-
-
"لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْض" (سفر المزامير2:47)
من بَينَ الأشياءِ التي نحتاجُ لمَعرفتِها، أمرانِ في غَايةِ الأهميةِ، ويمكنُ العُثورُ عَليهما في هذهِ الآية وهما: إن الرَّبَّ هو الإلهُ العَلي، والمَلكُ العظيمُ على كُلِّ الأرْضِ. اِنهُ ليْس الرَّبُّ فقط. إنما أيضاً العلي. أولئكَ الذينَ يَثقونَ في كَلمتهِ يَعرفونَ قيمةَ الوَحي الذي يَأتي من عندهِ؛ وإذا كانوا يَمرونَ بأيةَ أزماتٍ كُلُّ مَا عَليهم فَعلهُ هو النَظرُ إلى مَا تَكشفهُ لهُم الكلمةُ. وستتشددُ قُلوبهُم بهَا وتَزدادُ ثِقتهُم بالرَّبِّ.
لمْ يُسجل هَذا الإعلان عنْ الرَّبّ في الكِتابِ المُقدسِ دُونَ هَدفٍ. فَفي الوَاقعِ، فإنهُ يُشيرُ إلى أنهُ عِندما يَمرُ أولادُ اللهِ بِتجاربٍ، صَغيرةٍ كانت أو كَبيرةٍ، سَوفَ يَعرفونَ حَجمَ القُدرةِ الإلهيةِ التي تَعملُ مَعهُم ضِدَ العَدوِّ. والخَبرُ السَارُ هو أنهُ يَكفي أن نُؤمنَ بِالكلمةِ المُقدسةِ وأن نَتبعَ تَعليماتِها، لنَحصلَ على هَذهِ القُدرةِ. ومِن الجَديرِ بالذكرِ أن العلي لا يَطلبُ مِنَا أن نَفعلَ أي شيءٍ مُعقدٍ أو صَعبةٍ للغَاية. ولكن، كُلّ مَا يُريدهُ هو أن يَكونَ لدينَا إيمانٌ بَسيطٌ تَماماً مِثلَ الأطفالِ (متى 18: 3، 4). وعِندمَا نَفعلُ ذَلِك سَنرىَ دَائماً قُدرتهُ تَعملُ لأجلِنَا.
حَدثَ هذا مَعَ أبطالِ الإيمانِ في المَاضي. وحَصلوا على قوةٍ لعملِ المُعجزاتِ، وذَلكَ لأنهُم اِتبعوا تَعليماتِ الكلمةِ. عِندمَا كانَ يَشُوع في المَعركة، كانَ الغَسقُ يَقترب، وكانَ أعداءُ شَعبهِ يَجتمعونَ مرةً أُخرى. وصلَّى إلى الرَّبِّ وشَعرَ في قَلبهِ بمَا يَجبُ عليهِ فِعلهُ (يشوع 10: 12 - 14). فلم يُفكر مَرتين وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ". ومَا حَدث بَعد ذَلك كان هَائلا ولمْ يَحدُث مِثلهُ ليومِنَا هَذا. ووفقاً لحِساباتِ وكالةِ نَاسا، رُبما اِمتدَ هَذا الحدثُ في ذَلك اليَومُ لأكثرِ من ثَلاثٍ وعشرينَ سَاعةٍ.
الرَّبُّ مَلكٌ عَظيمٌ على كُلِّ الأرْضِ. فهو يَسودُ على كُلِّ شيءٍ سواءَ كان في العَالمِ المادي أو في العَالمِ الرُّوحي. وقُوّتهُ لا يُمكنُ قِياسُها. لا شَيء يُمكنُ أن يَعوقَ عَملهُ، عِندمَا يُقررُ أن يَفعلَ شيئاً (إشعياء 43: 13). وعندمَا نُدركُ أن كُلَّ شيءٍ تحتَ أمرهِ، سَنكونُ واثقينَ، ونَستطيعُ رفعَ رُؤوسِنَا، وأي شَيءٍ نَطلبهُ في اِسمِ يَسُوعَ سَيتمُ. ولنْ نفشلَ في شَيءٍ.
اِستمتع الآن بِمجردِ مَعرفتكَ أن الرَّبَّ هو العلى، وهو المَلكُ على كُلِّ شيءٍ، يجبُ أن تطلُب مِنهُ أن يُبارككَ! ولا تَدع العدوُّ بَعدَ الآن يَقولُ لكَ الأكاذيب، لجَعلِكَ تَخضعُ لهُ، وأياً كانَ ما فعلهُ في حَياتِكَ، آمرهُ الآن بالخروجِ مِنْ كُلِّ كَيانِكَ - الجَسد والنَفس والرُّوح – ومن عَائلتكَ وكُلِّ مَا تَملُك.
يَأمل الرَّبُّ مِنكَ أن تَقومَ بِواجِبكَ. وأنتَ لنْ تَستطيعَ القِيامِ بهِ إذا كُنتَ تَعيشُ في الخَطيئةِ، أو كُنت بَعيداً عن الرَّبِّ - وهَذا هو السَببُ الذي يَجعلُ العَدوَّ يَعتدي عَليكَ - واَخيراً، تَصالح مَع الإلهِ القَديرِ. وسَيستجيبُ لكُلِّ طَلباتِكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز