-
-
"لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟"(متى 16: 26).
أصَبحَ الهَدفُ الأساسي للمُجتمعِ الحَديث هو الحصولُ على حَياةٍ جَيدةٍ وسَهلة. فقد غَمرت الثَروات والمَلذات هَذا العالم. وأصبحَ الناسُ لا يَختارونَ وظائفهُم بناءً علي المُهمِ التي يُؤدونهَا وإنما، على الأرباحِ التي سَوفَ يُحققونهَا. ومن المُؤسفِ وعلينَا الأعترافُ بهِ، أن العديدَ من أبناءِ الله قدْ حُملوا بَعيداً بِسببِ أغنيةِ مَامون، والعديدُ منهُم أصبح عبداً لهُ. ولكِن إلى أينَ سَيؤدي ذلك؟ هَذا السؤالُ لا يَجرؤ أحدٌ على الإجابةِ عليهِ.
لمَاذا يُريد النَاس كسبَ مالٍ أكثرَ مِما يَحتاجون؟ هَل يَحتاجُ الناسُ حقاً أن يتذوقُوا طَبقاً مُختلفاً كُلَّ يومٍ؟ هل نَتعرفُ علي النَاسِ من خِلالِ لبسهم أو من خِلال تَصرفاتهم؟ قدْ تم عَكسُ المبادئ وتَلوث حَتى إخوتنَا. فهل هَذا الشيءُ جديداً أم أنَّ البَشريةَ قد مَرت بِمراحلَ مُماثلةً من قبل؟ حَسنا، لقدْ قالَ يَسُوع سَوف تكونُ الأيامُ قبلَ مَجيئهِ مِثل تِلكَ التي سَبقت طُّوفَانِ نوحٍ (متى 24: 37-39). ففي ذَلك الوقتِ، حَذرَ نوحٌ النَاسَ من الدمارِ الذي سَيأتي عَليهم؛ ومع ذَلك، لم يَستمعَ إليه أحدٌ. والتَاريخُ يتكررُ.
إن عَلينَا أن نُعطي كلامَ السَيدِ بَعضَ التفكيرِ، فلقدْ وضحَ لنَا كُلَّ شيءٍ، وأجابَ عنْ كُل أسئلتِنَا وسَنكون مُذنبينَ أن لمْ نطيعهَا، فلا يَجبُ أن يَخدعنَا مَامون. بَعضَ النَاسِ "يموتونَ" لإنقاذِ بَعضِ المَالِ. ولكِنْ " مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ ؟" هَذه الحَياة مُؤقتة وإنهَا أقصر مِما نَعتقد. فَهلْ تَقدرَ أن تَستخدم الثَروةَ لإنقاذِ نَفسكَ من الهَلاك الأبدي؟ فإذا كانَ هَذا صَحيحَاً، فالكثيرينَ سَيقدمونَ أموالهُم ليُنقذوا أنفُسهُم من العَذابِ الأبدي.
أحرص على عَدمِ شُربِ هَذا النَوع من "الخُمور" التي يَسْكر بهَا المَلايين من النَاس حَولَ العَالم! البعضُ يَتصرفُ بِعدمِ أمانةٍ ويَعتقد أنهُ سوفَ يكونُ قادراً على الحَفاظِ على هذا المَال ليعيشَ بهِ حَياةً كريمةً عِندما يتقدم في السِن. والآن، هلْ الإلهُ الصَالح يُصبحُ أعمى؟ وهلْ الشَّيْطان - الذي يَستخدمهُم – يُصبحُ شَخصاً طَيباً ويُوفرُ لهُم حَياةً مُزدهرةً ؟ بِالطبع لا! والسعر الذي سَوفَ يدفعونهُ معَ المُعاناة الأبديةِ لا يَستحق مِثل هَذا القرارِ. وفَقط أولئِك َالذينَ حَياتهُم في يدِ الرَّبِّ، سَوف يَشهدونَ وإلى الأبدِ المُكافأتِ التي لهُم، نَتيجةَ اِخلاصهم لمَبادئ الكتبِ المُقدسِ.
لذلكَ، أصَلح طُرقك معَ الرَّبِّ قبل أن تُغادر هَذا العَالمَ، لدينونةِ الأبديةِ. خُذ قَرار بأنك لنْ تفعلَ أي شيءٍ خَاطئٍ لتُصبح غنياً، لأن ثَراءك يَجبُ أن يَأتي منَ الرَّبِّ. وأجعل يَداك دَائماً طاهرتانِ، وكُن على اِستعدادٍ لتَقديمهما للعلي، في اليومِ الذي سَتقفُ فيهِ أمامهُ وتُسئل عنْ اِختياراتِك. ليْس من الجَيدِ السعي للحُصولِ على شيءٍ سَيسببُ لكَ الضررَ فيمَا بعد. بل لنَسعى جَاهدينَ لنَصنعَ لأنفُسنَا كنزاً، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ (متى 6: 19-20). كُن غنياً بالرَّبِّ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز