.
فإنَ الخالقَ قد أعطانا القدُرة على أن نَهربَ من الخَطيئةِ، ونَصفحُ عنْ الاهاناتِ. وفي الواقع كلنا نغضب في أي وقتٍ من الأوقاتِ، ونقولَ أشياءَ ونَندمُ عَليها بعد ذلك. فباختصارٍ، يَستعملُ الشرِّيرَّ الناس من حَولنا، وفي بَعضِ الأحيان عَائلاتنَا أيضاً، لكي يَجعلنَا نُعاني. فَعندمَا تكونُ الاهانةُ صَغيرةً والضررُ ليسَ لهُ قيمة، يمكنُ لأي َشخصٍ الغفرانَ. ولكِنْ، إذا كانتَ الحالة أكثرُ خُطورةٍ، والألمُ شديدٌ، والضررُ أكبرٌ، فقط منْ يأخُذ الحكمةَ من الرَّبِّ سوف يَكونُ قادرٌ على أن يغفر ولا يتذكر الاهانةَ بعدَ.
نحنُ لا نَعرفُ ما هو نوعُ التجربةِ الذي يَنتظرُنا، لكِنْ بالتأكيد أنها سَوف تقعُ علينا. حَتى يَسوعَ المسيح قدْ اقتادهُ رُوحُ الرَّبِّ إلى البريةِ لِيُجَرَّبَ مِنْ الشَّيْطانِ (متى 4: 1- 11). والتجاربَ التي ستُصيبُنا ستكونُ دائماً بَشرية، لكِنْ سوفَ يكونَ من ورَاءها يدُ الشَّيْطانِ الخبيثةِ، والتي تُحاول أن تُبعدنَا عنْ مَحضرِ الرَّبِّ، وهَكذا تَكون قادرةً على أن تُمسك بِنا. لذلك يا إخوتي، اطلبوا من الرَّبِّ هِبةَ حُسنِ التصرفِ، لأن بها، عِندما تأتي التَجربةُ، سنتخذُ القرارَ الصَحيح الذي سُوف يَجعلُ الشَّيْطان مُقيداً بالكاملِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز