قوة الإيمان

رأيُ العَالم بيَسُوع شيئاً مُختلفٌ جداً، ولكِنهم لمْ يَكونوا يَستحقُونهُ. ففي الوقتِ الذي يَعرفُ فيه الشخصَ منْ هو السَيدُ بالضبط، ويُسلم لهُ قلبهُ، يَكشفُ لهُ الإنجيل البَاقي. وهذا ما حدثَ معَ شاولُ الطرطوسي، الذي أصبحَ بعدَ فترةٍ وجِيزةٌ الرسُول بُولس (أعمال 9). وحَدث ذَلك أيضاً معي، بالرُغمِ من أنني كُنت في السَادسة؛ ولكِنَّ حياتي تَغيرت وقَبلتُ المَسيح، وبدأتُ على الفورِ أخبرُ الجميعَ على مَا فعلهُ بي هَذا النَاصري.

ومَاذا عَنْك؟ منْ تَقولُ أنهُ يَسُوع؟ هَلْ هو رجلٌ صالح، ثائِر، أو أبنُ العلي، مُخلصُ البشريةِ؟ هلْ هذا الأخير بالنسبةِ لكَ هو أحدُ ألقابهِ. في الواقع، نَحنُ خاسرونَ جَميعُنا بِدونِ يسُوعَ، وبِدونِ عملهِ على الجُلجُثة. وإن أولئِك الذين لا يَعترفونَ بهِ كأبنٌ لله، فهُم لا يُؤمنونَ بلاهوتِهِ، ولا يُؤمنونَ بِما هو مَكتوبٌ في الكِتابِ المُقدسِ. أما أولئكَ الذينَ يعترفونَ بأنهُ أبنُ الله ولكنهُ ليْس مُخلصُ البشريةِ، فهُم لا يُؤمنون به كمَا يَنبغي.

هَذهِ ليْست مُجردُ نَظريةٍ لطيفة، لكِنْ، فقط أولئِكَ الذين ولِدوا مرةً أخرى يَعرفونَ قيمتهُ كمُخلصٍ للبشر. فَجميعُ الذين يَقولونَ أنهُم ولدوا مَرةً جديدةً، ولكنهُم لمْ يَختبروا ذلك – تَجدهُم لا يَهتمونَ بِخلاصِ النُفوسِ ولا يُقدمونَ المُساعدةَ لأولئكَ الذينَ يَنشرونَ البِشارةَ المُفرحةَ – هؤلاء يَحتاجونَ أن يسألوا أنفُسهم مَا إذا كانوا مُخلصينَ بِالفعلِ. فمن المُستحيلِ أن تَجد شخصاً يَعرفُ قيمةَ ومدى الحُبِ الإلهي، وليْسَ لديهِ الرغبةُ في أن يَعرفَ الجميعُ ذلك.

يَجبُ أن تَعرفَ المَسيح، ليْس فقط كرَّبّ ومُخلِّص لكَ، وإنما أيضاً هو الشَافي. لأن أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا (إشعياء 53: 4، 5). ومَا يَجعلُ الشخصَ يَطلبُ الشِفاءَ لا يَجبُ أن يَكونَ فقط للتخلُّصِ من الألمِ أو المُعاناةِ، ولكِنْ الشهادةُ بأنَ الرَّبَّ أخذَ مكانهُ بِموتهِ على الصَليبِ. لذلكَ، فإن أفضلَ طريقةٍ لنشكُر ابنَ الله هو الَسعي لنيل الشفاءِ.

ليْس من الخَطأ الذهابُ إلى الطبيبِ وأخذُ الأدويةِ التي يَصفها. ولكِن من الحِكمةِ أن نطلبَ الشفاء منَّ الله. إن أولئِك الذينَ ينسونَ طلبَ العَطايا التي مَنحهَا لهُم الرَّبَّ، يُمكننَا القولُ بِعبارةٍ أخرى، هُم لا يُؤمنونَ بِهَا. فكمَا أخذَ يَسوع بَنفسهِ العَقابَ الذي علينَا، كذلِك نَحنُ يَجبُ أن لا نُعاني من أي شيءٍ. فالحُزن أو نقصُ الطعامِ، الزَواجُ الغيرُ نَاجحٍ، العائلةُ المُفككة، عَدمُ النجاحِ في الوظيفةِ، وغَيرها من القضايَا الأخرى - يَجبُ أن تكونَ جَميعُها من المَاضي. فبعدَ كُلِّ شيءٍ، أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.(فليبي 4: 13).

فمنَ تَعتقدُ أنهُ يَسُوع؟ هلْ نفسُ ما يَقولوهُ عنهُ البشرُ الآخرين، الذينَ انقذهُم وضَاعوا ثانيةً؟ وهلْ قَابلتهُ بِالفعل؟ وهلْ يُمكنكَ أن تَقولَ أن المَسيحَ هو مُخَلِّصُكَ ؟ فلا تُضيع الوقتَ! وتعرف على البَابِ الوحيدِ إلى السَماء وإلا فَسوفَ تبقى خَارجاً!

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز