قوة الإيمان

كانَ يَشُوع وكَالِبُ جُزءاً من الجَواسيس الاثنى عَشرَ، والذين أُرسِلوا لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ وأحضرُوا أخباراً سارةً من هُناك. ومَع ذلِك، وبعدَ ٤٥ عَاماً من هَذا الحَدث، بَلغَ كَالِبُ مِن العُمر ٨٥عاماً، لكنهُ كانَ بنفسِ القوَّة التي كانت لديهِ عِندما أُعطي هَذا الوعْد – وشَعر أن يَشُوع مُتردد في إعطائهِ الأرْضَ التي وعَدهُ بِها الرَّبَّ على يَدِ مُوسى. وهَذا يُبين لنا أنهُ لا يَكفي أن نَتذكرَ فَقط مَا وعَدنَا بهِ الآب؛ ولكِنْ، مِنَّ الضَروري أيضاً أن نُحارب لامتلاكِ كُلِّ مَا أعطانَا إياهُ الرَّب. لقدْ كانَ كَالِبُ حَازماً مع يَشُوع - والشَخصَ الذي يُريدُ الانتِصارَ فِعلاً، يَجبُ أن يَتصرفَ بَنفسِ الطريقةِ.

إن الإشارةَ للطريقةِ التي تَصرفَ بِها الأشَخاصُ الذينَ يَنتمونَ إلى الرَّبِّ مُثيرةٌ للاهتمامِ. فقدْ حَكمَ الله على العشرةِ جَواسيسَ الاخرينَ ودَفعوا ثَمناً باهظاً بِسببِ تَمردهِم، ولكنَّ كَالبُ لمْ يُشير إليهم على أنهُم مُجرمون، ولمْ يَصفهُم بِعباراتٍ مُهينةٍ - وبَدلاً من ذَلك، دَعاهُم أخوةً. وهَذا يُعلمنَا بَأن من يَخدموا الرَّبَّ يَجب أن يُقدموا الاحترامَ للقريب، حتى ولو كانَ على خَطأ.

صَعد هَؤلاءِ الجَواسيس مَع كالبُ، لكنهُم نَزلوا بِنظرةٍ أُخرى. يا أخي، كُنْ حذراً بأن لا تَصعد مع خُدامِ الله الحَقيقيين وتنزل مَهزوماً. والذينَ يَصعدونَ في مَحضرِ الرَّبِّ الْعَلِيِّ يَرونَ فَقط مَا يَكشفهُ لهُم الرَّبُّ، أمَا مَا يَكشفهُ الشَّيْطان فَلا يَرونهُ؛ وأخيراً، يَجبُ عَلينا أن نَنظرَ فَقط لمُبدعِ خَلاصِنًا.

ولأنهُم سَمحوا للعَدوِّ بأن يُظهر لهُم الصُعوبات، جاءو بالأخبارِ السَيئةِ. هُم لمْ يَفعلوا الشَيء الصَحيح! فالله لنْ يُعطينَا مُهمة لكي نَرجعَ بِكلماتٍ منَّ العدوِّ في أفواهِنا. ويجبُ أن تَكونَ الأخبارَ التي نَجلبها دَائماً سَارة، لأن الذي يَسمح لنَفسهِ أن يَنقادَ بِخدعِ العدوِّ يَعترف بأنَ يسُوع لمْ يَكون هَدفهُ الرئيسي. ومن جِهةٍ أخرى، إن الشَخصَ الذي يَتطلع إلى الرَّبِّ فقط، حَتى وأن كانَ على وشَكِ المَوتِ، سَوفَ يحيا. فَيجبُ الحَذر من الأخبارِ السَيئةِ، لأنهَا تُلوث حَتى المُخَصصِين جداً.

إن الشرَّ سَيئٌ جِداً، وإذا أعَطيتهُ أي اِهتمامٍ، سَوفَ يُنجسُكَ. فالأخبار السَيئة، تُشتت قلبَ الشَعب وتُحول أبطالاً إلى جُبناء، وهَذا ما حَدثَ، على سَبيلِ المِثالِ، معَ إيليَا العَظيم. فبعدَ أن وَاجهَ أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ، وبَعدهَا سَمِعَ أن إيزابيلَ تبحثُ عنهُ تُريدُ أن تَقتلهُ (سفر ملوك الأول : ١٩ ). فَعندمَا يُخبروكَ بِشيءٍ سيئ، صَلّي وأرفض الخَوفَ مِن قَلبِكَ.

إن الذينَ يَتبعونَ الرَّبَّ دَائماً يَكتشفونَ الطريقَ الصَحيح للنَجاح. وهَذا مَا فَعلهُ كَالِبُ! وأثبتَ بِذلكَ مَنْ هو إلههُ، وهَذا ما يَجبُ أن يَكونَ هَدفاً لحَياتكَ أيضاً في كُلِّ شيءٍ. وكُلَّ مَهُمةٍ سَيُكلفك بِهَا الرَّب سَوفَ تَكونَ لخيرِكَ. لذلكَ، قُمْ بَتنفيذِ الوصَايا الإلهَيةَ ولا تَسمحَ لأي شَخصٍ أن يَأخُذ مِنكَ مَا وعَدكَ بهِ الرَّبَّ!

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز