-
-
جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ. (مراثي إرميا 26:3)
الرّجاء يجدّد الحياة، ويخلِق شُعوراً بالإطمئنان، ويمنحنا اليقين أنّ الغد سيكون أفضل، ومن ليسَ لديهِ رجاء يكون كئيباً بلا أمل، ويعاني من جميعِ النواحي.
إنّ مشيئة الرّب لنا أن نمتلئ بالرّجاء ولذلك ذكره في الكتاب المقدّس. فالرّب وعدَنا أنّه سيأتي ثانيةً ويأخذنا إليه، وهذا هو رجاؤنا الحي، فينبغي أن ننتظر ليتمّم الرّب هذا الوعد، والذي سيحدث بوقت أقرَب مما نتوقع. وفي ذلك اليوم، سنقابل سبب وجودِنا، الذي أتى إلى هذا العالم وماتَ من أجلِنا والذي سنكون معَه في الملكوت السّماويّ.
أمرٌ جيّد آخر هو أن نتوقع بسكوت خلاصَ الرّبّ، فأحياناً يتصرّف المسيحيّ دون صبر ويعترف بأشياء ترضي العدوّ. وهكذا يضع الشّخص نفسه بعيداً عن قدرة الله. حتى إن كانَ بغير قصد، لكنه سمح لقوى الظلام أن تسبّب له المعاناة.
إن شعرت في أيّ لحظة أن الآب السّماوي لا يستجيب لك، فمِن الضروري أن تُحافظ على إيمانك بأنّه حتماً سيعينك، وإن لم تحدث الأمور حسبما تتوقع، كُنْ صبوراً، وتوقّع بسكوت خلاصَ الرّب. لا ترتاب أبداً، فالرّب يتمّم وعوده بشكل دائم.
حسبَما يقول الكتاب المقدّس، عندما هدّد الملك نَبُوخَذْنَصَّرُ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ بأن يرميهم في أتون النّار وَأَمَرَ بِأَنْ يَحْمُوا الأَتُونَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ مُعْتَادًا أَنْ يُحْمَى. لكنّهم لم يرتاعوا ولم يرتعبوا، و قالوا للملك بكل ثقة إن أراد الله أن يحرّرهم، فسيفعل، وإن لم تكن تلك مشيئته فلن يبقى هناك من يرفض السّجود لتماثيله. (دانيال 30-1:3) هؤلاء الشّبان الثلاثة رفضوا أن يخضعوا للملك الفاسد، واستمرّوا صامدين، وهكذا تمكّنوا من إثبات أنّ الذي لا ينحني أمام الآلهة المزيّفة لن يحترق.
من لا يمتلك طول الأناة، فلا يمكنه التصرّف بإيمان. وهذه الصّفة هي من ثمر الرّوح القدس التي يمنحها لأولاد الله . لذلك علينا أن ننتظر بصبر وأناة خلاص الرّبّ. وفهو أمين فلن يسمح أن نُخزى.
لا تنطق بشيء لم يُذكر في الكتاب المقدّس. حتى إن كنت تعيش حسب الكلمة، عليك أن تتّصف بالحُلُم. فلا تفقد الأمل أو تغضب. بل ابقَ ثابتاً وانتظر خلاص الرّب بسكوت.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز