-
-
"فَقَالَ يَرُبْعَامُ لاِمْرَأَتِ هِقُومِي غَيِّرِي شَكْلَكِ حَتَّى لاَ يَعْلَمُوا أَنَّكِ امْرَأَةُ يَرُبْعَامَ وَاذْهَبِي إِلَى شِيلُوهَ. هُوَذَا هُنَاكَ أَخِيَّا النَّبِيُّ الَّذِي قَالَ عَنِّي إِنِّي أَمْلِكُ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ" (سفر الملوك الأول 2:14)
كانَ أَخِيَّا نَبياً اِستعملهُ الرَّبُّ لكي يَنقل خَبراً سَاراً إلى يَرُبْعَامَ، ووقَعت عَليهِ القُرعةُ ليَكون مَلكاً على عَشرةِ أسباطٍ من الاثني عَشرَ سِبطاً لإسرائيل وذَلك - خِلالَ حُكمِ سُليمانَ (الملوك الأول 29:11-39). وبسببِ عِبادةِ الأوثانِ التي تورطَ فيها اِبن دَاود . وقَال الرَّبُّ ليَرُبْعَامَ من خلالِ النبي، أنهُ يَنبغي أن يَكونَ اَميناً معَ الرَّبِّ أيضاً، وبِذلك، تَتأكد مَملكتهُ، ويَكونُ نَسله خَليفةً لهُ على العَرش.
وتَحققت كلمةُ الرَّبِّ في ذَلكَ الحِين، عندما خَضعَ يَرُبْعَامَ للأوثانِ (سفر الملوك الأول ١٢). واستاءَ الله منهُ كثيراً. في الوَاقعِ، فقدْ أغاظَ هَذا المَلكُ المَجنون الرَّبَّ بِكلِّ شيءٍ . فأرسلَ إليهِ نَبياً ليحذرهُ من المَذبحِ الذي بَناهُ في بَيتِ إيل، لكنهُ، عِندمَا قامَ نبي الله بَتسليمِ الرِسالةِ – كانت مُؤثرةٌ جِد اً -، واِمتلأ المَلكُ غَضباً ومَد يَرُبْعَامَ يدهُ على المَذبحِ وقَال : اِمسكوهُ فَيبستَ يدهُ التي مَدهَا نَحوهُ ولمْ يستطع أن يَرُدها إليه ! (سفر الملوك الأول 4:13). فَطلب الملكُ من رجُلِ الله أن يُصلي من أجلهِ، وعِندمَا تضرعَ رجلُ الله إلى الرَّبِّ القدير، رَجعت يَدُ الملكِ إليهِ.
لمْ تَكنْ هذهِ التجربةُ كافيةً ليَندمَ يَربعام على شَرهِ. ومَع ذَلك، عِندما مَرضَ اِبنهُ - الذي وفقاً للوَعدِ الإلهي، سَوفَ يَكونُ خَليفتهُ على العَرش، فَتذكرَ الملك النَبي أَخِيَّا الذي قدْ مزقَ رداءهُ الجديد، واعطاهُ عشرةَ قِطعٍ مِنهُ، وهَذا يَعني ما سَوفَ يَحدثُ لإسرائيلَ وأنه سَوف يَكونُ ملكاً على هَؤلاء العَشرةَ أسباطٍ. وأمرَ يَرُبْعَامَ زَوجتهُ بأن تَذهبَ لاستشارةِ نَبي الله، ولكنهُ، طلبَ مِنهَا أيضاً أن لا تُخبرَ أحد بأنهَا زَوجتهُ، وبِاختصارٍ، كان يَتوقعُ من النبي أن يَشفي الفتى دُونَ أن يَعلم أنهُ كان اِبنٌ المَلك.
وهَذا التَصرفُ يُثبتُ أن يَرُبْعَامَ كانَ يُفكر في نَفسهِ فقط ولا يَهتمُ بِواقعِ الأمرِ للاستفادةِ من أي شَخصٍ اخرٍ. فقد تَرك الرَّبَّ العلي وخَدمَ الشَّيْطان؛ وبِفكرهِ المُلوث، اِعتقدَ أنهُ يَستطيعُ أن يخدعَ أي شَخصٍ حَتى عَدوهُ - وأيضاً الرَّبَّ! ومَا كان يهمُ مَلكُ اِسرائيلَ إلا الرِبحُ والسُلطةُ والمَجدُ، وليْسَ اكثر.
وحينَ دخلت زَوجتهُ بَيتَ النَبي، الذي كانَ غيرُ قادرٍ على الرؤيةِ بِسببِ سِنهِ، ولكنهُ تلقى الوَحي الإلهي، فالنظرُ الطبيعي بِالنسبةِ لرجُل الله ليسَ ضَرورياً، بل نَعم، مَا يُسمعهَ من الآبِ. واكتشفَ أَخِيَّا النبي بأنَ المرأة كانت زَوجةُ يَرُبْعَامَ وأخبرهَا بأن اِبنها سَوفَ يَموتُ ما أن تَضع قَدميهَا على أرضِها. ليْس ذَلك فَحسب، وقالَ لها أيضاً أنهُ كُلُّ ذَكرٍ، سِواء كانَ ابناً أو عَبداً من بيتِ يَرُبْعَامَ سَيموتُ.
ولقد رَأيتُ أُناساً حَاولوا الكذبَ على رجُلِّ الله وكانوا عُرضةً للخَطرِ. فلا تدع نَفسك تقع أبداً في مَحاولة الكذبِ على أي شَخصٍ، ولا سِيما من يَستخدمهُ الآب. حَنانيا وامرأتهُ سَفيرة على سَبيلِ المِثال، دَفعوا حَياتهُم ثَمناً لهَذا الخَطأ (أعمال الرسل ٥). لذلكَ، كُنْ دَائماً مُطيعاً لكِلمةِ الرَّبِّ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز