-
-
" نَتَرَنَّمُ بِخَلَاصِكَ، وَبِٱسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ ٱلرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ "(مزمور 5:20)
سَعى دَاوُد في سِنٍ مُبكرةٍ ليكونَ رجلٌ حسبَ قَلبِ الله، ولقدْ أحسنَ الاختيارَ. فمنذُ أن سَارَ بالقُربِ منَّ الرَّبِّ، كشفَ لهُ عنْ الخلاصِ الذي في طَريقهِ لإنقاذِ البَشريةِ من سُلطانِ الظُلمةِ. وعندمَا كتبَ داوُد المَزامير وضَح فيهَا الصُورةَ كاملة لمَا سَوف يَحدثُ. وقال إن هَذا الخَلاصَ سَيجلبُ الراحةَ للعَالمِ كُله، وعَبرَ عَليهَا من أعماقِهِ على النحو التالي: " نَتَرَنَّمُ بِخَلَاصِكَ ". وكانَ ذَلك إعلانٌ مُفرحٌ جِداً، وخَاصةً لكُلِّ من يَنالُ الخَلاصَ. فالشكرُ على عَملِ الفداءِ الذي قامَ بهِ يَسُوعُ على الصليب، هُو شيءٌ يأتي منَّ القلبِ لأولئِكَ الذينَ اِختبروهُ.
أنتَ أيضاً أخي، يَجبُ أن تُحاولَ أن تُصبحَ شَخصا وفقاً لمقاييسِ الرَّبِّ. شخصٌ قلبهُ نَقيٌ ومَحبتهُ كَاملةٌ، ويَفعلُ كل مَا يَستطيع ليُنقذَ غيرهُ من فِخاخِ العدوِّ. يَجبُ أن يَكونَ لديكَ نفس القَلبِ النقي وتَتغلبُ على ذَاتك وتُقدمَ الحُب الغيرَ مَشروطٍ، وهَذا يعني، أنكَ لا تعَتمدُ على مَا يَفعلهُ الناسُ لكَ! ولكِنك تَفعلُ ذلك لأنهُ من واجبنَا أن نُحبَ الجَميعَ. فَأولئك الذينَ يَسعونَ لإرضاءِ الله يَجبُ أيضاً أن يَبذلوا قُصارى جُهدهم للوصولِ إلى كُلِّ مكانٍ على كوكبِ الأرضِ، للتعريفِ بالخلاصِ الذي قدمهُ الله للجميعِ. فالله يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (١ تيموثاوس 2: 3، 4). إن إنقاذَ البشريةِ من فِخاخِ الشَّيْطانِ يجبُ أن يَكونَ الشوقُ الذي يُسيطرُ علينَا جَميعاً.
وقدْ ذكرَ داوُد العَبارةَ التاليةِ: "وَبِٱسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا". عندما نرفع راية الخلاص في كل الأرض نحن نُفرح قلب الآب. فلنضع ذلك في الاعتبار: نَحنُ بِحاجةٍ لإقامةِ - أو رفعِ - الكثيرِ من الرَايات التي تحملُ اسمَ الرَّبِّ إلهنا في كُلِّ أنحاءِ العالم. لأنهُ لنْ يكونَ لدينَا فُرصةٌ أخرى للقيامِ بهذا عِندمَا نَذهبُ إلى الآبِ. لذلك، هُناك المَزيدُ من العَمل الذي يَتعينُ علينا القيامُ بهِ هُنا، فلا تُضيعوا أيامكُم، أو مَا تمتلكوهُ أو المَواهبَ التي عِندكُم، دُون فَائدةٍ. ولتكونَ الشخصُ الذي يَرفعُ رايَاتَ تحملُ اسمُ يَسُوع!
وأخيراً، فإن المَزمورَ يُعلنُ لنا ما يلي: "لِيُكَمِّلِ ٱلرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ ". يثبتُ لنا المَزمور هُنا أن هَذا ليْس شيءٌ إحصائي، فَعندما نُعطي أشخاصاً آخرين شَيئا، يُعطينَا الرَّبُّ أكثرَ من ذَلك بِكثيرٍ. إنه شُعورٌ جيدٌ أن يُكافئنا إلهُنا الذي يَعرفُ كُلَّ ما نَحتاجهُ بالضبط. يَجبُ ألا نُقدمَ رسَالة الدَينونةِ للبَعيدينَ. ولكِنْ بدلاً مِنها يَجبُ أن نَنقل لهُم الاشياءَ التي سَتجعلهُم أقوياءَ ومُستعدين للبحثِ عنْ المَزيدِ.
يجبُ على المَسيحيينَ اغناءَ الكثيرينَ، حَتى وأن لمْ يَكُنْ لديهم شيءٌ على الإطلاق. كانَ الله صَالحاً جِداً مَعنا عِندمَا جَعلَ المُكافأة بمقدار 30 و 60 و 100 مرة أكثر مِما قد فَعلناهُ من أجلهِ، هُنا على الأرضِ وفي الابديةِ (مرقس 4: 20). ربَما تَكونُ حيَاتكَ جَاهزةٌ لكي تَرَنَّمُ وتَرفعَ رَايات باسمِ المَسيحِ وتُباركَ الآخرينَ - وهَذه صَلاتي مِن أجلكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز