-
-
" كَانُوا لامْتِحَانِ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ، لِكَيْ يُعْلَمَ هَلْ يَسْمَعُونَ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَهُمْ عَنْ يَدِ مُوسَى" (سفر القضاة 4:3).
الله لا يُعاملنَا مِثل الرِوبوتات، ولكن، منْ يُؤمن بهِ، يُصبحَ أبناً لهُ، ويسمحُ له باِختباراتٍ. وبغضِ النظر إذا كانَ سينجحُ فيها أم لا، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ (عبرانيين6:12). فهُناك سَببٌ لذلك، وهُو أن الرَّبّ يُريدُ أن يَرى مَا إذا كُنا سَنُصغي لوصاياه أم لا. لِذلك، فَالتجاربُ سَوف تَأتي، ولكِنْ يَنبغي أن نَسهر ونُصلي لئلا نَدخلَ في تَجربةٍ (متى 41:26) وأن لا تَجدُ مكاناً لهَا في قُلوبنَا.
سَمحَ الرَّبُّ سُبحانهُ، لشَعبِ إِسْرَائِيلَ أن يُمتحن من بَعضِ الشُعوبِ الأخرى، سواء بِالاقتراحاتِ الأثيمةِ، أو الضِيقاتِ أو الاستِفزازاتِ. وذلك، لكي يُجاهدوا ويُظهروا الاهَتمام بِما قِيل لهُم. وكانَ يَجبُ على إِسْرَائِيلَ أن يُظهرَ خَوفاً أكثر من الرَّبِّ وهَذا هُو المُهم. واليَوم، يَجبُ عَلينا أولاً أن نَعرفَ التعاليم التي أعطانَا إياها المُعلم - وهي نَفسُ تلكَ التي في العهدِ القديمِ، ولكِن، مع بَعضِ التَحسيناتِ - وأن نُحافظَ عليهَا ولا نَنساهَا.
جَاوبني بِإخلاصٍ الآن: إذا كانَ هُناك شَخصٌ مَا، ودُون أي سَببٍ، أعلنَ عنْ نَفسهُ أنهُ عدوٌّ لكَ. هلْ سَتبدأ بِكرههِ، ومُعاملتهِ بِطريقةٍ سَيئةٍ وتَضطهدهُ؟ أو سَتحبهُ وتُباركَ حَياتهُ؟ وإذا كانَ بِحاجةٍ إلى مُساعدةٍ، هلْ سَتسدي لهُ مَعروفا، وَتُقدم لهُ هذه المُساعدةِ؟ وهَلْ سَتُصلي من أجلهِ في وقتِ خِلوتِك؟ حَسناً، إذا كُنتَ لا تَستطيع فِعل ذَلك لمنْ فَعلَ بِك هَذا، فَأنتَ بِحاجةٍ إلى قِراءةِ (متى44:5) والقيامُ بتنفيذِ ما فِيهِ. لأن يَسوعَ عَلمنا في هَذا الجزءَ ما يَجبُ أن نَفعلهُ بالضبط. فقد وضَع الرَّبُّ هَذا الشخص في طَريقكَ، لكي تُظهرَ للآبِ مَا هو موجودٌ في قَلبكَ بالفعل؟
يَسقطُ الكثيرُ من المَسيحيينَ بِسببِ خَطاياهُم. وقدْ يَتصورُ البَعضُ منَّ الناسِ أن سَببَ سُقوطِ هؤلاءِ هو خَطية الزِّنَا، لأنهُم كانوا ضُعفاء. وهَذا غَيرُ صَحيحٍ على الإطلاقِ! فَسببُ سُقوطهم لمْ يَكنْ بسببِ خَطيةِ الزِّنَا. ولكِنْ لأنهُم أخَطأوا - واِحتقرُ كلمةَ الله -، ويُمكنُ قولَ نفسِ الشيءِ على عَدمِ الأمانةِ أو غَيرهُا من الخَطايا التي تبدوا صَغيرةً. فَعدمُ حِفظِ الوصَايا الإلهية هو أعظمُ من جَميعِ الخَطايا، وهُو الذي يَجعلُ الشَخصَ، على سَبيل المِثال، يَنظرُ إلى زَوجة غَيرهِ ويَشتهيهَا. نَفسَ الشيءِ يَحدثُ عِندمَا نَشتهي سَيارةَ فُلان أو بِيتِ فُلان، الخ.
أفضلَ شيءٍ يَمكنُ أن نَفعلهُ في الحَياةِ هو السَيرِ مع الرَّبَّ يسُوع، وعِندمَا تُهاجمنَا الرغباتُ الجَامحة، لا نُعطيهَا أي اِهتمامٍ. والذي يَسلكُ بِالرُّوحِ لا يُحقق أبداً شَهواتِ الجَسدِ. لكِنْ، العَكسُ صَحيح: فالذي لا يَسلكُ بِالقداسةِ، فبلاَ شَكٍ، سَيتحملُ كُلَّ التجاربِ التي سَيُرسلهَا الخَصم لهُ. فيا أخي العَزيز، ألم يحِنْ الوقت لكي تَمتحن نَفسكَ، وإذا كُنتَ في تِلك الحَالة، يَجبُ أن تُغيير حَياتكَ؟
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز